ما مصير أهل السنّة والجماعة يوم القيامة ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال : ما مصير أهل السنّة والجماعة يوم القيامة ؟ حيث إنّهم يحبّون أعداء أهل البيت عليهم السّلام.

الجواب : أمّا علمائهم ؛ فهم مسؤولون ، كما قال الله تعالى : وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) [ الصافات : 24 ].

وأمّا العوام ؛ الذين كُتم عنهم الحقّ وخفي عليهم الواقع ، والذين نعبّر عنهم بالمستضعفين عقائدياً وفكرياً ، فيرجى لهم  رحمة الله الواسعة وشفاعة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله وأهل بيته الأطهار عليهم السّلام إذا كانوا محبّين لأهل البيت عليهم السّلام.

 

التعليقات   

 
+8 -9 # عادل 2018-09-13 18:29
إن من يتتبع الآيات المتشابهات لكي يتخذ منها قاعدة ودليلاً له في عقيدته إنما حق عليه وصف الله تعالى في الآية السابعة من سورة آل عمران "هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ". لو تخلى الشيعة عن اتباع الآيات المتشابهات ما بقي حجر على حجر من العقيدة الشيعية.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+14 -4 # السيّد جعفر علم الهدى 2018-11-03 00:27
الشيعة لا يتبعون الآيات المتشابهات ، ولا يفسّرون القرآن الكريم بآرائهم ، بل يتبعون عليّاً أمير المؤمنين عليه السلام والأئمّة المعصومين عليهم السلام من أهل بيته الذين أمر الله ورسوله بالتمسّك بهم لأجل تحصيل الهداية ؛ فان كنت تعتقد أنّ عليّاً وأهل بيت النبي صلّى الله عليه وآله يتبعون الآيات المتشابهات ، فيمكنك اتّهام الشيعة بذلك.
فان كل ما يقوله الشيعة بالنسبة لتفسير القرآن فهو مأخوذ من علي والعترة الطاهرة.
وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله في الحديث المشهور المروي لدى الفريقين بطرق عديدة : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً وانّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».
وقال صلّى الله عليه وآله : « مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق وهوى ».
وقال صلّى الله عليه وآله : « أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب ».
وقال صلّى الله عليه وآله : « علي مع الحقّ والحقّ مع علي ».
وقال صلّى الله عليه وآله : « علي مع القرآن والقرآن مع علي ».
فنحن الشيعة أخذنا علومنا ومعارفنا من علي عليه السلام ، الذي كان باب مدينة علم النبي صلّى الله عليه وآله ، وقد أخذ علومه من رسول الله صلّى الله عليه وآله كما قال عليه السلام : « علّمني رسول الله ألف باب من العلم ينفتح من كلّ ألف باب ».
وقد ورث هذه العلوم الأئمّة الأطهار عليهم السلام من ذريّة رسول الله صلّى الله عليه وآله.
ولنعم ما قال الشاعر :
إذا شئت أن تبغى لنفسك مذهباً * ينجّيك يوم الحشر من لهب النار
فدع عنك قول الشافعي ومالك * وأحمد والمروي عن كعب الأحبار
ووال أناساً قولهم وحديثهم * روى جدّنا عن جبرئيل عن الباري
وأمّا الألقاب التي تطلق على المراجع فهم لا يرضون بها ، ولذا نرى في توقيعاتهم يكتبون أسمائهم فقط من دون أيّ لقب بل بعضهم يوقع « الأحقر » أو « أقل العباد » أو « العبد » ، وليس هناك من يوقع ويعبّر عن نفسه آية الله أو حجّة الإسلام ونحو ذلك.
نعم المؤمنون يذكرون لهم هذه الألقاب تكريماً لمقام العلم والتقوى والعدالة ، وقد تفترق هذه الألقاب بحسب مراتب العلم والفضيلة ، مثلاً آية الله يطلق على كلّ شيء فان كلّ شيء آية لله تعالى.
وفي كلّ شيء له آية * تدلّ على أنّه واحد
فالنملة آية الله ؛ فمن الطبيعي ان يطلق المؤمنون آية الله العظمى على المجتهد العادل الأعلم ؛ فانّه أعظم من النملة في الدلالة على وجود الخالق المدبّر الحكيم العليم القدير.
وبما انّ فتوى المجتهد العادل حجّة على مقلّديه ، ولابدّ لهم من الرجوع اليه في المسائل الشرعيّة ، فقوله يكون حجّة على الناس كما في التوقيع الشريف : « وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة أحاديثنا فانّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله ». فيقال للمجتهد الأعلم العادل « المرجع الديني » ، لأنّ الإمام عليه السلام ارجع اليه ، ويقال له حجّة الاسلام لان قوله وفتواه صار حجّة من قبل الإمام المعصوم عليه السلام.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+4 -11 # عادل 2018-11-07 13:08
لم تفهم ما أقصد بل ربما فهمت وتجاهلت لئلا تقر بحقيقة أنه لا حجة لكم ولا برهان أمام الله. أنا حدثتك عن آيات محكمات وأنت تأتي بأحدايث اختلقتموها وأشعار ابتدعتموها. نحن نتكلم عن عقيدة والعقيدة لا تكون إلا بآيات محكمات. لا يصح أيا مما تقول إلا إذا أتيت بآية محكمة تقول فيها أن علياً ولي الله ولن تجد. الله لم يجعل ولاية لأحد على الدين بعد محمد صلى الله عليه وسلم، عصمة الدين في اتباع القرآن الكريم الكتاب الوحيد الذي حفظه الله من بين الكتب العديدة التي أرسلها للبشر ليكون منارة على الحق إلى يوم القيامة ومع ذلك يرميه الشيعة خلف ظهورهم بل يدوسونه بأقدامهم من أجل أن يثبتوا صحة الروايات المصطنعة التي يستندون إليها. القرآن يكذبكم في ما اختلقتموه بشأن الإمامة والعصمة، والقرآن يكذبكم فيما اختلقتموه بشأن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن يكذبكم فيما اختلقتموه بشأن الزواج المؤقت وفي كل ما تدينون به من عقائد. عودوا إلى الصواب وأنتم أحياء فليس بعد الموت توبة.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+9 # السيد جعفر علم الهدى 2018-12-16 22:25
وأمّا زواج المتعة فراجع تفسير الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ) [ النساء : 24 ] ، فقد نقل عن ابن عبّاس وغيره انّ الآية نزلت هكذا : « فما استمتعتم به منهن الى أجل مسمى فآتوهن اجورهن فريضة » ، فهي على قول ابن عبّاس صريحة في زواج المتعة.
وأمّا عائشة ، فيكفي انّها حاربت عليّاً أمير المؤمنين عليه السلام ، وقد بايعه المسلمون على الخلافة ، فتكون باغية على إمام زمانها ؛ وقد ورد عندكم عن رسول الله صلّى الله عليه وآله : « من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهليّة ».
ثمّ راجع قوله تعالى : ( إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّـهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّـهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ ) [ التحريم : 4 ] ، والتوبة لا تكون إلّا عن معصية ؛ فانظر التفاسير عندكم من المراد بهذه الآية ؟
ثمّ انّه ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قوله لعلي عليه السلام : « يا علي حربك حربي » ؛ فالتي حاربت عليّاً تكون قد حاربت النبي صلّى الله عليه وآله.
ثمّ هل سمعت قول النبي صلّى الله عليه وآله مخاطباً لزوجاته : « أيّتكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب » ؟ من هو المقصود من هذا الحديث ان لم تكن عائشة في خروجها الى حرب الجمل.
إذا كنت تريد إثبات أحكام دينك بالآيات المحكمات ، فلابدّ أن لا يثبت لديك أكثر الأحكام الإلهيّة ؛ فالقرآن مثلاً يأمر بالصلاة بقوله : ( أَقِمِ الصَّلَاةَ ) ، لكن أيّة آية محكمة تدلّ على انّ صلاة الصبح ركعتان ، وصلاة المغرب ثلاث ركعات ، وصلاة الظهر والعصر والعشاء أربع ركعات ؟ وأية آية محكمة تدلّ على وجوب السجدتين ـ سجدتين لا سجدة واحدة ـ في الصلاة ؟ وأيّة آية محكمة تدلّ على وجوب التشهّد والتسليم في الصلاة ؟ فمن أين أخذت هذه الأحكام ؟
قال الله تعالى : ( مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) [ الحشر : 7 ] ، وقال : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) [ النجم : 3 و 4 ] ، وقال : ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ) [ النساء : 80 ] ، وقال : ( أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) [ النساء : 59 ] ، وقال الله تعالى : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) [ النساء : 83 ] ؛ فالقرآن يأمرنا بالرجوع إلى سنّة النبي صلّى الله عليه وآله وهو قوله وفعله وتقريره.
وهناك آيات كثيرة تدلّ على ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام بعد النبي صلّى الله عليه وآله ، تصرّح بذلك الروايات الواردة عن النبي صلّى الله عليه وآله في تفسيرها ، فراجع كتاب شواهد التنزيل وكتاب : « مانزل في علي من القرآن » ، ولو لم تكن متعصّباً ـ أعماه تقليده وتعصّبه ـ اقرأ كتاب الغدير خصوصاً الجزء الأوّل ، لكن لا أظنّ انّك تطلب الحقيقة.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+15 -7 # السيد جعفر علم الهدى 2017-02-24 09:20
المستضعون الذين اخفي عليهم الحقائق ولا يحتملون بطلان مذهبهم فهم معذورون.
وأمّا العلماء والذين كتموا الحق والهدى والبيّنات فهم مسؤولون ومؤاخذين على ضلالهم وإضلالهم.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+10 -18 # محمود 2016-10-19 05:17
من المفترض أن تمسي نفسك علم إبليس
لم يسب معاوية عليا رضي الله عنهما ولم يأمر بذلك ؛ لما يلي :
1- لم يثبت بسند صحيح سب معاوية لعلي رضي الله عنهما .
قال القرطبي رحمه الله تعالى : " يبعد على معاوية أن يصرح بلعنه وسبّه ، لما كان معاوية موصوفاً به من العقل والدين ، والحلم وكرم الأخلاق ، وما يروى عنه من ذلك فأكثره كذب لا يصح ، وأصح ما فيها قوله لسعد بن أبي وقاص: ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟
وهذا ليس بتصريح بالسب ، وإنما هو سؤال عن سبب امتناعه ليستخرج ما عنده من ذلك ، أو من نقيضه ، كما قد ظهر من جوابه ، ولما سمع ذلك معاوية سكت وأذعن ، وعرف الحق لمستحقه ...
وأما التصريح باللّعن ، وركيك القول ، كما قد اقتحمه جهّال بني أمية وسفلتهم ، فحاش معاوية منه ، ومن كان على مثل حاله من الصحبة ، والدّين ، والفضل ، والحلم ، والعلم ، والله تعالى أعلم " انتهى من " المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم " ( 6 / 278 – 279 ) .
وقال الألوسي رحمه الله تعالى : " وما يذكره المؤرخون من أن معاوية رضي الله تعالى عنه كان يقع في الأمير – علي - كرم الله تعالى وجهه بعد وفاته ويظهر ما يظهر في حقه ، ويتكلم بما يتكلم في شأنه مما لا ينبغي أن يعول عليه أو يلتفت إليه ؛ لأن المؤرخين ينقلون ما خبث وطاب ، ولا يميزون بين الصحيح والموضوع والضعيف ، وأكثرهم حاطب ليل ، لا يدري ما يجمع ، فالاعتماد على مثل ذلك في مثل هذا المقام الخطر والطريق الوعر مما لا يليق بشأن عاقل ، فضلا عن فاضل " انتهى من " صب العذاب على من سب الأصحاب " ( ص 421 ) .
2- المعروف عن معاوية أنه كان يحفظ فضل علي رضي الله عنه ولا ينكره .
فقد جاء أبو مسلم الخولاني وأناس إلى معاوية ، وقالوا : " أنت تنازع عليا أم أنت مثلُه ؟ فقال: لا والله ، إني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر مني ، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما ، وأنا ابن عمه ، والطالب بدمه ، فأتوه ، فقولوا له ، فليدفع إليّ قتلة عثمان ، وأُسَلِّم له . فأتوا عليا ، فكلموه ، فلم يدفعهم إليه " انتهى من " سير أعلام النبلاء " ( 3/ 140 ).
3- اشتهر معاوية رضي الله عنه بالحلم وعدم الغضب وأصبح مضرب المثل في ذلك
فقد كان معاوية وهو ملك يعفو ويتجاوز عمن يسبه علانية ، فهل يعقل أن يقوم مَنْ هذا خُلُقُه بسب أفاضل الناس ؟!
الذين يسعون اليوم للقدح في معاوية رضي الله عنه هم الذين يسيئون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى أصحابه رضي الله عنهم .
فهم يسيئون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه صلى الله عليه وسلم ائتمن معاوية وقربه منه وجعله كاتبا من كتاب الوحي ، وهم يضادون هذه التزكية النبوية بطعنهم في معاوية رضي الله عنه .
ويسيئون إلى الصحابة رضي الله عنهم ، فهذا الحسن بن علي رضي الله عنه وحفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تنازل عن الخلافة وبايع معاوية رضي الله عنه وبايع معه المسلمون وفيهم الصحابة ، فمن يطعن في معاوية يطعن في الحسن وفي الصحابة الذين بايعوا معاوية رضي الله عنهم أجمعين .
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+19 -12 # السيد جعفر علم الهدى 2017-01-31 12:23
إنكار مسلّمات التأريخ بمثل هذه الأمور الحدسيّة يشبه إنكار الشمس في رابعة النهار ، ولو أنكرنا حقائق التأريخ التي أجمع عليها المؤرّخون فلا يبقى حجر على حجر وينهدم التأريخ الإسلامي من أساسه ولابد أن ننكر جميع الوقائع والحوداث والحروب والمغازي وسيرة الخلفاء والملوك خصوصاً مع ملاحظة أنّ عداء معاوية لعلي عليه السلام وبغضه وسبّه ولعنه عليّاً عليه السلام من المتواترات ، وليس إنكاره إلّا مثل إنكار قتل الحسين عليه السلام بيد يزيد وأعوانه.
نعم كان معاوية حليماً لكنّه في نفس الوقت كان سياسيّاً يعمل على طبق ما تقتضى السياسة ، فتارة يكون حليماً إذا لم يضرّ ذلك بحكومته وتارة يسبّ ويلعن ويأمر بقتل الأبرياء من دون أيّ رحمة وإنسانيّة ، فهذا الصحابي الجليل حجر بن عدي وأصحابه قتلهم معاوية ، وهذا الصحابي الزاهد عمرو بن الحمق لاحقه جلاوزة معاوية إلى أن قتل ، وهكذا غيرهم ممّن قتلهم زياد بن أبيه في الكوفة لا لذنب إلّا حبّهم ووفاؤهم لعلي بن أبي طالب عليه السلام.
1 ـ قال الجاحظ في كتاب الرد على الإماميّة : انّ معاوية كان يقول في آخر خطبته : « اللهمّ انّ أباتراب ألحد في دينك وصدّ عن سبيلك فالعنه لعناً وبيلاً وعذّبه عذاباً أليماً » ، وكتب بذلك إلى الآفاق فكانت هذه الكلمات يشاد بها على المنابر إلى أيّام عمر بن عبد العزيز.
وانّ قوماً من بني أميّة قالوا لعماوية : يا أمير المؤمنين أنّك قد بلغت ما أمّلت فلو كففت عن هذا الرجل ، فقال : لا والله حتّى يربو عليه الصغير ويهرم عليه الكبير ولا يذكر له ذاكر فضلاً. [ وذكره ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 1 / 356 ]
2 ـ وقال الزمخشري في ربيع الأبرار والجافظ السيوطي أنّه كان في أيّام بني أميّة أكثر من سبعين ألف منبر يلعن عليها علي بن أبي طالب عليه السلام بما سنّه لهم معاوية.
3 ـ قال الحموي في معجم البلدان 5 / 38 : لعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه على المنابر الشرق والغرب ولم يلعن على منبر سجستان إلّا مرّة ، وامتنعوا على بني أميّة حتّى زادوا في عهدهم وان لا يلعن على منبرهم أحد ، وأيّ شرف أعظم من إمتناعهم من لعن أخي رسول الله صلّى الله عليه وآله على منبرهم ، وهو يلعن على منابر الحرمين مكّة والمدينة.
4 ـ العقد الفريد 2 / 301 : لما مات الحسن بن علي عليه السلام حجّ معاوية فدخل المدينة وأراد أن يلعن عليّاً على منبر رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فقيل له : انّ هيهنا سعد بن أبي وقّاص ولا نراه يرضى بهذا فابعث إليه وخذ رأيه ، فأرسل إليه وذكر له ذلك ، فقال : ان فعلت لأخرجنّ من المسجد ثمّ لا أعود إليه ، فامسك معاوية عن لعنه حتّى مات سعد ، فلمّا مات سعد لعنه على المنبر وكتب إلى عمّاله ان يلعنون على المنابر ففعلوا ، فكتبت أمّ سلمة زوج النبي إلى معاوية : أنّكم تلعنون الله ورسوله على منابركم وذلك أنّكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبّه وأنا أشهد أنّ الله أحبّه ورسوله ، فلم يلتفت إلى كلامها.
5 ـ بينما معاوية في بعض مجالسه وعنده وجوه الناس فيهم الأحنف بن قيس إذ دخل رجل من أهل الشام فقال خطيباً وكان آخر كلامه ان لعن عليّاً ، فقال الأحنف : يا أمير المؤمنين انّ هذا القائل لو يعلم انّ رضاك في لعن المرسلين للعنهم فاتّق الله ودع عنك عليّاً فقد لقى ربّه. [ العقد الفريد : 2 / 144 ]
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+23 -21 # السيّد جعفر علم الهدى 2015-02-13 20:29
الشواهد التاريخيّة تدلّ على خلاف ما ذكرت ، فانّ عائشة التي قامت بإشعال الحرب ضد أمير المؤمنين علي عليه السلام وقادت جيشاً راكبة على الجمل لمحاربة علي عليه السلم كيف لا تكره علياً عليه السلام ، ولو كان علي عليه السلام يقتل في حرب الجمل فمن هو المسبب لقتله غير عائشة وطلحة الزبير. ثمّ ان عائشة كانت تكره عثمان بن عفان وقد حرّضت المسلمين على قتله بقولها « اقتلوا نعثلاً » ، وقد شبّهت عثمان برجل يهودي اسمه نعثل. لكن حقدها لعلي كان أعظم حيث انّها حينما سمعت بمقتل عثمان فرحت بذلك لكنّها حينما سمعت أنّ المسلمين بايعوا عليّاً عليه السلام نسيت أو تناست تحريضها على قتل عثمان ورجعت وهي تقول « قتل عثمان مظلوماً ». ويظهر كراهيّتها لعلي عليه السلام من كلامها كما قال الله تعالى ( وَلَتَعْرِ‌فَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) فانّها حينما جلس علي عليه السلام بينها وبين النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قالت وهي تعترض على علي عليه السلام ما مضمونه : « ألم تجد مكاناً تجلس عليه غير فخذي » ، مع أنّ علياً عليه السلام وهو الإمام المعصوم من الطبيعي ان يراعي وجود الفاصلة بينه وبين عائشه ، وهل يجلس علي عليه السلام على فخذ عائشه حتّى تعترض عليه بمثل هذه الكلمات ؟ أوليس الحقد الدفين هو الذي دعاها إلى ذلك ؟ ولأجل ذلك قال لها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حينما سمع كلامها « لا تؤذي علياً فانّه منّي وأنا منه ».
ثم انّها حينما سمعت بشهادة الإمام علي عليه السلام تمثّلت بهذا البيت الذي يضرب به المثل للفرج بعد الشدّة وللفرح بعد الحزن فألقت عصاها واستقرّ بها النوى كما قرّ عيناً بالإياب المسافر. نعم كان قتل أمير المؤمنين عليه السلام موحياً لتقرير عينها واستقرار قلبها ، ثمّ انّها غيّرت اسم غلام لها وسمّته « عبد الرحمن » تيمّناً بعبد الرحمن بن ملجم الذي قتل علياً عليه السلام.
وقد أبدت عائشة بغضها لأهل البيت عليهم السلام حينما خرجت على بغلة تمنع بني هاشم من إدخال جنازة الإمام الحسن السبط عليه السلام إلى حجرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم قائلة « لا تدخلوا بيتي من لا أحبّ ».
وامّا عمر بن الخطاب فيكفي أنّه اجتهد في اقصاء علي عليه السلام من حقّه الشرعي في خلافة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وبايع أبا بكر مع علمه بأنّ الخليفة الذي عيّنه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو علي بن أبي طالب عليه السلام حيث نصبه الرسول الأعظم صلّى الله عليه ,آله في غدير خم وقال « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » ، وقد بايعه عمر وأبو بكر وسائر المسلمين وصافحه عمر قائلاً « بخٍ بخٍ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ».
فراجع كتاب الغدير الجزء الأوّل لكي يتّضح لك حقيقة الأمر. ثم انّ كثيراً من الصحابة اشترك في قتل عثمان أو حرّضوا على قتله فكيف لا يكره الصحابي صحابياً آخر ، وقد كان معاوية وعمرو بن عاص يلعنان عليّاً عليه السلام وهو أفضل الصحابة والحال انّهما صحابيّان أيضاً ، فهل كان معاوية يحبّ علياً ؟
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+27 -14 # احمد 2014-03-16 10:19
انا مسلم اشهد بان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله انا مسلم اشهد بحبي لعلي كرم الله وجه واشهد بحبي لفاطمه والحسن والحسين وآل البيت جميعا حبا جما واشهد بان ما بدري من فتن بين صحابة رسول الله وال بيته ما هي الا سهم من سهام ابليس , واشهد اني لست في منزلة تذكر- بجوار صحابة رسول الله "ابو بكر وعمر وعثمان وعلي " رضي الله عنهم جميها- وكل مسلم شارك الرسول في عزواته ومعاركه ضد الكافرين والمشركين, فكيف لي ان العن امي اذا سبت ابي وكيف لي ان العن ابي اذا ضرب امي؟ ما بالي اذا حاسبت او لعنت او اقمت حدا علي احد من صحابة رسول الله حتي ولو ارتكب احدهم سوءا وماهم بمعصومين ,ماذا لو شفع الرسول لاحدهم وقمت انا بسبه فما مصيري امام الله اذا كانت تلك شهادتي امامه؟
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+18 -22 # السيّد جعفر علم الهدى 2015-04-04 16:08
لا يمكن لأي شخص أن يحب أحداً ويحبّ في نفس الوقت عدوّه ومبغضه. وقد كان بين الصحابة من يبغض عليّاً عليه السلام قطعاً أمثال سمرة بن جندب وعمرو بن العاص ومعاوية وقد كانوا يلعنون عليّاً على المنابر علناً. وقد كانت عائشه تظهر بغضها لعلي عليه السلام وقاطمة وأولادها بأقوالها وأفعالها بل اقدمت على قتال عليّ وهو خليفة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام بعد ان بايعه المسلمون قاطبة. وقد ورد في التأريخ أنّها غيّرت اسم غلامها وسمّته عبد الرحمن بعد مقتل علي عليه السلام تبرّكاً وتيمّناً بقاتله الملعون عبد الرحمن بن ملجم وكانت لا تطيق حتّى من التلفظ باسم علي عليه السلام ، ولذا قالت انّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذهب إلى المسجد متوكّئاً على الفضل بن عبّاس ورجل آخر وكان هذا الرجل علياً عليه السلام لكن لا تطيق عائشه ذكر اسم علي عليه السلام. وقد ورد في روايات أهل السنّة انّ عليّاً دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وجلس بينه وبين عائشه فاغتاظت وقالت بوقاحة : ألم يكن هناك مكان حتّى تجلس على فخذي ، فغضب النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وقال : يا عائشه لا تؤذي عليّاً.
وأي ظلم وبغض وعداء أعظم من غصب الخلافة من علي عليه السلام مع أنّها حقّه الشرعي الإلهي وقد أعلن ولايته وخلافته النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في يوم غدير خم على رؤوس الأشهاد وقال : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » وقد بايعه المسلمون وتقدّم عمر بن الخطّاب وقال : « بخّ بخّ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة » فراجع الكتاب القيّم [ الغدير ] خصوصاً الجزء الأوّل.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+5 -9 # محمود 2016-10-19 05:27
صحيح مسلم (78) ورُوي عن الشافعي رحمه الله في معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-:

"من كنت مولاه فعلي مولاه" (يعني بذلك ولاء الإسلام).
وذلك قول الله عز وجل:

"ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ" [محمد:11].

وعن الحسن بن الحسن وسأله رجل:

ألم يقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه؟

فقال: أما والله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان يعني بذلك الإمرة، والسلطان، والقيام على الناس بعده لأفصح لهم بذلك، كما أفصح لهم بالصلاة، والزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت.

ولقال لهم إن هذا ولي أمركم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا.

فما كان من وراء هذا شيء.

فإن أنصح الناس كان للمسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا وقد لمحت من سؤالك هذا بالذات ما أثير حوله من شبهات، وما وقع فيه بعض الخلق في مستنقع المبتدعات ؛

لذا أردت أخذ هذا المنحى للبيان، وعدم الكتمان.. وعموماً جاء شرح هذا الحديث في كتاب "الصواعق المحرقة"

للإمام ابن حجر الهيتمي. فننصح بقراءته.. والله أعلم.

أين قال رسول الله علي خليفة من بعدي ؟ ...

راجع كلامك إنك تتكلم بتدليس وأكاذيب ...
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+9 -6 # السيد جعفر علم الهدى 2017-02-24 13:37
يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض ، لماذا لم تذكر قوله تعالى : ( فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) [ الحديد : 15 ] ، فهل المراد من قوله مولاكم ولاء الإسلام أو المحبّ أو الناصر أم المراد هي أولى بكم ، فالمولى له معان كثيرة يتعيّن المراد بالقرائن.
ثمّ انّ النبي صلّى الله عليه وآله قال هذه الجملة ومعذلك غضب جماعة من المنافقين ، وقصّة الحارث بن نعمان الفهري معروفة ومشهورة وقد نطق بها القرآن ، فكيف إذا كان يفصح ويصرّح بأكثر من هذه الجملة مع أنّها صريحة في الولاية والإمامة بملاحظة القرائن العديدة ومن أهمّها انّ عمر و أبابكر تقدّما ثمّ تقدّم غيرهم لتهنئة علي عليه السلام.
فقل للشافعي وأمثاله ، هل ولاء الإسلام لم يكن لعلي عليه السلام قبل صدور هذا الكلام من النبي صلّى الله عليه وآله وهل يستحق التهنئة والتبريكات ؟!
إذا كنت متعصّباً معانداً للحقّ فأمرنا وأمرك إلى الله تعالى ، أمّا إذا كنت تطلب الحقيقة وتفحص عن الحقّ وتذعن للحقّ حتّى لو كان على خلاف ميلك وهواك فراجع كتاب « الغدير » للشيخ الأميني الجزء الأوّل ؛ فقد أثبت صحّة هذا الحديث سنداًً وأثبت دلالة الحديث على إمامة وخلافة علي عليه السلام ، وذكر القرائن على أنّ المراد من المولى هو الأولى ، وقد ذكر أقوال المفسّرين من علماء أهل السنّة ، خصوصاً مع قول رسول الله صلّى الله عليه وآله قبل ذلك : « ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى. قال : اللهم إشهد. ثمّ قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ».
ولو كان المراد من المولى « الناصر والمحبّ وولاء الإسلام » فهو توضيح للواضحات ولا يعقل انّ النبي صلّى الله عليه وآله يجمع المسلمين وقد بلغوا أكثر من مائة ألف في غدير خم ليقول لهم انّ عليّاً محبّكم وناصركم وله ولاء الإسلام ؛ فهل كان يشكّ في ذلك أحد من المسلمين ؟!
ثمّ لماذا يتقدّم عمر ويهنّئ عليّاً عليه السلام ويقول : « بخّ بخّ يا علي أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ».
ومتى لم يكن علي محبّاً وناصراً ولم يكن له ولاء الإسلام حتّى يصبح بعد غدير خم محبّاً وناصراً.
ثمّ لازم التهنئة هو حصول منصب جديد لعلي عليه السلام ليتقدّم غيره ويهنّؤه بذلك.
وكما راجعت الصواعق المحرقة ننصحك بمراجعة كتاب « الغدير » ، ولا أظنّك تراجعه إذ ليس لديك شجاعة وقوّة ارادة للتغلّب على التعصّب والعناد.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+7 -8 # محمود 2016-10-19 05:25
العنوان معنى: "مَنْ كُنْتُ مولاه، فعليٌّ مولاه"
المجيب د. محمد بن علي السماحي
أستاذ العقيدة بكلية أصول الدين بجامعة القاهرة
السؤال
ما معنى من كنت مولاه فعليّ مولاه؟ أليس من كان النبي مولى له، فهذا علي مولاه؟ أي الإمام علي عليه السلام مولى له.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقوله -صلى الله عليه وسلم- : "من كنت مولاه فعلي مولاه". والذي رواه الترمذي (3713).
أقول: (المراد بذلك، المحبة والمودة وترك المعاداة).
وهذا الذي فهمه الصحابة -رضوان الله عليهم- حتى قال عمر لعلي -رضي الله عنهما-:
هنيئاً يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. رواه أحمد (17749).
وليس المراد بذلك الخلافة، ويدل عليه أنه -صلى الله عليه وسلم- أطلق ذلك في حياته، ولم يقل : فعليّ بعد موتي مولاه.
وفي بعض الروايات: "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" مسند أحمد (17749) وسنن ابن ماجه (116).
والمراد به ولاء الإسلام ومودته، وعلى المسلمين أن يوالي بعضهم بعضاً.
ولا يعادي بعضهم بعضاً.
وهو في معنى ما ثبت عن علي -رضي الله عنه-أنه قال :
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليّ أنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+9 -6 # السيد جعفر علم الهدى 2017-02-09 23:43
على العكس تماماً ؛ فقول عمر لعلي عليه السلام : « هنيئاً يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة » يدلّ على أنّ عليّاً صار مولىً بمعنى الأولى المؤمنين من أنفسهم ، وإلّا لا معنى للتهنئة ، حيث انّ عليّاً عليه السلام كان من حين طفولته محبّاً للمسلمين وله مودّة تجاه كلّ من آمن بالله ورسوله ، بل كلّ مسلم يجب أن يكون مولى أيّ محبّاً للمسلمين الآخرين.
فما معنى قوله « هنيئاً لك » ؟ الظاهر في أنّه حصل لعلي عليه السلام منصباً جديداً جديراً بالتهنئة ، مضافاً إلى أنّه يقول أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، فهل كان علي عليه السلام يعادي المؤمنين قبل هذا اليوم ليصبح محبّاً لهم.
ثمّ نقول لهذا الدكتور الذي هو أستاذ العقيدة بكليّة الدين ، هل يعقل انّ النبي صلّى الله عليه وآله يجمع المسلمين بعد حجّة الوداع في غدير خم ويصرّ إصراراً شديداً على أن يتواجد كلّ مسلم خرج إلى الحجّ في تلك السنة ويأمر بإرجاع من تقدّم والصبر إلى أن يلتحق المتأخّر ثمّ يخطب فيهم ويبيّن أنّ عليّاً عليه السلام محبّاً للمسلمين الذي هو أمر واضح لا يختلف فيه اثنان.
نعم المنافقون كانوا يعادون عليّاً ويبغضونه وينكرون فضائله ، لكن كلام النبي صلّى الله عليه وآله لم يكن متوجّهاً إليهم ولم يقل أنّ عليّاً مولاكم ومحبّكم بل قال : « من كنت مولاه ـ أيّ المؤمنون ـ فعليّ مولاه ».
ثمّ انّ كثيراً ممّن روى هذا الحديث ذكر خطبة النبي صلّى الله عليه وآله ، وقد قال في آخرها : « ألست أولى بكم من أنفسكم » ؟
قالوا : بلى.قال : « اللهمّ اشهد ».
ثمّ أخذ بيد علي عليه السلام وقال : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ».
وهذه قرينة واضحة على أنّ المراد من « المولى » من هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فالنبي صلى الله عليه وآله أعطى لعلي عليه السلام نفس ولايته على الناس.
للمزيد راجع كتاب « الغدير » الجزء الأول.
قال أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بعد ذكر الحديث وبيان معاني المولى : « والمراد من الحديث الطاعة المحضة المخصوصة ، فتعيّن الوجه العاشر وهو الأولى ومعناه من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به ». [ تفسير الثعلبي ]
كمال الدين ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول ص 16 ، بعد ذكر حديث الغدير ونزول آية التبليغ فيه : « فقوله من كنت مولاه فعلي مولاه قد اشتمل على لفظة « من » وهي موضوعة للعموم فاقتضى انّ كلّ انسان كان رسول الله مولاه كان علي مولاه واشتمل على لفظه المولى وهي لفظة مستعملة بإزاء معان متعدّدة قد ورد القرآن الكريم بها ، فتارة تكون بمعنى أولى قال الله تعالى في حقّ المنافقين : ( مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ ) [ الحديد : 15 ] معناه أولى بكم ـ ثمّ ذكر من معانيها الناصر والوارث والعصبة والصديق والحميم والمعتق ، فقال : ـ وإذا كانت واردة لهذه المعاني فعلى أيّها حملت : امّا على كونه أولى كما ذهب إليه طائفة ، أو على كونه صديقاً حميماً ، فيكون معنى الحديث من كنت أولى به أو ناصره أو وارثه أو عصبته أو حميمه أو صديقه فإن عليّاً منه كذلك ، ـ إلى أن قال : ـ أثبت رسول الله لنفس علي بهذا الحديث ما هو ثابت لنفسه على المؤمنين عموماً ، فانّه أولى بالمؤمنين وناصر المؤمنين وسيّد المؤمنين ، وكلّ معنى أمكن إثباته ممّا دلّ عليه لفظ المولى لرسول الله فقد جعله علي عليه السلام وهي مرتبة سامية ومنزلة سامقة ودرجة عليه ومكانة رفيعة خصّصه بها دون غيره ؛ فلهذا صار ذلك اليوم يوم عيد وموسم سرور لأوليائه ».
ثمّ انّ قصّة الحارث بن النعمان الفهري المشهورة من أقوى الأدلّة على أنّ عليّاً أولى بالإمامة والخلافة ، ولو لم يكن النبي صلّى الله عليه وآله قد نصب علياً عليه السلام للولاية والإمامة من بعده فلماذا يغضب الحارث ويطلب العذاب من السماء إن كان ما ذكره النبي صلّى الله عليه وآله حقّاً ؟
مضافاً إلى عمرو بن العاص الذي أشار إلى هذا المعنى في شعره المعروف بالقصيدة الجلجليّة :
وكم قد سمعنا من المصطفى * وصايا مخصصة في علي ؟
وفي يوم « خم » رقى منبرا * يبلغ والركب لم يرحل
وفي كفه كفه معلنا * ينادي بأمر العزيز العلي
ألست بكم منكم في النفوس * بأولى ؟ فقالوا : بلى فافعل
فأنحله إمرة المؤمنين * من الله مستخلف المنحل
وقال : فمن كنت مولىً له * فهذا له اليوم نعم الولي
وهذا الشعر معروف ومشهور قاله عمرو بن العالص مخاطباً لمعاوية حينما تلكأ في إعطائه ولاية مصر ، وأوّله :
معاوية الفضل لا تنس لي * وعن سبل الحق لا تعدلِِِِِِِِِِِِِِِِِ
نسيت احتيالي في جلق * على أهلها يوم لبس الحلي
[ شرح نهج البلاغة 3 / 522 ، لطائف أخبار الدول ص 41 ]
ثمّ ما قيمة هذا الدكتور وأمثاله في مقابل العلماء الفحول من أهل السنّة الذين اعترفوا بأنّ الحديث الشريف يدلّ على ولاية علي عليه السلام وخلافته وإمامته.
وأحسن دليل على ذلك هو إطلاق قوله « فعلي مولاه » خلافاً لهذا القائل الذي لم يدرس علم أصول الفقه حتّى على مذهب أهل السنّة ، فانّ جميع علماء الأصول يتّفقون على أنّ الإطلاق له نوع تعميم ويكون ظاهراً في الشمول ، فقوله « علي مولاه » أي سواء في حياة النبي أو بعد مماته ، ولو كان المراد أنّه مولاه في حياة النبي صلّى الله عليه وآله لكان عليه التقييد ، فلو قلنا أكرم العالم يشمل بإطلاقه العالم النحوي والعالم الفقيه إذ لو كان المراد العالم الفقيه مثلاً لكان على المتكلّم الذي هو في مقام البيان التقييد بالفقيه فيقول أكرم العالم الفقيه ، أمّا إذا لم يقل ذلك وأطلق العالم فلابدّ أن يكون أعمّ من النحوي والفقيه.
وإليك جماعة من علماء أهل السنّة من المحدّثين والمتكلّمين الذين اعترفوا بدلالة الحديث على أنّ المولى بمعنى الأولى لا بمعنى المحبّ ونحوه :
1. صرح ابن طلحة الشافعي في « مطالب السؤول ص 16 » بذهاب طائفة إلى حمل اللفظ في الحديث على الأولى.
2. عمر بن الخطاب حيث قال : « نصب رسول الله عليّاً علماً » والنصب يتناسب مع المقام والمرتبة التي هو الولاية على الناس كما لا يخفى.
في مودّة القربى لشهاب الدين الهمداني عن عمر بن الخطاب قال : « نصب رسول الله عليّاً علماً » ، فقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله وانصر من نصره اللهمّ أنت شهيدي عليهم ». ورواه القندوزي في ينابيع المودّة ص 249.
3. علي عليه السلام قال : « أمر الله نبيّه أن يعلمهم ولاة أمره وأن يفسّر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجّهم ونصبني للناس بعد غدير خم ... » [ فرائد السمطين الباب 58 ].
4 ـ الإمام الحسن السبط قال : « أتعلمون أنّ رسول الله نصبه يوم غدير خم » [ الغدير ج 1 / 199 ].
5 ـ عبد الله بن جعفر قال : « ونبيّنا قد نصب لاُمّته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خم » [ الغدير ج 1 / 200 ].
6 ـ قيس بن سعد قال : « نصبه رسول الله بغدير خم » [ الغدير ج 1 / 208 ].
7 ـ أبو سعيد الخدري قال : « لما نصب رسول الله عليّاً يوم غدير خم فنادى له بالولاية » [ الغدير ج 1 / 231 ].
8 ـ حسان بن ثابت في قوله فقال له : قم يا علي فإنّني رضيتك من بعدي إماماً وهادياً.
9 ـ الواحدي على في الصواعق ص 89 قال بعد ذكر حديث الغدير : وهذه التي أثبتها النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ هي مسؤول عنها يوم القيامة.
10 ـ قال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 18 : اتّفق علماء السير انّ قصّة الغدير كانت بعد رجوع النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ من حجّة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجّة جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفاً ، وقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه ... ».
نصّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإشارة.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+7 -6 # محمود 2016-10-19 05:24
درجة حديث "من كنت مولاه فعلي مولاه "ومعناه
سؤال: ما صحة الحديث ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ومعنى الحديث وشكرا.
الجواب: الحمد لله
هذا الحديث رواه الترمذي 3713 وابن ماجه 121 ، وقد اختُلِفَ في صحته َقَالَ الزَّيْلَعِيُّ فِي تَخْرِيجِ الْهِدَايَةِ1/189
( وَكَمْ مِنْ حَدِيثٍ كَثُرَتْ رُوَاتُهُ وَتَعَدَّدَتْ طُرُقُهُ وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ كحَدِيثِ " مَنْ كُنْت مَوْلَاهُ فِعْلِيٌّ مَوْلاهُ ") ،
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
( وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فليس هو في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث انهم طعنوا فيه... وأما الزيادة وهي قوله اللهم وال من والاه وعاد من عاداه الخ فلا ريب انه كذب) منهاج السنة 7/319.
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ :
( وَأَمَّا حَدِيثُ : مَنْ كُنْت مَوْلاهُ فَلَهُ طُرُقٌ جَيِّدَةٌ ) . وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1750 وناقش من قال بضعفه .
وصحة هذه الجملة عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ إن صحت ـ لا تكون بحال دليلا على إثبات ما ألحقه به الغالون من زيادات في الحديث للتوصل إلى تقديمه رضي الله عنه على بقية الصحابة كلهم ،
أو إلى الطعن في الصحابة بأنهم سلبوه حقه ، وقد أشار شيخ الإسلام إلى بعض هذه الزيادات وتضعيفها في عشرة مواضع من منهاج السنة .
ومعنى الحديث اختلف فيه ، وأيَّاً كان فإنه لا يناقض ما هو ثابت و معروف بالأحاديث الصحاح من أن أفضل الأمة أبو بكر و أنه الأحقُّ بالخلافة ، ثم يليه عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنه الله عنهم أجمعين
لأن ثبوت فضل معين لأحد الصحابة ، لا يدل على أنه أفضلهم ، ولا ينافي كون أبي بكر أفضلهم كما هو مقرر في أبواب العقائد .
ومن هذه المعاني التي ذكرت لهذا الحديث
( قِيلَ مَعْنَاهُ مَنْ كُنْت أَتَوَلاهُ فِعْلِيٌّ يَتَوَلاهُ مِنْ الْوَلِيِّ ضِدُّ الْعَدُوِّ . أَيْ مَنْ كُنْت أُحِبُّهُ فِعْلِيٌّ يُحِبُّهُ وَقِيلَ مَعْنَاهُ مَنْ يَتَوَلاَّنِي فِعْلِيٌّ يَتَوَلاَّهُ ذَكَرَهُ الْقَارِي عَنْ بَعْضِ عُلَمَائِهِ ,
وَقَالَ الْجَزَرِيُّ فِي النِّهَايَةِ :
قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْمَوْلَى فِي الْحَدِيثِ وَهُوَ اِسْمٌ يَقَعُ عَلَى جَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ فَهُوَ الرَّبُّ وَالْمَالِكُ وَالسَّيِّدُ وَالْمُنْعِمُ وَالْمُعْتِقُ وَالنَّاصِرُ وَالْمُحِبُّ وَالتَّابِعُ وَالْجَارُ وَابْنُ الْعَمِّ وَالْحَلِيفُ وَالْعَقِيدُ وَالصِّهْرُ وَالْعَبْدُ وَالْمُعْتَقُ وَالْمُنْعَمُ عَلَيْهِ وَأَكْثَرُهَا قَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ فَيُضَافُ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا يَقْتَضِيهِ الْحَدِيثُ الْوَارِدُ فِيهِ وَكُلُّ مَنْ وَلِيَ أَمْرًا أَوْ قَامَ بِهِ فَهُوَ مَوْلاهُ وَوَلِيُّهُ , والحديث المذكور يُحْمَلُ عَلَى أَكْثَرِ الأَسْمَاءِ الْمَذْكُورَةِ .
قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَعْنِي بِذَلِكَ ولاءَ الإِسلامِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى
{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ }
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+9 -5 # السيد جعفر علم الهدى 2017-04-30 20:56
المصيبة كلّ المصيبة أنّك تذكر كلام من عرف بنصبه وعدائه لعلي عليه السلام وأهل البيت ممّن ينكر الأحاديث الصحيحة المعتبرة الواردة في فضائل علي عليه السلام ، وبعضها قد اجمعت الاُمّة على صحّتها واعتبارها.
اقسم عليك بالله العلي العظيم لو كان لفظ الحديث هكذا : من كنت مولاه فعمر مولاه ، هل كان ابن تيميّة والزيلعي والذهبي وأمثالهم ينكرون صحّته أو دلالته على أفضليّته وولايته على الاُمّة ؟
وهل كنت تشكّك في مثل هذا الحديث إذا كان وارداً بشأن أبي بكر وعمر بل حتّى لو ورد بشأن معاوية ؟!
نعم هناك أحقاد دفينة بدريّة واُحديّة وخيبريّة وحنينيّة يمنع هؤلاء من قبول الحق ، كما قالت الزهراء سلام الله عليها في خطبتها : « وما نقموا من أبي الحسن نقموا والله نكير سيفه وقلّة مبالاته بحتفه وشدّة تنمّره في ذات الله ».
والعجيب ما نقلته عن الزيعلي : « كم من حديث كثرت طرقه وتعدّدت رواته وهو حديث ضعيف كحديث من كنت مولاه فعلي مولاه » ؛ فانّ هذا الحديث الذي تعدّدت رواته وكثرت طرقه مروي بطرق صحيحة واسناد معتبرة يكفي طريق واحد لإثبات صحّته ، مضافاً إلى انّ الحديث حتّى لو لم يكن رواته ثقات إذ كثرت طرقه بحيث صار متواتراً يوجب القطع بصحّته ، فلا يعقل ان يكون ضعيفاً.
ثمّ لو أردنا ان نذكر رواة الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وطرق هذا الحديث فيحتاج إلى تأليف كتاب ، وليس هناك حديث كثرت رواته وطرقه في كلّ طبقة مثل هذا الحديث الشريف. ولو لم يكن هذا الحديث مع هذه الكثرة والتعدّد في الرواة والطرق متواتراً ، فليس هناك حديث متواتر أصلاً.
وإذا كنت تطلب الحقيقة والواقع فراجع كتاب الغدير الجزء الأوّل ، لتعلم انّ هؤلاء جحدوا الحقّ وأنكروه لأجل التعصّب الأعمى والحقد الدفين تجاه أمير المؤمنين.
وأمّا البخاري ؛ فقد كان من شدّة تعصّبه يروي عن عمر بن سعد قاتل الحسين عليه السلام ، وعن عمران بن حطان الخارجي الذي مدح ابن ملجم قاتل علي عليه السلام ، وعن عمرو بن العاص المعروف بعدائه لعلي عليه السلام ، وعن أمثالهم ؛ لكنّه لا يروي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام الذي هو من عترة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، مع أن أحاديث وعلوم الصادق عليه السلام ملئت الخافقين ، وقال في حقّه « مالك بن أنس » إمام المالكيّة : « ما رأت عين ولا سمعت اُذن ولا خطر على قلب أحد أفضل من جعفر بن محمّد » ، ولأجل تعصّب البخاري وأمثاله خسر أهل السنّة الكثير من الأحاديث النبويّة والعلوم والمعارف والعقائد الحقّة.
وعلى الإجمال نقول : روى هذا الحديث : « من كنت مولاه فعلي مولاه » أكثر من مائة صحابي بلا واسطة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، منهم : أبو هريرة وأبو بكر واُبيّ بن كعب واُمّ سلمة وأنس بن مالك وعائشة وبراء بن عازب وبريدة وأبو سعيد الأنصاري وجابر بن عبد الله الأنصاري وأبو ذر الغفاري وحذيفة بن اليمان وحسان بن ثابت ـ وله شعر في ذلك ـ وأبو أيّوب الأنصاري وخزيمة بن ثابت وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت وسعد بن أبي وقّاص وسلمان الفارسي وطلحة بن عبيد الله وعبد الله بن العباس وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعمّار بن ياسر وعمرو بن العاص و...
ورواه ثمانون تابعي ، ورواه الثقات في مختلف الطبقات.
وقد استشهد الإمام علي عليه السلام بعض الصحابة في مواطن متعدّدة ، فشهدوا بأنّهم سمعوه من رسول الله صلّى الله عليه وآله منهم : أبو قدامة الأنصاري وأبو الهيثم بن التيهان وخزيمة وأبو أيّوب الأنصاري وخزيمة بن ثابت وسهل بن حنيف وسعد بن مالك الأنصاري وسهل بن سعد الأنصاري وعدي بن حاتم ونعمان بن عجلان وغيرهم.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+8 -11 # محمود 2016-10-19 05:22
ولما أرسل علي القعقاع بن عمرو لعائشة ومن كان معها يسألها عن سبب قدومها، دخل عليها القعقاع فسلم عليها، وقال: (أي أُمة ما أشخصك وما أقدمك هذه البلدة؟ قالت: أي بنيّ إصلاح بين الناس).
وبعد انتهاء الحرب يوم الجمل جاء علي إلى عائشة -رضي الله عنها- فقال لها: (غفر الله لك، قالت: ولك، ما أردت إلا الإصلاح).
فتقرر أنها ما خرجت إلا للإصلاح بين المسلمين، وهذا سفر طاعة لا ينافي ما أمرت به من عدم الخروج من بيتها، كغيره من الأسفار الأخرى التي فيها طاعة لله ورسوله كالحج والعمرة.
وهل هنا أعظم وأجل من الإصلاح بين المسلمين ..
عائشة -رضي الله عنها- إنما خرجت للصلح بين المسلمين، ولجمع كلمتهم، ولما كانت ترجو من أن يرفع الله بها الخلاف بين المسلمين لمكانتها عندهم، ولم يكن هذا رأيها وحدها، بل كان رأي بعض من كان حولها من الصحابة الذين أشاروا عليها بذلك.
قول ابن العربي: «وأما خروجها إلى حرب الجمل فما خرجت لحرب، ولكن تعلق الناس بها وشكوا إليها ما صاروا إليه من عظيم الفتنة وتهارج الناس، ورجوا بركتها في الإصلاح وطمعوا في الإستحياء منها إذا وقفت للخلق، وظنت هي ذلك، فخرجت مقتدية بالله في قوله: {لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس}.
وبقوله: {وإن طائفتان من المؤمنين أقتتلوا فأصلحوا بينهما} والأمر بالاصلاح، مخاطب به جميع الناس من ذكر أو أنثى حر أو عبد...».
وقد صرحت عائشة نفسها بأن هذا هو سبب خروجها، كما ثبت ذلك عنها في أكثر من مناسبة وفي غيرما روايه.
فكيف تدعي إفكا على أنها خرجت لقتال علي ؟ ..
ألا تخجل من نفسك تسيء إلى عرض النبي صلى الله عليه وسلم ؟
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+11 -4 # السيد جعفر علم الهدى 2017-01-30 17:52
أنت لأجل تعصّبك الأعمى تخدع نفسك فضلاً عن غيرك ، كيف خرجت عائشة لأجل الإصلاح مع أنّه لم يكن هناك نزاع وخلاف قبل خروجها وخروج طلحة والزبير ، خصوصاً في البصرة حيث كان الوالي من قبل علي عليه السلام عثمان بن حنيف الأنصاري وكان الناس تحت سيطرته وسلطته ، إلى ان سمع بعضهم بخروج عائشة ومسيرها إلى البصرة ، فحصل النزاع والخلاف ؟!
ثمّ ما ارتكبه أصحابها تحت اشرافها في البصرة بحقّ عثمان بن حنيف وأصحابه هل كان لأجل الإصلاح حيث حلقوا لحيته وأخرجوه من البصرة ؟ فجاء إلى علي عليه السلام وقال : خرجت من عندك شيخاً ورجعت إليك أمرداً.
وفي تاريخ الطبري 4 / 468 والكامل لابن الأثير 2 / 319 ، أنّهم أرادوا قتل الصحابي عثمان بن حنيف لكنّهم خافوا من الأنصار ، فضربوه أربعين سوطاً ونتفوا شعر لحيته ورأسه وحاجبيه وأشفار عينيه وحبسوه ، ولما هجموا على دار الإمارة ووقع عثمان بن حنيف أسيراً بيدهم قتلوا أصحاب عثمان بن حنيف ـ خزّان بيت المال البصرة ـ ، فقتل منهم سبعون رجلاً من غير جرح ، وخمسون من السبعين ضربت رقابهم صبراً من بعد الأسر ، وهؤلاء أوّل من قتل في الإسلام صبراً. [ مروج الذهب للمسعودي 2 / 358 ].
هذا كلّه قبل أن يصل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى البصرة ، فهل الإصلاح هو قتل الأبرياء أو الأسرى ؟!
ألا تخجل من نفسك أن تقول بأنّ عائشة خرجت لأجل الإصلاح ، وهو طاعة فلا يشملها قوله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ... ) [ الأحزاب : 33 ] ، مع انّ النبي صلّى الله عليه وآله منع أزواجه من الخروج حتّى للحجّ مع أنّه طاعة وجعلهنّ بمنزلة الحصيرة.
روى ابن سعد بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لنسائه في حجّة الوداع : هذه ثم ظهور الحصر . قال : وكنّ يحججن كلّهنّ إلّا سودة بنت زمعة وزينب بنت جحش ، قالتا : لا نحرك دابّة بعد رسول الله. [ الطبقات الكبرى : 8 / 150 ]
وقال ابن حجر ، وعن امّ سلمة قالت ، قال لنا رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ في حجّة الوداع : هذه هي الحجّة ثمّ الجلوس على ظهور الحصر في البيوت.
قال ورواه أبو يعلى والطبراني في الكبير ورجال أبي يعلى ثقات. [ مجمع الزوائد 3 / 214 ]
وروى ابن سعد بسنده عن عطاء بن يسار : انّ النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال لأزواجه اتيكنّ اتقت الله ولم تأت بفاحشة مبيّنة ولزمت ظهر حصيرها فهي زوجتي في الآخرة. [ الطبقات الكبرى : 8 / 150 ]
وكيف خرجت للإصلاح وقد وقع حرب بين المسلمين وقتل هذا الحرب عشرون ألف مسلم تقريباً ، فلماذا حينما احتست بوقوع الحرب ـ مع الغض عن أنّها هي التي ابتدأت الحرب ـ لم ترجع ولم تصالح عليّاً عليه السلام واشتعلت الحرب إلى ان قتل هذا العدد الكبير من المسلمين.
وكيف خرجت للإصلاح وهي تخطب وتدعوا الناس للإلتحاق بها وخذلان علي عليه السلام ونقض بيعته.
كتبت عائشة إلى زيد بن صوحان : من عائشة بنت أبي بكر اُمّ المؤمنين حبيبة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان ، أمّا بعد فإذا أتاك كتابي هذا فاقدم فانصرنا على أمرنا هذا فإن لم تفعل فخذك الناس عن علي ـ عليه السلام ـ.
فكتب إليها : من زيد بن صوحان إلى عائشة بنت أبي بكر ، أمّا بعد أنا ابنك الخالص ان اعتزلت هذا الأمر ورجعت إلى بيتك وإلّا فأنا أوّل من نابذك.
قال زيد بن صوحان رحمه الله : اُمّ المؤمنين اُمرت ان تلزم بيتها وامرنا ان نقاتل ، فتركت ما امرت به وأمرتنا به وصنعت ما اُمرنا به ونهتنا عنه. [ تاريخ الطبري 4 / 476 ، الكامل 2 / 319 ، شرح نهج البلاغة 6 / 226 ]
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+9 -10 # محمود 2016-10-19 05:20
يقول صاحب هذه الشبهة أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها جيشت الجيوش لقتال علي وخرجت على إمام زمانها مفروض الطاعة الذي اجتمعت الناس على مبايعته ...
أولاٍ " لم يكن خروج أم المؤمنين للقتال البتة وإنما خرجت للإصلاح والمطالبة بقتلة عثمان رضي الله عنه والأدلة على ذلك كثيرة منها لا للحصر ما ذكره الإمام أحمد في مسنده : فقال لها الزبير ترجعين عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس .
وأيضا ما رواه ابن حبان عن أم المؤمنين رضي الله عنها قولها :
ما أظنني الا أني راجعة فقال بعض من كان معها بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله عز وجل ذات بينهم
ثانياً " نقول ليس عندنا شي في كتبنا أسمه إمام زمان أصلاً فلا يحق لأحد أن يلزمنا في لفظة لا نؤمن بها .
ثالثاً " لم يكن علي رضي الله عنه في العراق وإنما كان في المدينة وأم المؤمنين ذهبت للعراق حيث قتلة عثمان رضي الله عنه .
أخيراً نقول لصاحب الشبهة ان قلنا في خروج ام المؤمنين على الامام فسيكون حكمها خارجية مثلها مثل الخوارج الذين خرجوا على الامام
فكيف الحكم عليها ؟
لماذا لم يقم الإمام عليها الحد والحكم الشرعي ؟
بل أعادها معززة مكرمة إلي مكة وأكرمها وكان يناديها ب ( يا أماه )
إذن نقول أن ما حصل فتنة والله يقول : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين
1- مسند أحمد الجزء 6 ص 97 حديث رقم 24698 عليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح
2-صحيح بن حبان الجزء 15 ص 126 حديث رقم 6732 ال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين
===============
روى ابن حبان أن عائشة -رضي الله عنها- كتبت إلى أبي موسى الأشعري والي علي على الكوفة: (فإنه قد كان من قتل عثمان ما قد علمت، وقد خرجت مصلحة بين الناس، فمر من قبلك بالقرار في منازلهم، والرضا بالعافية حتى يأتيهم ما يحبون من صلاح أمر المسلمين ).
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+15 -9 # السيد جعفر علم الهدى 2017-02-02 02:06
من المؤسف أن يدعي الإنسان أنّه يتحرى الحقيقة ثمّ يتمسّك برواية أو روايتين و يتغافل عن أحاديث وروايات كثيرة قد تبلغ حدّ التواتر.
فمثلك مثل نفس عائشة حيث أنّها كما قال القائل :
حفظت أربعين ألف حديثاً * ومن الذكر آية تنساها
فلو فرضنا انّ خروج عائشة كان لأجل الإصلاح فهي على كلّ حال خالفت القرآن الكريم ، قال الله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ) [ الأحزاب : 33 ].
ثمّ كيف تدّعي عائشة أنّها تطالب بدم عثمان مع أنّها كانت المحرضة على قتله ، فكانت تقول : « اقتلوا نعثلاً قتله الله » ، ثمّ خرجت مع طلحة والزبير الذين كانا من المحرضين على قتل عثمان.
ولو كان خروجها للإصلاح فلماذا أظهرت الندم على خروجها ، ولماذا أرادت أن ترجع حينما نبحت كلاب حوأب ، فقالت : ردّوني ، فأقام عبد الله بن الزبير شهوداً على انّ هرا المكان ليس حوأب.
ثمّ نقول : أيّ إصلاح أرادته عائشة وهل كان هناك نزاع وخلاف لتسعى عائشة في إصلاحه ، فالمسلمون قاطبة بايعوا عليّاً عليه السلام إلّا شرذمة من المنافقين ، وكان أهل الأمصار مطيعون للخليفة الذي بايعه المسلمون في المدينة ، وخروج عائشة وطلحة والزبير هو الذي خلق النزاع والخصومة واشتعل نار الحرب.
ولنذكر بعض الأحاديث والمتون التأريخيّة المرويّة من طرق أهل السنّة بشأن خروجها على علي عليه السلام وحربها مع علي عليه السلام :
قال ابن مسكويه في كتابه تجارب الأمم ج 1 / 302 :
ولمّا هرب بنو أميّة لحقوا بمكّة فاجتمعوا إلى عائشة وكانوا ينتظرون أن يلي الأمر طلحة لأنّ هوى عائشة كانت معه وكانت من قبل تشنع على عثمان وتخضّ عليه وتخرج راكبة بغلة رسول الله صلّى الله عليه وآله ومعها قميصه وتقول : « هذا قميص رسول الله صلّى الله عليه وآله ما بلي وقد بلى دينه اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلا » ، فلمّا صار الأمر إلى علي كرهته وعادت إلى مكّة بعد ان كانت متوجّهة إلى المدينة ونادت : « الا انّ الخليفة قتل مظلوماً فاطلبوا بدم عثمان » ، فأوّل من استجاب لها عبد الله بن عامر ثمّ قام سعيد بن العاص والوليد بن عقبة وسائر بني أميّة ...
2 ـ كيف خرجت عائشة للإصلاح وقد نهى النبي صلّى الله عليه وآله صريحاً نساءه عن الخروج.
أ. روى الحاكم في المستدرك ج 3 / 119 بسنده عن اُمّ سلمة قالت : ذكر النبي صلّى الله عليه وآله خروج بعض اُمّهات المؤمنين ، فضحكت عائشة ، فقال : انظري يا حميراء ان لا تكوني أنت.
ب. روى المتّقي الهندي في كنز العمّال عن طاووس انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لنسائه : « اتيكنّ تنبحها كلاب كذا وكذا ، إيّاك يا حميراء ». قال أخرجه أبو نعيم بن حماد في الفتن وقال سنده صحيح.
ج. روى الطبري بسنده عن الزهري قال : بلغني انّه لما بلغ طلحة والزبير منزل علي بذي قار انصرفوا إلى البصرة فأخذوا على المنكدر ، فسمعت عائشة بنباح الكلاب فقالت : أي ماء هذا ، فقالوا : الحوأب ، فقالت : إنّا لله وإنّا إليه راجعون إنّي لهيه قد سمعت رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يقول ونساءه عنده : ليت شعري اتيكنّ تنبحها كلاب الحوأب ، فأرادت الرجوع فأتاها عبد الله بن الزبير فزعم أنّه قال : كذب من قال انّ هذا الحوأب ولم يزل حتّى مضت فقد البصرة. [ تاريخ الطبري 3 / 485 ]
د. روى الإمام أحمد بن حنبل بسنده عن قيس بن أبي حازم انّ عائشة لما أتت على الحوأب سمعت بنباح الكلاب ، فقالت : ما أظنّني إلّا راجعة انّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال لنا : اتيكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب ... [ مسند أحمد بن حنبل 6 / 97 ].
هـ. قال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ج 1 / 59 : فلمّا انتهوا إلى ماء الحوأب في بعض الطريق ومعهم عائشة نبحها كلاب الحوأب فقالت لمحمّد بن طلحة : أي ماء هذا ؟ قال : هذا ماء الحوأب ، فقالت : ما أراني إلّا راجعة ، قال : ولم ؟ قالت : سمعت رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يقول لنسائه : كأنيّ بإحداكنّ قد نبحتها الكلاب الحوأب وإيّاك أن تكوني أنت يا حميراء ، فقال لها محمّد بن طلحة : تقدّمي رحمك الله ودعي هذا القول ، وأتى عبد الله بن الزبير محلف لها بالله لقد خلفتيه أوّل الليل ، وأتاها ببنية زور من الأعراب فشهدوا بذلك فزعموا أنّها أوّل شهادة زور في الإسلام.
3 ـ من يخرج للإصلاح لا يندم على فعله حتّى لو فشل في سعيه ولكن عائشة أظهرت الندم الشديد لخروجها إلى حرب علي عليه السلام.
أ. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 / 112 وعن جميع بن عمير انّ اُمّه وخالته دخلتا على عائشة ـ إلى أن قال : ـ قالتا فأخبرينا عن علي ـ عليه السلام ـ ، قالت : عن أيّ شيء تسألن ؟ عن رجل وضع من رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ موضعاً فسالت نفسه في يده فمسح بها وجهه واختلفوا في دفنه ، فقال : ان أحبّ البقاع إلى الله مكان قبض فيه نبيّه ، قالتا : فلم خرجت عليه ؟ قالت : أمر قضي وودت أن أفديه ما على الأرض من شيء.
ب. روى الخطيب البغدادي بسنده عن هشام بن عروة عن أبيه قال : ما ذكرت عائشة مسيرها في وقعة الجمل قطّ إلّا بكت حتّى تبلّ خمارها ، وتقول : يا ليتني كنت نسيّاً منسيّاً. [ تاريخ بغداد ج 9 / 185 ]
د. روى ابن جرير الطبري بسنده عن أبي يزيد المديني يقول : قال عمّار بن ياسر لعائشة حين فرغ القوم : يا اُمّ المؤمنين ما أبعد هذا المسير من العهد الذي عهد إليك. قالت : أبو اليقظان. قال : نعم. قالت : والله انّك ما علمت قوال بالحقّ. قال : الحمد الله الذي قضى لي على لسانك. [ تاريخ الطبري 5 / 225 ]
4 ـ من يريد الإصلاح في اُمّة محمّد صلّى الله عليه وآله لا يقول في حقّه النبي صلّى الله عليه وآله الكلمات الآتية.
أ. روى البخاري بسنده عن عبد الله بن عمر قال : قام النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال : هيهنا الفتنة ـ ثلاثاً ـ من يطلع قرن الشيطان. [ صحيح البخاري بحاشية السندي 2 / 189 كتاب الجهاد والسير باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلّى الله عليه وآله ]
ب. روى أحمد بن حنبل في المسند 2 / 23 بسنده عن ابن عمر قال : خرج رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ من بيت عائشة فقال : رأس الكفر من هيهنا من حيث يطلع قرن الشيطان.
ورواه أيضاً ج 2 / 26 خرج رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ من بيت عائشة فقال : انّ الكفر هيهنا من حيث يطلع قرن الشيطان ـ ولم يقل رأس الكفر من هيهنا ـ.
5 ـ أمّا تحريضها على عثمان وقولها « اقتلوا نعثلاً » فهذا من المسلّمات ولا يمكن التشكيك فيه لكثرة اشتهاره ونقله في كتب التاريخ واللغة.
أ. قال ابن الأثير في النهاية ج 5 / 80 في مادّة نعثل في مقتل عثمان : لا يمنعنك مكان ابن سلام ان تسبّ نعثلاً. كان أعداء عثمان يسمّونه « نعثلاً » تشبيهاً برجل من مصر كان طويل اللحية اسمه نعثل ، وقيل النعثل الشيخ الأحمق وذكر الضبع ، ومنه حديث عائشة « اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً » ، تعني عثمان. وهذا كان منها لما غاضببته وذهبت إلى مكّة.
ومثله في لسان العرب في مادّة نعثل.
ب. وكتب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام رسالة إلى طلحة والزبير وعائشة قبل المعركة الجمل جاء فيها : وأنتِ يا عائشة فإنّك خرجت من بيتك عاصية لله ولرسوله تطلبين أمراً كان عنك موضوعاً ثمّ تزعمين أنّك تريدين الإصلاح بين المسلمين فخبّريني ما للنساء وقود الجيوش والبروز للرجال والوقوع بين أهل القبلة وسفك الدماء المحرّمة ؟ ثمّ أنّك طلبت على زعمك دم عثمان وما أنت وذاك ؟ عثمان رجل من بني أميّة وأنت من تيم ، ثمّ بالأمس تقولين في ملأ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله اقتلوا نعثلاً قتله الله فقد كفر ثمّ تطلبين اليوم بدمه ، فاتّقي الله وارجعي إلى بيتك ، والسلام. [ الغدير ج 9 / 79 ]
ج. قال ابن أبي الحديد : كلّ من صنف في سير والأخبار انّ عائشة كانت من أشدّ الناس على عثمان حتّى أنّها أخرجت ثوباً من ثياب رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فنصبته في منزلها وقالت للداخلين إليها : هذا ثوب رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لم يبل وعثمان قد أبلى سنّته. قالوا أوّل من سمّى عثمان نعثلاً عائشة وكانت تقول : اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً. [ شرح نهج البلاغة 5 / 140 ]
د. روى البلاذري في الأنساب قال : خرجت عائشة باكية تقول : قتل عثمان رحمه الله. فقال عمّار بن ياسر : أنت بالأمس تحرضين عليه ثمّ أنت اليوم تبكينه. [ أنساب البلاذري : 91 ]
هـ. أخرج الطبري من طريقين انّ عائشة لما انتهت إلى سرف راجعة من طريقها إلى مكّة لقيها عبد بن اُمّ كلاب وهو عبد بن أبي سلمة ينسب إلى اُمّه فقالت له : مهيم ؟ قال : قتلوا عثمان فمكثوا ثمانيا. قالت : ثمّ صنعوا ماذا ؟ قال : أخذها أهل المدينة بالإجتماع فجازت بهم الأمور إلى خير مجاز اجتمعوا على علي بن أبي طالب. فقالت : والله ليت انّ هذه انطبقت على هذه ان تمّ الأمر لصاحبك ردّوني ردّوني. فانصرفت إلى مكّة وهي تقول : قتل والله عثمان مظلوماً والله لأطالبنّ بدمه. فقال لها ابن اُمّ كلاب : ولِمَ ؟ فوالله انّ أوّل من امال حرفه لأنت ولقد كنت تقولين : اقتلوا نعثلاً فقد كفر. قالت : انّهم استتابوه ثمّ قتلوه وقد قلت وقالوا ، وقولي الأخير خير من قولي الأوّل. فقال لها ابن اُمّ كلاب :
فمنك البداء ومنك الغير * ومنك الرياح ومنك المطر
وأنتِ أمرت بقتل الإمام * وقلت لنا أنّه قد كفر
فهبنا أطعناك في قتله * وقاتله عندنا من أمر
ولم يسقط السقف من فوقنا * ولم ينكسف شمسنا والقمر
وقد بايع الناس ذا تدرأ * يزيل الشبا وتقيم الصغر
ويلبس للحرب أثوابها * وما من وفى مثل من قد غدر
وأمّا انّ عليّاً عليه السلام كان إمام زمانها ، فبإعتقاد أهل السنّة كان من بايعه المسلمون في المدينة ـ المهاجرون والأنصار ـ يكون هو الخليفة وهو الإمام ، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة ».
وقصّة عبد الله بن عمر مشهورة حيث أنّه بعد ما قتل عبد الله بن الزبير ، أسرع عبد الله بن عمر إلى الحجّاج في نصف الليل وطرق الباب ودخل عليه ، فقال له الحجّاج : ماذا دعاك إلى الإتيان إليّ في جوف الليل. قال : حديث رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة » ، فناولني يدك لكي أبايع الخليفة ، فإنيّ اخاف أن أموت ولم أعرف إمام زماني ؟ فمدّ إليه الحجّاج رجله وقال : بايع رجلي فإنّ يدي مشغولة ، إنّك لم تبايع عليّاً وجئتني في نصف الليل لكي تبايعني ، ما دعاك إلى ذلك إلّا هذا المصلوب ـ عبد الله بن الزبير ـ.
فحديث : « من مات ولم يعرف إمام زمانه » حديث مشهور رواه الفريقان من السنّة والشيعة ، وقد ذكر هذا الحديث في كتب الحديث والكلام :
1 ـ في شرح العقائد النسفيّة : 232 ، قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة.
ومثله في شرح المقاصد ، وقد أرسله إرسال المسلمات.
2 ـ في صحيح مسلم 6 / 22 : « من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ».
3 ـ في مسند أحمد بن حنبل 4 / 96 : « من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ».
4 ـ في شرح العقائد النسفية / 232 : « من مات من أهل القبلة ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ».
5 ـ في مسند أبي داود سليمان بن داود الطيالسي عن عبدالله بن عمر عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : « من مات بغير إمام مات ميتة جاهليّة ومن نزع يداً من طاعة جاء يوم القيامة لا حجّة له ». [ كنز العمال ]
6 ـ في المعجم الكبير للطبراني 10 / 350 : « من فارق جماعة المسلمين قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ومن مات وليس عليه إمام فميتته جاهلية ... ».
رواه أيضاً في كنز العمال ج 6 / 65.
7 ـ مستدرك الصحيحين ج 1 ص 77 و 117 عن ابن عمر : « من مات ليس عليه إمام جماعة فان موتته موتة جاهليّة ».
8 ـ المغني للقاضي عبد الجبار المعتزلي : « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة ».
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

أهل السنة

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية