مناشدة عليّ عليه السلام يوم الشورى

البريد الإلكتروني طباعة

مناشدة عليّ عليه السلام يوم الشورى

أخرج العقيلي وابن عساكر من طريقه والموفق بن أحمد والجويني من طريق ابن مردويه عن زافر بن سليمان عن أبي الطفيل قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم ، فسمعت عليّاً يقول : بايع الناس لأبي بكر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحقّ به ، فسمعت وأطعت ، مخافة أن يرجع الناس كفّاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثمّ بايع الناس عمر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحقّ منه ، فسمعت وأطعت ، مخافة أن يرجع الناس كفّاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثمّ أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان ، إذاً أسمع وأطيع ، إنّ عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم ، لا يعرف لي فضلاً عليهم في الصلاح ، ولا يعرفونه لي ، كلّنا فيه شرع سواء ، وأيم الله لو شاء أن أتكلم ، ثمّ لا يستطيع عربيّهم ولا عجميّهم ولا المعاند منهم ولا المشرك ردّ خصلة منها لفعلت ، ثم قال : ...

وأشار إليه البخاري في التاريخ وابن عدي في الكامل وفي ترجمة الحارث ابن محمّد ، وعزاه الذهبي في الميزان والعسقلاني في اللسان إلى العقيلي.

وأخرجه ابن عساكر من طريق الدارقطني عن سفيان الثوري عن أبي اسحاق السبيعي عن عاصم بن ضمرة وهبيرة ، وعن العلاء بن صالح عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي وعامر بن واثلة قالوا : قال علي يوم الشورى : ...

وأشار إليه ابن حجر في الصواعق والسمهودي في الجواهر والعاصمي في سمط النجوم وعزوه للدارقطني :

وأخرجه أبو الحسن الواسطي بلفظ أتمّ وأكمل عن أبي الجارود وابن طارق وأبي إسحاق السبيعي عن أبي الطفيل ـ واللفظ له ـ قال كنت مع علي في البيت يوم الشورى فسمعت علياً يقول لهم : لأحتجنّ عليكم بما لا يستطيع عربيّكم ولا عجميّكم يغيّر ذلك.

ثمّ قال : أنشدكم بالله أيّها النفر جميعاً ! أفيكم أحد وحَّد الله قبلي ؟ قالوا : اللهم لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ له أخ مثل أخي جعفر الطيّار في الجنّة مع الملائكة ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له عمّ مثل عمّي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيّد الشهداء ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمّد سيّدة نساء أهل الجنّة ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ ناجى رسول الله عشر مرّات يقدم بين يدى نجواه صدقة ، قبلي ؟ قالوا : اللهمّ لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ، ليبلغّ الشاهد منكم الغائب » ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « اللهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ وأشدّهم حبّاً لي يأكل معي من هذا الطائر » ، فأتاه فأكل معه ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا .

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله لا يرجع حتّى يفتح الله على يديه » ، إذ رجع غيري منهزماً ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لبني وليعة : « لتنتهنّ أو لأبعث إليكم رجلاً كنفسي ، طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي يغشاكم بالسيف » ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيه : « كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض هذا » ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا .

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد سلّم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة فيهم جبرائيل ومكائيل وإسرافيل ، حيث جئت بالماء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من القليب ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له جبرائيل : هذه هي المواساة ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّه منّي وأنا منه » فقال له جبرائيل : وأنا منكما ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ نودي فيه من السماء : لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّي قاتلت على تنزيل القرآن ، وتقاتل أنت على تأويل القرآن » ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ردّت عليه الشمس حتّى صلّى العصر في وقتها ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد أمره رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بأن يأخذ براءة من أبي بكر ، فقال له أبو بكر : يا رسول الله أنزِلَ فيّ شيء ؟ فقال له : « إنّه لا يؤدي عنّي إلّا عليّ » ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي » ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا كافر » ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا.

قال : فأنشدكم بالله أتعلمون أنّه أمر بسدّ أبوابكم وفتح بابي ، فقلتم في ذلك ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « ما أنا سددت أبوابكم ، ولا أنا فتحت بابه ، بل الله سدّ أبوابكم وفتح بابه » ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ نعم.

قال : فأنشدكم بالله أتعلمون أنّه ناجاني يوم الطائف دون الناس فأطال ذلك ، فقلتم : ناجاه دوننا ، فقال : « ما أنا انتجيته ، بل الله انتجاه » ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ نعم.

قال : فأنشدكم بالله أتعلمون أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « الحقّ مع عليّ وعليّ مع الحق ، يزول الحقّ مع عليّ حيث زال » ؟ قالوا : اللهمّ نعم.

قال : فأنشدكم بالله أتعلمون أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « إنّي تاركٌ فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، لن تضلّوا ما استمسكتم بهما ، لن يفترقا ، حتّى يردا عليَّ الحوض » ؟ قالوا : اللهم نعم.

قال : فأنشدكم بالله أفيكم أحد وقى رسول الله بنفسه من المشركين ، فاضطجع مضطجعه ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبدود ، حيث دعاكم إلى البراز ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ أنزل الله فيه آية التطهير ، حيث يقول : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ، غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « أنت سيّد العرب » غيري ؟ قالوا : اللهمّ لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « ما سألت الله شيئاً إلّا سألت لك مثله » ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا (1).

ووردت هذه المناشدة من طرق الشيعة أيضاً ، فراجع على المثال : ما رواه الشيخ الطوسي من طريق أبي ذر الغفاري في أماليه (2).

الهوامش

1. تاريخ دمشق : 42 / 431 ـ 435 ، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي / 112 ـ 118 ح : 155 ، المناقب للخوارزمي / 313 ـ 315 ح : 314 ، الضعفاء الكبير : 1 / 211 ـ 212 م : 258 ، جواهر العقدين / 446 عن الدارقطني ، لسان الميزان : 2 / 285 ـ 286 م : 2233 وفي طبع : 2 / 156 ـ 157 ، ميزان الاعتدال : 1 / 441 ـ 442 م : 1643 ، فرائد السمطين : 1 / 319 ـ 322 ح : 251 ، كنز العمال : 5 / 724 ـ 727 ح : 14243 ، مسند فاطمة عليها السلام للسيوطي / 21 ـ 24 ح : 32.

2. الأمالي / 545 ـ 554 ح : 1168.

مقتبس من كتاب : [ الهجرة إلى الثقلين ] / الصفحة : 325 ـ 330

 

التعليقات   

 
# زمزم ابراهيم مدن 2023-06-15 12:45
مجهود مادة السيرة
عن بني وليعة
وعن رواية المناشدة
[1]
بعث رسول الله صلی الله علیه و آله الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني وليعة قال و كانت بينه و بينهم شحناء في الجاهلية قال فلما بلغ إلى بني وليعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه قال فخشي القوم فرجع إلى النبي فقال [ يا رسول الله ] إن بني وليعة أرادوا قتلي و منعوا لي [ إلي ] الصدقة فلما بلغ بني وليعة الذي قال لهم الوليد بن عقبة عند رسول الله أتوا رسول الله فقالوا يا رسول الله لقد كذب الوليد و لكن [ كان ] بيننا و بينه شحناء في الجاهلية فخشينا أن يعاقبنا بالذي بيننا و بينه قال فقال النبي [ رسول الله ] لتنتهن يا بني وليعة أو لأبعثن إليكم [ لكم ] رجلا عندي كنفسي يقتل مقاتليكم و يسبي ذراريكم هو هذا حيث ترون ثم ضرب بيده على كتف [ أمير المؤمنين ] علي [ بن أبي طالب علیه السلام ] و أنزل الله في الوليد آية «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين » .[2]
المنابع:
معجم قبائل العرب، ج 3، ص1253
تفسير فرات الكوفي، ص427
 
[1]معجم قبائل العرب، ج 3، ص1253
[2]تفسير فرات الكوفي، ص427


112 - أقول: قال عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما قدمت كندة حجاجا قبل الهجرة عرض رسول الله صلى الله عليه وآله نفسه عليهم كما كان يعرض نفسه على أحياء العرب، فدفعه بنو وليعة من بني عمرو ابن معاوية ولم يقبلوه، فلما هاجر وتمهدت دعوته وجاءته وفود العرب جاءه وفد كندة فيهم الأشعث وبنو وليعة فأسلموا، فأطعم رسول الله صلى الله عليه وآله بني وليعة طعمة من صدقات حضرموت، وكان قد استعمل على حضرموت زياد بن لبيد البياضي الأنصاري فدفعها زياد إليهم فأبوا أخذها، وقالوا: لأظهر (2) لنا فابعث بها إلى بلادنا على ظهر من عندك، فأبي زياد وحدث بينهم وبين زياد شر كاد يكون حربا، فرجع منهم قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وكتب زياد إليه صلى الله عليه وآله يشكوهم، وفي هذه الواقعة كان الخبر المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال لبني وليعة: " لتنتهن يا بني وليعة أو لأبعثن إليكم رجلا عديل نفسي يقتل مقاتلتكم ويسبي ذراريكم " قال عمر بن الخطاب فما تمنيت الامارة إلا يومئذ، وجعلت أنصب له صدري رجاء أن يقول: هو هذا!
فأخذ بيد علي عليه السلام وقال: هو هذا، ثم كتب لهم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى زياد فوصلوا إليه بالكتاب وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وطار الخبر بموته إلى قبائل العرب، فارتدت بنو وليعة وغنت بغاياهم وخضبن له أيديهن، الخبر، انتهى (3
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

الشورى

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية