العصمة والجبر

البريد الإلكتروني طباعة
العصمة والجبر
السؤال : السّلام عليكم ، عصمة أهل البيت (عليهم السّلام) من أدلّتها هي هذه الآية الشريفة : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }{الأحزاب/33}.
الإشكال هو : بما أنّ إرادة الله هنا هي إرادة تكوينية في عصمتهم ، ونفي الزلل عنهم ، فما هو وجه المزية لهم (سلام الله عليهم) حيث إنّ الله أراد لهم أن يكونوا معصومين دون تدخل منهم ؟ و دمتم في رعاية الله .

الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
العصمة التي نعتقد بها في الأنبياء والأئمة (عليهم السّلام) لا تتنافى مع الاختيار والإرادة ؛ فإنّها من آثار العلم الكامل ، والتوفيق من الله تعالى ، فالإمام (عليه السّلام) يترك المعاصي والذنوب بمحض إرادته واختياره ، لكن بسبب العلم الكامل الذي أعطاه الله تعالى حيث يمتنع من اختيار الفعل القبيح لعلمه الكامل بقبح ذلك ، ولعلمه الكامل بعظمة الخالق ، وحقّه العظيم ، وقبح مخالفته وعصيانه ، كما نرى أنّ العاقل العالم بالوجدان بأنّ النار محرقة لا يمدّ يده إلى النار باختياره ، وإرادته ، نعم تحتاج العصمة إلى التوفيق والتسديد من الله تعالى ؛ إذ ليس كلّ عالم - مهما كان علمه فطرياً وبديهياً وكاملاً - يوفّق و تمهّد له أسباب العمل بعلمه بل يحتاج ذلك إلى عناية ربّانية ، وإفاضة إلاهية ، وتوفيق من الله تعالى  ، والقرآن يحدّثنا عن بلعم بن باعوراء الذي كان له علم كثير ، لكنّه لم يعمل بعلمه لسوء عاقبته : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا  } {الأعراف/175}.
 

أضف تعليق

العصمة

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية