المنع عن استعمال الرأي في الدين عند أهل البيت عليهم السلام

البريد الإلكتروني طباعة

المنع عن استعمال الرأي في الدين عند أهل البيت عليهم السلام

الوارد عن الأئمّة أهل البيت عليهم السلام المنع عن استعمال الرأي في الدين منعاً شديداً ، والروايات في ذلك كثيرة جدّاً :

منها :

وعنه ، عن أبيه ، عن أحمد بن عبد الله العقيلي ، عن عيسى بن عبد الله القرشي ، قال : دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال له : يا با حنيفة ! بلغني : أنك تقيس ؟ قال : نعم ، قال : لا تقس ، فإنَّ أوَّل من قاس إبليس. الحديث. (1)

ومنها :

وعن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن السنّة لا تقاس ، ألا ترى أنَّ المرأة تقضي صومها ، ولا تقضي صلاتها ، يا أبان إنَّ السنّة اذا قيست محق الدين. (2)

ومنها :

قال : وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم ، ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضادَّ الله حيث أحلَّ ، وحرَّم فيما لا يعلم. (3)

ومنها :

وعن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، ومحمّد بن سنان جميعاً ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، عن أبيه ( عليه السلام ) ، قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا رأي في الدين. (4)

ومنها :

وعن أبيه ، عن هارون بن الجهم ، عن محمّد بن مسلم ، قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) بمنى إذ أقبل أبو حنيفة على حمار له ، فلما جلس قال : إنّي أُريد أن اُقايسك ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ليس في دين الله قياس. الحديث. (5)

وقد استدلّ الأئمّة عليهم السلام على بطلان القياس واستعمال الرأي بأدلّة دامغة ، نذكر بهذا الصدد رواية واحدة :

أحمد بن عليِّ بن أبي طالب الطبرسي في ( الاحتجاج ) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال لأبي حنيفة في احتجاجه عليه في إبطال القياس : أيّما أعظم عند الله ؟ القتل ، أو الزنا ؟ قال : بل القتل ، فقال ( عليه السلام ) : فكيف رضي في القتل بشاهدين ، ولم يرضَ في الزنا إلاّ بأربعة ؟! ثمّ قال له : الصلاة أفضل ، أم الصيام ؟ قال : بل الصلاة أفضل قال ( عليه السلام ) : فيجب ـ على قياس قولك ـ على الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام ، وقد أوجب الله عليها قضاء الصوم دون الصلاة ، ثمَّ قال له : البول أقذر ، أم المني ؟ فقال : البول أقذر ، فقال : يجب ـ على قياسك ـ أن يجب الغسل من البول دون المني ، وقد أوجب الله تعالى الغسل من المني دون البول ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) : ـ تزعم أنك تفتي بكتاب الله ، ولست ممّن ورثه ، وتزعم أنّك صاحب قياس ، وأوَّل من قاس إبليس ولم يُبْنَ دين الله على القياس ، وزعمت أنك صاحب رأي ، وكان الرأي من الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) صواباً ، ومن غيره خطأً ، لأنَّ الله تعالى قال : ( فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ ) ولم يقل ذلك لغيره. الحديث. (6)

الهوامش

1. وسائل الشيعة / المجلّد : 27 / الصفحة : 39 / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / الطبعة : 3.

2. وسائل الشيعة / المجلّد : 27 / الصفحة : 41 / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / الطبعة : 3.

3. وسائل الشيعة / المجلّد : 27 / الصفحة : 41 ـ 42 / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / الطبعة : 3.

4. وسائل الشيعة / المجلّد : 27 / الصفحة : 51 / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / الطبعة : 3.

5. وسائل الشيعة / المجلّد : 27 / الصفحة : 52 / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / الطبعة : 3.

6. وسائل الشيعة / المجلّد : 27 / الصفحة : 48 ـ 49 / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / الطبعة : 3.

 
 

أضف تعليق

القياس

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية