من أسماء وألقاب أمير المؤمنين عليه السلام : « وليّ الله »

البريد الإلكتروني طباعة

وليّ الله

عن القاضي التستريّ بإسناده قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : لمّا أُسري بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة مكتوباً بالذهب : لا إلٰه إلّا الله ، محمّد حبيب الله ، عليّ وليّ الله ، فاطمة أمَة الله ، والحسن والحسين صفوة الله ، على مبغضيهم لعنة الله. (1)

وعن الشيخ عبد النبيّ العراقيّ في تقريرات بحثه قال : قال مؤلّف كتاب « السُّلافة في أمر الخلافة » الشيخ عبد الله المراغيّ المصريّ من أهل السنّة من أعلام القرن السابع : إنّ سلمان الفارسيّ ذكر في الأذان والإقامة الشهادة بالولاية لعليّ بن أبي طالب عليه السلام بعد الشهادتين في زمن النبيّ صلّى الله عليه وآله ، فدخل رجل على رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله ، سمعتُ أمراً لم أسمع قبل ذلك ! فقال صلّى الله عليه وآله : ما هو ؟ فقال : سلمان قد يشهد في أذانه بعد الشهادة بالرسالة الشهادة بالولاية لعليّ عليه السلام. قال صلّى الله عليه وآله : سمعتم خيراً.

وفي الكتاب المزبور أيضاً : أنّ رجلاً دخل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وقال : يا رسول الله ، إنّ أبا ذرّ يذكر في الأذان بعد الشهادة بالرسالة ويقول : أشهد أنّ عليّاً وليّ الله ، فقال صلّى الله عليه وآله « كذلك أو نَسَيتم قولي في غدير خمّ : مَن كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، فَمَن نكَثَ فإنّما ينكثُ على نَفْسِهِ » (2).

وفي فرائد السمطين للجوينيّ ، بسنده عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : لمّا أُسري بي إلى السماء أمر الله تعالى بعرض الجنّة والنار عليَّ ، فرأيتهما جميعاً ... إلى أن يذكر صلّى الله عليه وآله ما كان مكتوباً على أبواب الجنّة الثمانية فيقول : فإذا على الباب الأوّل منها مكتوب : لا إلٰه إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ وليّ الله ... (3)

وعن القاضي التستريّ بإسناده قال : لمّا انتهى إلى النجاشيّ ملك الحبشة خبرُ النبيّ صلّى الله عليه وآله ، قال لأصحابه : إنّي مختبر هذا الرجل بهدايا أنفذ إليه. ثمّ أعدّ له تُحَفاً عظيمة وفيها من الفصوص ياقوت وعقيق ، فقال : إن كان الرجل يطلب الدنيا والملك فهو يختار الياقوت ، وإن كان نبيّاً حقّاً فإنّه يختار العقيق. قال : فلمّا وصلت الهدايا إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله قسّمها على أصحابه ولم يأخذ لنفسه سوى فصّ عقيق أحمر ، ثمّ أعطاه لعليّ عليه السلام وقال : يا عليّ ، فاكتب سطراً واحداً : لا إلٰه إلّا الله ، فمضى عليّ عليه السلام فقال للنقّاش : اكتب ما يحبّ رسول الله صلّى الله عليه وآله : لا إلٰه إلّا الله ، فقال له : اكتب ما أحبّ أنا : محمّد رسول الله ، فلمّا جاء به إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فوجد عليه ثلاثة أسطر قال : يا عليّ ، أمرتك سطراً فكتب عليه ثلاثة أسطر ! فقال : وحقّك يا رسول الله أمرته أن يكتب عليه ما أحببت لا إلٰه إلّا الله ، وما أحببت أنا محمّد رسول الله ، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال ربّ العزّة يقول : كتبت ما تحبّ لا إلٰه إلّا الله وعليّ كتب ما يحبّ محمّد رسول الله وأنا أكتب ما أحبّ عليّ ولي الله. (4)

وعن الكنجيّ الشافعيّ بإسناده عن جابر بن عبد الله قال : سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله عن ميلاد عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح عليه السلام. إنّ الله تبارك وتعالى ، خلق عليّاً من نوري ، وخلقني من نوره ، وكلّنا من نور واحد ، ثمّ إنّ الله عزّ وجلّ نقلنا من صلب آدم عليه السلام في أصلاب طاهرة إلى أرحام زكيّة ، فما نُقلتُ من صلب إلّا ونقل عليّ معي ، فلم نزل كذلك حتّى استودعني خير رحمٍ وهي آمنة ، واستودع عليّاً خير رحمٍ وهي فاطمة بنتَ أسد.

وكان في زماننا رجل زاهد عابد يقال له المبرم بن دعيب بن الشقبان قد عبد الله تعالى مائتين وسبعين سنة لم يسأل الله حاجة ، فبعث الله إليه أبا طالب فلمّا أبصره المبرم بن دعيب قام إليه وقبّل رأسه وأجلسه بين يديه ، ثمّ قال له : من أنت ؟ فقال : رجل من تِهامة ، فقال : من أيّ تهامة ؟ فقال : من بني هاشم ، فوثب العابد فقبّل رأسه ثانية : ثمّ قال : يا هذا إنّ العليّ الأعلى ألهمني إلهاماً. قال أبو طالب : وما هو ؟ قال ولد يولد من ظهرك وهو وليّ الله عزّ وجلّ ، فلمّا كانت الليلة الّتي وُلد فيها عليّ عليه السلام أشرقت الأرض ، فخرج أبو طالب وهو يقول : أيّها النّاس ولد في الكعبة وليّ الله عزّ وجلّ ، فلمّا أصبح دخل الكعبة وهو يقول :

     

يا ربّ هذا الغسل الدجيّ

 

والقمر المنبلج المضيّ

بيّن لنا من أمرك الخفيّ

 

ماذا ترى في اسم ذا الصبيّ

قال : فسمع صوت هاتف يقول :

     

يا أهل بيت المصطفى النبيّ

 

خصصتم بالولد الزكيّ

إنّ اسمه من شامخ العليّ

 

عليّ اشتق من العليّ

وقال الكنجيّ أيضاً بإسناده : ولد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بمكّة في بيت الله الحرام ليلة الجمعة لثلاث عشر ليلة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه إكراماً له بذلك وإجلالاً لمحله في التعظيم. (5)

الهوامش

1. إحقاق الحقّ 4 / 143 ـ 148.

2. رسالة الهداية في كون الشهادة بالولاية في الأذان والإقامة 43 ؛ مستدرك سفينة البحار 6 / 82 ؛ جواهر الولاية 379.

3. فرائد السمطين 1 / 239 ، 240 ، ح 186.

4. إحقاق الحقّ 4 / 143.

5. كفاية الطالب 365 ، 366 ، ولادة عليّ بن أبي طالب عليه السلام في الكعبة لا ريب أنّها من كرائم الله عزّ وجلّ ومواهبه له الدالّة على عظمته وشرفه عند الله تعالى ، وعلى الإجمال ، فحديث ولادته صلوات الله عليه في الكعبة على نحو الإعجاز والكرامة حقيقة ناصعة ، أصفق على إثباتها الفريقان : وتضافرت بها الأحاديث ، وطفحت بها الكتب ونصّ عليها وعلى تواترها جمع كثير من أعلام الفريقين ، وأنّها من خصائصه عليه السلام لم يسبقه بها سابق وما لحقه فيه لاحق. ومن كتب الفريقين منها :

مروج الذهب 2 / 349 ؛ المستدرك للحاكم 3 / 483 ؛ تلخيص المستدرك للذهبيّ 3 / 483 ؛ فرائد السمطين 1 / 426 ؛ مطالب السؤول 63 ؛ نظم درر السمطين 80 ؛ تذكرة الخواصّ 20 ؛ المناقب للمرتضويّ 169 ؛ المناقب للمغازليّ 7 ؛ مدارج النبوّة 2 / 308 ؛ الفصول المهمّة 30 ؛ نور الأبصار 156 ؛ ينابيع المودّة 1 / 461 ؛ شواهد النبوّة للجاميّ 325 ؛ السيرة النبويّة 1 / 150 ؛ شرح الشفا 1 / 151 ؛ محاضرة الأوائل 120 ، 791 ؛ أرجح المطالب 388 ، الحدائق الورديّة 1 / 31 ؛ كفاية الطالب 365.

الإرشاد للمفيد 1 / 5 ؛ مسار الشيعة 59 ؛ المقنعة 461 ؛ مناقب آل أبي طالب 2 / 45 و 3 / 38 ، 48 ؛ إعلام الورى 159 ؛ العمدة 24 ؛ خصائص الأئمّة 39 ؛ الصراط المستقيم 1 / 331 ؛ كنز الفوائد 1 / 255 ؛ كشف الغمّة 1 / 61 ؛ روضة الواعظين 76 ؛ نهج الحقّ 233 ؛ كشف اليقين 17 ؛ غاية المرام 1 / 13.

تاريخ قمّ 191 ؛ أسرار الإمامة 73 ؛ المجد في أنساب الطالبيّين 11 ؛ التتمة في تواريخ الأئمّة 47 ؛ مصباح المتهجّد 741 ؛ المزار للشهيد 91 ؛ إقبال الأعمال 3 / 131 ؛ منتهى المطلب 889.

مقتبس من كتاب : [ أسماء وألقاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] / الصفحة : 331 ـ 334

 

أضف تعليق

الإمام علي عليه السلام

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية