هل تقبل التوبة عندما يظهر الإمام عليه السلام ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

هل تقبل التوبة عندما يظهر الإمام المهدي عليه السلام ؟

الجواب :

إذا كان إظهار التوبة والندم خوفاً من الموت أو القتل فمن الطبيعي ان لا تقبل توبة المجرم وكذلك لا تقبل توبة الجاني أو القاتل بعد رفع أمره إلى الإمام أو الحاكم العادل بالنسبة لإجراء الحدود والتعزير والقصاص ونحو ذلك. نعم إن كانت التوبة حقيقيّة في هذا الحال قد يتوب الله عليه ويتخلّص من عذاب الآخرة. وكذلك أعداء أهل البيت عليهم السلام إذا أظهروا الإيمان بعد ظهور الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، لا يقبل منهم إذ من المعلوم انّ إيمانهم انّما هو بسبب الخوف من القتل ، وعلى ذلك ما ورد من الروايات انّ المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف لا يقبل التوبة بعد ظهوره.

ففي الحديث في تفسير قوله تعالى : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ ... ) [ الأنعام : 158 ] ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : « إذا طلعت الشمس من مغربها فكلّ من آمن في ذلك اليوم لم ينفعه إيمانه » [ الميزان الجزء 7 ].

وعن الصادق عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفساً ايمانها يعني خروج القائم المنتظر منّا.

وفي حديث مفصّل عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : « ثمّ ترفع الدابّة رأسها فيرها من بين الخافقين بإذن الله عزّ وجلّ وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع ( لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ) [ الأنعام : 158 ] ».

وفي تفسير العيّاشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام في قوله : « يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفس إيمانها ، قال طلوع الشمس من المغرب وخروج الدابّة والدجّال ، والرجل يكون مصراً ولم يعمل عمل الإيمان ثم تجيء الآيات فلا ينفعه إيمانه ».

 
 

التعليقات   

 
# سيما عبد الحميد 2013-09-06 08:36
هل الانسان بعد دخولة الجنة يرتقى؟
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+5 # السيد جعفر علم الهدى 2014-11-19 23:33
يظهر من بعض الروايات إن الإرتقاء في الجنّة يتحقّق بسبب بعض الأعمال الصالحة أو بالشفاعة من النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله والأئمّة المعصومين عليهم السلام ففي الحديث الشريف عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام : « ... وعليكم بتلاوة القرآن فان درجات الجنّة على عدد آيات القرآن فإذا كان يوم القيامة يقال لقارىء القرآن اقرأ وارق فكلّما قرأ آية رقى درجة ... ».
وعن النبي صلى الله عليه وآله انّ الله يرفع ذريّة المؤمن في درجة وان كانوا دونه لتقرّبهم عينه ثمّ ثلا قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) [ الطور : 21 ]. وعن الصادق عليه السلام في هذه الآية : « قصرت الأبناء عن عمل الآباء فالحقوا الأبناء بالآباء لتقربهم أعينهم ».
والحديث مطلق يشمل الإرتقاء يوم القيامة كما يشمل الارتقاء في الجنّة فانّ الوالد المؤمن إذا اشتهى في الجنّة ان يكون ذريّته في درجته فالله تعالى يمنّ عليه ويلحق ذريّته به.
ثمّ انّ المؤمنين في الجنّة لا يكفون عن تسبيح الله وتمجيده والعبادة له والصلوة بل يزيد اجتهادهم وسعيهم في ذلك ومن الطبيعي ان يوجب ذلك الإرتقاء والوصول إلى الدرجات العالية ولعلّه لأجل ذلك عبّر القرآن الكريم عن غرف الجنّة بقوله : ( غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ ) [ الزمر : 20 ].
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

الإمام المهدي عليه السلام

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية