هل يعد الاكتشافات العلمية للقرآن اعجازاً

البريد الإلكتروني طباعة

 

 

هل يعد الاكتشافات العلمية للقرآن اعجازاً
 

 

السؤال : هل يمكن اعتبار الاكتشافات العلمية التي كشفها القرآن ليست اعجاز مثل الاعجاز البياني والبلاغي والفصاحة لأنه تحدى العرب في الاتيان بمثل القرآن من فصاحة وليس الاتيان من علوم . هذا اذا نظرنا لمفهوم الإعجاز أي التحدي ؟
 

 

الجواب : من  سماحة الشيخ علي الكوراني

 

إعجاز القرآن الكريم يشمل اعجاز البلاغة ، والإعجاز الفكري ، والتشريعي ، والعلمي ، والحروفي ، والعددي .. وأوجهاً كثرة من الإعجاز .
والاعجاز العلمي يحتاج كشفه الى تثبّت في الحقائق العلمية التي نص عليها أو أشار اليها .. مثلاً عندما يقول تعالى:{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}(النمل/88). نستطيع القول إنّه إعجاز علمي .. لأنّ حركة الأرض والجبال صارت حقيقة علمية .. أمّا إذا كانت المسألة لا تزال فرضية ظنية وليست يقينية بالكلام .. فلا يصح نسبتها إلى القرآن وتطبيق آياته عليها .. إلا من باب الاحتمال فقط .

 

التعليقات   

 
# محمد فالح 2019-03-22 17:56
ما هي أمثلة هذا الإعجازات؟ (البلاغي والفكري والتشريعي والعلمي والحروفي والعددي) وما المنع أن نجدها في غيره من الكتب؟
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
-1 # السيّد جعفر علم الهدى 2019-05-09 23:10
1 ـ الاعجاز الفكري والعقائدي : في القرآن الكريم يصف الله تعالى بأوصاف ونعوت ، تدلّ على ثبوتها الأدلّة والبراهين العقليّة :
كقوله تعالى : ( هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [ الحشر : 24 ].
وقوله تعالى : ( لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) [ الأنعام : 103 ].
وقوله تعالى : ( اللَّـهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ) [ الرعد : 2 ].
وقوله تعالى : ( وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ) [ البقرة : 116 ].
وغير ذلك من الآيات التي تشتمل على علوم ومعارف تتماشى مع البرهان الصريح ، ويسير مع العقل الصحيح ، وهل يمكن لبشرٍ اُمّي نشأ في محيط جاهل ، ان يأتي بمثل هذه المعارف العالية.
وكذلك يصف الأنبياء بكلّ جميل ينبغي ان يوصفوا به ، وينسب اليهم كلّ مآثرة كريمة تلازم قدسيّة النبوّة ، ونزاهة الرسالة الإلهيّة :
لقوله تعالى : ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) [ القلم : 4 ].
وقوله تعالى: ( إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) [ آل عمران : 33 ].
وقوله تعالى : ( أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَـٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ) [ مريم : 58 ].
فلو قايسنا القرآن مع كتب العهدين وما فيها من نسبة العظائم والموبقات الى الأنبياء والرسل ، نرى انّ القرآن معجزة.
2 ـ وأمّا الاعجاز البلاغي : فيكفي انّ اصحاب المعلقات السبع حينما سمعوا القرآن ، رفعوا قصائدهم واشعارهم البليغة من الكعبة ، ولم يعودوا يفتخرون بها لأجل بلاغة القرآن وفصاحته.
وقد قال الوليد بن المغيرة حينما سأله أبوجهل ان يقول في القرآن قولاً : « فما أقول فيه ؟ فوالله ما منكم رجل أعلم في الأشعار منّي ، ولا أعلم برجزه منّي ، ولا بقصيدة ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا ، ووالله انّ لقوله لحلاوة ، وانّه ليحطم ما تحته ، وانّه ليعلوا ولا يعلى. قال أبو جهل : والله لا يرضى قومك حتّى تقول فيه. قال الوليد : فدعني حتّى افكّر فيه. فلمّا فكّر قال : هذا سحر يأثره عن غيره » [ تفسير الطبري ج 29 / 98 ].
وفي رواية أخرى : قال الوليد : والله لقد سمعت منه كلاماً ما هو من كلام الإنس ومن كلام الجنّ ، وانّ له لحلاوة ، وانّ عليه لطلاوة ، وانّ أعلاه لمثمر ، وانّ أسفله لمغدق ، وانّه ليعلو ولا يعلى عليه ، وما يقول هذا بشر ...
3 ـ وامّا الاعجاز التشريعي ، فهو انّ القرآن الكريم أمر بالعدل وسلوك الجادة الوسطى :
( إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) [ النساء : 58 ].
وقال تعالى : ( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ) [ المائدة : 8 ].
وقد نهى عن الظلم والبخل والشحّ :
قال تعالى : ( وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [ النحل : 90 ].
وقال تعالى : ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ) [ آل عمران : 180 ].
ونهى عن الاسراف والتبذير :
قال تعالى : ( وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) [ الأعراف : 31 ].
وقال تعالى : ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ) [ الاسراء : 27 ].
ثمّ ان القرآن الكريم يشير الى نكتة مهمّة في الاعجاز ، وهو انّ القرآن يشتمل على علوم ومعارف وجهات مختلفة ، ولا يمكن صدور مجموع هذه الامور من شخص أو أشخاص معينين ، خصوصاً في ذلك الزمان وفي تلك البلاد. ولا سيّما انّ النبي محمّد صلّى الله عليه وآله كان اميّاً لم يدرس عند أحد ، ولم يتعلّم هذه العلوم في مدرسة ، فتارة يتحدّى القرآن ان يأتي الناس بمثله ، وتارة يتحدّى القرآن أن يصدر آية أو سورة مشابهة من انسان مثل النبي محمّد ، عاش تلك الظروف وتربى في تلك البيئة.
وأمر بالصبر على المصائب وتحمل الأذى ومدح الصابرين بقول :
( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) [ الزمر : 10 ].
والى جانب ذلك لم يجعل المظلوم مغلول اليد أمام الظالم ، بل أجاز له أيّ ينتقم من الظالم :
قال تعالى : ( مَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ) [ البقرة : 194 ].
وقال تعالى : ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ) [ البقرة : 179 ].
والقرآن يحثّ الناس على تحصيل العلم ، وملازمة التقوى ، بينما يبيح لهم لذائذ الحياة ، وجميع الطيّبات : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) [ الأعراف : 32 ].
وقد تعرض للنظام الاقتصادي ، وارتباط الناس بعضهم ببعض :
بقوله تعالى : ( أَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ) [ البقرة : 275 ].
وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) [ المائدة : 1 ].
وأمر بالتزويج : ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ) [ النور : 32 ].
وقوله تعالى : ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ ) [ النساء : 3 ].
وقال تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) [ النساء : 18 ].
وقال تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ) [ النساء : 36 ].
وقال تعالى : ( إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) [ القصص : 77 ].
وقال تعالى : ( إِنَّ رَحْمَتَ اللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) [ الأعراف : 56 ].
وبالنسبة للنظام الاجتماعي ، فقد فرض تعاليم تجمع كلمة المسلمين ، وتوحد صفوفهم ، كالمؤاخاة بين طبقات المسلمين ونبذ الميزات الا من حيث العلم والتقوى :
فقال : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ) [ الحجرات : 13 ].
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) [ الحجرات : 10 ].
4 ـ الأخبار بالغيب كقوله تعالى : ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ) [ الروم : 1 ـ 3 ].
وقوله تعالى : ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ * الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) [ الحجر : 94 ـ 96 ].
وقوله تعالى : ( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّـهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ) [ الأنفال : 7 ].
5 ـ الاعجاز علمي :
قال الله تعالى : ( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ ) [ الحجر : 22 ].
فقد دلّ على انّ الرياح هي التي تتكفّل لقاح الشجر والنبات ، بل نزول المطر يحتاج الى لقاح السحاب ، وقد اشار القرآن ان سنّة الزواج لا تختصّ بالحيوان ، بل تعمّ النبات بجميع أقسامه : ( وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) [ الرعد : 3 ].
وقوله تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ) [ يس : 36 ].
ومن الاسرار التي كشف عنها القرآن هي حركة الأرض ، قال تعالى : ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا ) [ الزخرف : 10 ].
كما كشف القرآن عن وجود قارة أخرى : ( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) [ الرحمن : 17 ].
بل كشف القرآن عن كرويّة الأرض : ( رَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ ) [ المعارج : 40 ].
6 ـ الاعجاز الحروفي ، يمكن ان يمثل له بقوله تعالى : ( اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ ) [ هود : 48 ] ، فقد جمع في هذه الآيات ثمانية حرف ، من الميم في النطق بدون ان يظهر في الكلام.
ويمكن ان يمثل بالحروف المقطعة التي هي أسرار ورموز ، وقد فسّر بعضها في الروايات ممّا يدلّ على الاخبار بالغيب ، مثل ما ورد في كهيعص ، انّ الكاف اشارة الى كربلاء ، والهاء الى هلاك العترة ، والياء الى يزيد قاتل الحسين عليه السلام ، والعين اشارة الى عطش الامام الحسين عليه السلام ، والصاد اشارة الى صبره.
7 ـ الاعجاز العددي قد تصدّى بعض العلماء لاخراج اشارات واخبار غيبته ، وعلامات من بعض الاعداد في الآيات والسور ، بل من بعض الكلمات والحروف بحساب اعداد الحروف المعروفة به ـ ابجد هوّز حطّي ـ ...
وبما انّ هذه الامور ذوقيّة واستحسانيّة ، لذا لا حاجة الى ذكرها ، اذ لا نقطع بها ، ولا نحتاج اليها في مقام الاستدلال على اعجاز القرآن الكريم.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

القرآن الكريم وتفسيره

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية