هل التسمية والمصاهرة بين أهل البيت عليهم السلام والصحابة تثبت الألفة ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

هذه رسالة تبعث لشباب الشيعة في الخليج ، يرجى التكرّم بالإجابة عنها ، نقلتها لكم كما وصلتني بالضبط ، ولكم غاية الشكر والامتنان.

بسم الله الرحمن الرحيم

يرجى قراءة هذه الرسالة بتمعّن وعقل ، ثمّ تمريرها إلى أكبر عدد من المسلمين حتّى يعرفوا ما لم يعرفوه من قبل للفائدة ونبذ الطائفيّة الداخلة علينا من الخارج عسى الله أن يرفع عنّا فرقتنا وضعفنا.

ملاحظة : فقط أعداء الإسلام لا يصدّقون هذا ، ولا يريدون فهمه وقراءته ، فالمسلمين أُمّة واحدة.

أسئلة و أجوبة حول المصاهرة بين آل البيت عليهم السلام والصحابة رضوان الله عليهم.

السؤال (1) : مَن هم أزواج بنات الرسول صلّى الله عليه وسلّم ؟

الجواب : فاطمة وزوجها علي بن أبي طالب ، ورقية وزوجها عثمان بن عفان ، وأمّ كلثوم وزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين.

السؤال (2) : مَن هو زوج أمّ كلثوم بنت علي وبنت فاطمة الطاهرة بنت نبيّ الله محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟

الجواب : زوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين.

السؤال (3) : مَن هي زوجة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه ؟

الجواب : زوجته أمّ كلثوم بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين.

السؤال (4) : مَن هو زوج بنت أبي بكر « عائشة » ؟

الجواب : زوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم يطلّقها إلى أن مات رضي الله عنه.

السؤال (5) : مَن هي زوجة الحسين بن علي رضي الله عنه سيّد شباب أهل الجنّة ؟

الجواب : زوجته حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين.

السؤال (6) : إلى مَن ينتسب جعفر الصادق من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من جهة أمّه ؟

الجواب : ينتسب جعفر الصادق من جهة أمّه إلى أبي بكر الصدّيق « من جهة أمّ فروة بنت أسماء بنت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ».

السؤال (7) : كم ابناً سمّى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه بأبي بكر ؟

الجواب : سمّى علي بن أبي طالب رضي الله عنه اثنين من أبنائه باسم أبو بكر.

السؤال (8) : كم ابناً سمّى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه بإسم عثمان ؟

الجواب : سمّى علي بن أبي طالب رضي الله عنه اثنين من أبنائه بإسم عثمان : « عثمان الأكبر ، وعثمان الأصغر ».

السؤال (9) : كم ابناً سمّى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه بإسم عمر ؟

الجواب : سمّى علي بن أبي طالب رضي الله عنه إثنين من أبنائه باسم عمر « عمر الأكبر ، وعمر الأصغر ».

السؤال (10) : لا يختلف الشيعة والسنّة في فضل الحسين بن علي رضي الله عنه فكم ابناً سمّى الحسين بن علي رضي الله عنه من أبناءه بإسم عمر ؟

الجواب : سمّى الحسين بن علي رضي الله عنه مرّتين « عمر ، وعمر الأشرف ».

السؤال (11) : هل سمّى الحسين بن علي ابنه باسم « أبو بكر » ؟ ولماذا ؟

الجواب : نعم سمّى الحسين بن علي ابنه بالاسم « أبو بكر » ، ونترك الجواب لك « لماذا ؟ » لتفكيرك أخي الحبيب.

السؤال (12) : ما اسم ابني موسى بن جعفر الكاظم رحمه الله ؟

الجواب : أحدهما أبو بكر ، والثاني عمر.

السؤال (13) : ما اسم بنت موسى بن جعفر الكاظم رحمه الله ؟

الجواب : عائشة.

السؤال (14) : من أبناء علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه « محمّد » ، وكان له ولدان سمّى أحدهما عبد الله ، وماذا سمّى الآخر ؟

الجواب : سمّاه عمر.

السؤال (15) : من أبناء علي بن أبي طالب الحسن رضي الله عنه سيّد شباب أهل الجنّة ، فما أسماء أبناء الحسن بن علي رضي الله عنه ؟

الجواب : أبو بكر ، وعمر ، والحسن ، ويلقّب الأخير بالمثنّى.

السؤال (16) : تزوّج مروان بن أبان أمّ القاسم بنت الحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين ؟ فمَن يكون مروان هذا ؟

الجواب : مروان بن أبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين.

السؤال (17) : تزوّج أبان بن عثمان بن عفان أمّ كلثوم بنت عبد الله بن ... أكمل ؟

الجواب : أمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر الطيّار.

السؤال (18) : مَن هو زوج أسماء بنت أبي بكر ؟

الجواب : زوجها الزبير بن العوام رضي الله عنهم أجمعين.

السؤال (19) : مَن هي أمّ رقية بنت عمر بن الخطاب ، وأمّ زيد بن عمر بن الخطاب ؟

الجواب : أمّهم هي أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

السؤال (20) : تزوّج زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان سكينة ، فمَن يكون أبو سكينة ؟

الجواب : سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

السؤال (21) : مَن هي أمّ عبد الله بن عثمان بن عفان ؟

الجواب : أمّه رقية بنت نبيّ الله محمّد صلّى الله عليه وسلّم.

المراجع :

4 ـ الإرشاد المفيد

5 ـ مقاتل الطالبين الأصفهاني

6 ـ التنبيه والإرشاد للمسعودي

7 ـ كشف الغمّة للأردبيلي

8 ـ الفصول المهمّة

9 ـ معجم رجال الحديث للخوئي

10 ـ جلاء العيون للمجلسي

11 ـ الكافي للكليني

12 ـ عمدة الطالب

13 ـ طبقات ابن سعد

14 ـ نسب قريش للزبيدي

15 ـ منتهى الآمال للقمّي

16 ـ النسب والمصاهرة بين أهل البيت والصحابة علاء الدين المدرّس

17 ـ فضائل الصحابة وعلاقتهم بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم وآل بيته الأطهار للهيتي

18 ـ جمهرة أنساب العرب لابن حزم نقلاً عن نشرة الآل والأصحاب أصهار وأحباب

فهل يعقل بعد هذا أنّ الآل والأصحاب كانوا أعداءً ، وهم الذين بايعوا جميعاً النبيّ تحت الشجرة فقال عنهم الله عزّ وجلّ : ( لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) [ الفتح : 18 ].

وهم الذين دافعوا جميعاً عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بنحورهم في الغزوات والملمّات ، وصبروا معه في الشدائد ، وهم جميعاً من نقل القرآن الكريم بهذه الدقّة ، وهذا الحرص ، وهم الذين نشروا الدين في أصقاع الأرض.

فماذا نقول بعد هذا التلاحم ؟!!!!!!! وعلام يدلّ ؟ !!!!!!!!

الكل يعلم منزلة الأبناء من آبائهم وأمّهاتهم ، إنّك ستفكّر كثيراً وكثيراً قبل أن تختار له إسماً يحمله طيلة عمره ، ولن تختار له اسماً إلّا ويحمل مضامين سامية مشرفة ، أو إعجابك الكبير بشخص يحمل نفس هذا الاسم !!!!!

ثمّ هل ترضى أيّها القارئ الفطن أن تزوّج ابنتك من رجل سيّء ؟! فضلاً عن كافر ؟ !

وأنت تفضّلها على نفسك ، بل تفديها بنفسك ، وترجو لها كلّ سعادة ؟ !

والله نحن الضعفاء أنفسنا لا نرضى بذلك ، فكيف بمنارات الهدى من أتقياء آل البيت المطهّرين أتراهم لا يحفظون حقّ الله ، ولا يرعون الأمانة في ذريّتهم ؟

تفكّر أخي العزيز ، ولو للحظة عندها سترى الفرق الكبير بيننا وبينهم !!!

هذا هو مفتاح التقارب بين المسلمين : ( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) [ ق : 37 ] صدق الله العظيم.

ملاحظة : إن كنت حريصاً على وحدة المسلمين فابعثها إلى كلّ مَن تحبّ.

الجواب :

أوّلاً : لا تدلّ التسمية على وجود الألفة والمحبّة ، خصوصّاً إذا كان الحبّ والبغض لله ، وفي سبيل الله تعالى ، وقد كان الظروف التي يعيشها الأئمّة عليهم السلام حرجة وصعبة ، وكانوا يخافون من الحكّام الظالمين على أنفسهم وعلى شيعتهم ، كما أنّهم كانوا يلاحظون المصالح الإسلاميّة العامّة ، ويراعون التقيّة المداراتيّة للحفاظ على وحدة المسلمين في قبال الكافرين.

ثانياً : المصاهرة تكون على أساس ظاهر الإسلام ، فكلّ مَن تشهّد الشهادتين ، وآمن بالله ورسوله واليوم الآخر تجوز مصاهرته ، والنكاح مبني على ظاهر الإسلام ، ولا يعني ذلك وجود التوافق والتآلف ، خصوصاً في الأمور الاعتقاديّة ، فقد تستدعي المصالح العامّة أو الشخصيّة أن يتزوّج شخص من أعدائه ومخالفيه طمعاً في إصلاحهم ، ودفع شرّهم ، أو جلب محبّة عشائرهم وقبائلهم ، أو دفع شرّهم.

ثالثاً : الصحيح عند التحقيق أنّ الصهر الوحيد للنبيّ صلّى الله عليه وآله هو علي بن أبي طالب عليه السلام ، ولم يكن عثمان صهراً للنبيّ صلّى الله عليه وآله حقيقة ؛ لأنّ رقيّة وأمّ كلثوم لم تكونا ابنتي رسول الله صلّى الله عليه وآله من صلبه ، بل ولا ابنتي خديجة عليها السّلام ، بل هما ابنتا أُخت خديجة ، ربّاهما النبيّ صلّى الله عليه وآله وخديجة ، فاشتهر أنّهنّ بنات النبيّ صلّى الله عليه وآله.

للمزيد راجع كتاب « بنات النبيّ (ص) أم ربائبه » للسيّد جعفر مرتضى العاملي.

رابعاً : الصحيح لدى التحقيق أنّ زواج عمر بن الخطّاب من أمّ كلثوم بنت الإمام علي عليه السلام قصّة مكذوبة مختلقة ، كما ذكره الشيخ المفيد قدّس سرّه في جواب « المسائل السروية ».

ويدلّ على ذلك اختلاف الروايات اختلافاً عظيماً بحيث تكذّب بعضها البعض الآخر.

والذي يشهد بذلك أنّ عمر بن الخطّاب حينما خطب فاطمة الزهراء عليها السلام من النبيّ صلّى الله عليه وآله ، ردّه النبيّ صلّى الله عليه وآله وقال : إنّها صغيرة ، و زوّجها من علي عليه السلام في نفس الوقت.

فإذا كان عمر يعدّ شيخاً كبيراً بالنسبة لفاطمة عليها السلام فكيف يزوّج عليّ عليه السلام ابنته الصغيرة أمّ كلثوم لمثل هذا الشخص ، ولا يعتذر بأنّها صغيرة كما اعتذر النبيّ صلّى الله عليه وآله بالنسبة لأمّها فاطمة عليها السّلام.

خامساً : ما ينقله هذا الشخص من التسمية أو المصاهرة كلّه منقول من كتب أهل السنّة ، وقد ينقل بعض علماء الشيعة هذه الأمور من تلك الكتب بدون تمحيص وتحقيق ، ومن المعلوم أنّ أهل السنّة متّهمون في نقل هذه الأمور يريدون بذلك إثبات مشروعيّة حكم الخلفاء الغاصبين.

سادساً : نعم الإمام الصادق عليه السلام هو حفيد أبي بكر ؛ فإنّ أمّه هي أمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر ، وأُمّها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، ولكن نحن نعتقد أنّ الله تعالى يخرج الطيّب من الخبيث ، وقد كان محمّد بن أبي بكر مخالفاً لأبيه ، ويراه غاصباً لحقّ عليّ عليه السلام ، وقد تربّى محمّد بن أبي بكر في حجر الإمام عليّ عليه السّلام ، واستشهد في محبّة عليّ عليه السلام ، وعلى ولايته.

وقد اشتهر عنه هذه الأبيات مخاطباً لأبيه :

     

يا أبا قد وجدانا ما صلح

 

خاب من أنت أبوه وافتضح

إنّما أخرجني منك الذي

 

أخرج الدرّ من الماء الملح

وكان القاسم بن محمّد بن أبي بكر من أصحاب زين العابدين عليه السلام والإمام الباقر عليه السلام ، ومن الفقهاء المعروفين بالانقطاع إلى الأئمّة المعصومين عليهم السلام.

ففي الحديث عن الصادق عليه السلام : « كان سعيد بن المسيّب ، والقاسم بن محمّد بن أبي بكر ، وأبو الخالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين عليه السلام ».

ثمّ قال : « وكانت أمّي ممّن آمنت واتّقت ، والله يحبّ المحسنين ».

سابعاً : زوجات الإمام الحسين عليه السلام اللواتي ذكرها الشيخ المفيد وغيره من علماء الشيعة ، ونقل بعضهم ذلك عن كتب أهل السنّة :

1. شاه زنان بنت كسرى يزجرد ، أمّ علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام.

2. ّليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفيّة ، وهي أمّ علي بن الحسين الأكبر الشهيد في الطف.

3. امرأة من قضاعة ، هي أمّ جعفر بن الحسين ، توفّي وهو طفل صغير في حياة الإمام الحسين عليه السلام.

4. الرباب بنت أمرئ القيس ، وهي أمّ عبد الله بن الحسين عليه السلام وسكينة.

5. أمّ إسحاق بنت طلحة بن عبد الله التميميّة.

ولم يذكر في زوجات الحسين عليه السلام « حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ».

ثامناً : كان للإمام علي عليه السلام أولاد كثيرين ضاقت الأسماء المتداولة بعددهم ، وقد روى أنّه كان له « 16 » أولاد ذكور ، ومن الطبيعي أن يسمّي بعضهم عمر أو أبا بكر أو عثمان ؛ لأنّها كانت أسماء متعارفة في ذلك الزمان ، وقد صرّح الإمام أنّه سمّى ولده عثمان باسم الصحابي الجليل الزاهد العابد « عثمان بن مظعون ».

وقد كان اسم ولده « أبو بكر » محمّداً الأصغر ، ولعلّ الناس أطلقوا هذه الكنية عليه.

ويمكن أن يكون سمّى ولده عمر أو أبا بكر من باب المداراة والتقيّة ، ولا يدلّ ذلك على حبّه لمَن غصب الخلافة.

فراجع الخطبة « الشقشقيّة » من نهج البلاغة لكي ترى ماذا كان يشعر الإمام عليه السلام بالنسبة للخلفاء الثلاثة.

تاسعاً : من المؤسف أن يلاحظ المحقّق رواية يرويها الضعفاء ويترك الروايات الأُخرى التي تخالفها وتردّ مضمونها ، وقد ذكرنا أنّ الأخبار التي يرويها أهل السنّة بالنسبة لزواج عمر من أمّ كلثوم متناقضة ، يردّ بعضها البعض الآخر ، ويحكم كلّ خبر بكذب الخبر الآخر.

ففي خبر أنّ عمر قتل قبل أن يتزوّج بأمّ كلثوم ، وفي خبر أنّ أمّ كلثوم ماتت هي وولدها زيد بن عمر « في النفاس » ، وفي خبر أنّ عليّاً عليه السلام أرسل جنّية على صورة أمّ كلثوم إلى عمر حينما أصرّ على الزواج بابنته ، وأوعد أن يتّهمها بالسرقة ويقطع يدها.

فكيف نصدّق مع هذه الأخبار المتناقضة قصّة زواج عمر بأمّ كلثوم ؟

مع أنّ أمّ كلثوم كان لها زوج من بني هاشم ، وهو عون بن جعفر بن أبي طالب عليه السلام.

وقيل : محمّد بن جعفر.

وروايات أهل السنّة متناقضة في ذلك أيضاً ، ففي بعضها أنّ زواج عون بن جعفر من أمّ كلثوم كان قبل عمر ، وفي بعضها أنّه كان بعد مقتل عمر.

ونحن نذكر كلام الشيخ المفيد قدّس سرّه في « المسائل السروية » : « الجواب : إنّ الخبر الوارد بتزويج أمير المؤمنين عليه السلام ابنته من عمر غير ثابت ، وطريقه من الزبير بن بكار ، ولم يكن موثوقاً به في النقل ، وكان متّهماً في ما يذكره ، وكان يبغض أمير المؤمنين عليه السلام ، وغير مأمون فيما يدّعيه على بني هاشم.

وإنّما نشر الحديث إثبات أبي محمّد الحسن بن يحيى صاحب النسب ذلك في كتابه ، فظنّ كثير من الناس أنّه حقّ لرواية رجل علوي له ، وهو إنّما رواه عن الزبير بن بكار.

والحديث بنفسه مختلف :

فتارة يروى : أنّ أمير المؤمنين عليه السلام تولّى العقد له على ابنته.

وتارة يروى : أنّ العبّاس تولّى ذلك عنه.

وتارة يروى : أنّه لم يقع العقد إلّا بعد وعيد من عمر ، وتهديد لبني هاشم.

وتارة يروى : أنّه كان عن اختيار وإيثار.

ثمّ إنّ بعض الرواة يذكر : أنّ عمر أولدها ولداً أسماه زيداً.

وبعضهم يقول : إنّه قُتل قبل دخوله بها.

وبعضهم يقول : إنّ لزيد بن عمر عقباً.

ومنهم مَن يقول : إنّه قُتل ولا عقب له.

ومنهم مَن يقول : إنّه وأمّه قتلا.

ومنهم مَن يقول : إنّ أمّه بقيت بعده.

ومنهم مَن يقول : إنّ عمر أمهر أمّ كلثوم أربعين ألف درهم.

ومنهم مَن يقول : مهرها أربعة آلاف درهم.

ومنهم مَن يقول : كان مهرها خمسمائة درهم.

وبدوّ هذا الاختلاف فيه يبطل الحديث ، فلا يكون له تأثير على حال ».

عاشراً : على فرض صحّة النقل ، وتحقيق هذه القضيّة « المكذوبة » فلا تدلّ على المصاهرة عل الألفة والمحبّة ، بل قد تكون لمصالح عامّة أو شخصيّة تقتضي ذلك ، كما قال الشيخ المفيد قدّس سرّه بعد كلامه السابق.

: « ثمّ إنّه لو صحّ لكان له وجهان لا ينافيان مذهب الشيعة في ضلال المتقدّمين على أمير المؤمنين عليه السّلام :

أحدهما : أنّ النكاح إنّما هو على ظاهر الإسلام الذي هو : الشهادتان ، والصلاة إلى الكعبة ، والإقرار بجملة الشريعة.

وإن كان الأفضل مناكحة مَن يعتقد الإيمان ، وترك مناكحة من ضمّ إلى ظاهر الإسلام ضلالاً لا يخرجه عن الإسلام ، إلّا أنّ الضرورة متى قادت إلى مناكحة الضالّ مع إظهاره كلمة الإسلام زالت الكراهة من ذلك ، وساغ ما لم يكن بمستحبّ مع الإختيار.

وأمير المؤمنين عليه السلام كان محتاجاً إلى التأليف وحقن الدماء ، ورأي أنّه إن بلغ مبلغ عمر عمّا رغب فيه من مناكحته ابنته أثر ذلك الفساد في الدين والدنيا ، وأنّه إن أجاب إليه أعقب صلاحاً في الأمرين ، فأجابه إلى ملتمسه لما ذكرناه.

والوجه الآخر : أنّ مناكحة الضالّ ـ كجحد الإمامة ، وادّعائها لمَن لا يستحقّها ـ حرام ، إلّا أن يخاف الإنسان على دينه ودمه ، فيجوز له ذلك ، كما يجوز له إظهار كلمة الكفر المضادّ لكلمة الإيمان ، وكما يحلّ له أكل الميتة والدم ولحم الخنزير عند الضرورات ، وإن كان ذلك محرماً مع الاختيار.

وأمير المؤمنين عليه السلام كان مضطرّاً إلى مناكحة الرجل ؛ لأنّه يهدّده ويواعده ، فلم يأمنه أمير المؤمنين عليه السلام على نفسه وشيعته ، فأجابه إلى ذلك ضرورة كما قلنا : إنّ الضرورة تشرّع إظهار كلمة الكفر ، قال تعالى : ( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ) [ النحل : 106 ] ».

حادي عشر : لم يكن للإمام الحسين عليه السلام ولد باسم عمر أصلاً ، بل كان عليه السلام يسمّي أولاده باسم أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام لشدّة حبّه لأبيه ، فأولاده

1. علي بن الحسين السجّاد زين العابدين عليه السلام ، وهو الإمام بعده.

2. ّعلي بن الحسين الأكبر الشهيد في الطف.

3. علي الأصغر ، ويسمّى عبد الله أيضاً ، وقد قُتل وهو طفل رضيع بسهم حينما جاء به الحسين عليه السلام أمام الأعداء ليطلب له الماء ، فسقوه بدل الماء بسهم الردى.

ثمّ إنّه قد ورد في بعض الروايات أنّ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام أمر بعض شيعته بأن يغيّر اسم ابنته التي سمّاها « حميراء » ، فكيف يسمّي ابنته باسمها ؟!

فإذا نقل البعض أنّ الإمام عليه السلام سمّى ابنته « عائشة » ، فلا يمكن تصديقه إلّا إذا كان ذلك على وجه التقيّة الشديدة ، ومن المعلوم أنّ ظروف التقيّة مختلفة ، فقد يستدعي الوضع الفعلي أن يسمّي الإمام ولده باسم أعدائه ، وفقد يستدعي الوضع الفعلي أن ينهى عن تسمية الأولاد باسم الأعداء.

أقول : جواب سائر الأسئلة يظهر ممّا ذكرناه على نحو الإجمال ، فأمّا أن ما نقله هذا القائل ليس له أصل ، أو أنّه لا يدلّ على وجود التآلف والمحبّة بين أهل البيت عليهم السلام ومن ثبت بغضه وعدائه لهم بالأدلّة القاطعة.

ولنعم ما قال شاعر السيف والقلم أبو فراس الحمداني :

 

هيهات لا قّربت قربى ولا نسب

 

يوماً إذا فضّت الأخلاق والشيم

 

التعليقات   

 
+6 -7 # سامر 2016-01-03 19:07
اخواني التاريخ المازيف هو الي صورنه الموقف وكانهم اعداء ولكن الحقيقه الثابته من خلال نسبهم انهم احباء والدليل انه محد ينطي بنته لعدوة مستحححححححل اني ازوج بنالتي للي احبهم
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+8 -3 # السيد جعفر علم الهدى 2016-03-21 21:23
الحقيقة هو انّ الإمام علي عليه السلام كان يلاحظ مصلحة الإسلام والمسلمين ويقدمه على جميع أمياله وأهوائه وحبّه وبغضه ، فالمهمّ حفظ كيان الإسلام وان كان يستلزم عدم القيام بالكفاح المسلّح لأجل أخذ حقّه الشرعي الإلهي في الإمامة والخلافة فضلاً عن اُمور بسيطة كتسمية أولاده بإسم من يبغضهم أو حتّى تزويج ابنته من عدوّه ـ على فرض صحّة النسبة ـ ، وقد ذكرنا انّ تزويج عمر لاُمّ كلثوم بنت علي عليه السلام كذب وافتراء واسطورها صورها أعداء أهل البيت.
نعم أنت لا تزوّج ابنتك لمن لا تحبّه إذ لا داعي إلى ذلك وليس لك غرض أسمى وأعلى يستوجب ذلك ، امّا إذا كان هناك غرض أسمى وأعلى كحفظ وحدة المسلمين ومراعاة مصلحة الإسلام ، فالعاقل اللبيب يختار أقلّ المحذورين.
وقد كان التباغض والتعاند بين الصحابة إلى حدّ قاتل بعضهم البعض الآخر كطلحة والزبير وعائشة حيث ذهبا إلى قتال علي عليه السلام ، ولو قدّر لهم قتل علي عليه السلام لقتلوه ، وقد ثار الصحابة على عثمان وحرّض بعضهم على قتله كعائشة حيث قالت : « اقتلوا نعثلاً قتله الله ».
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+7 -7 # رضا الاسدي 2015-02-08 00:25
وهكذا نعرف أن هذه الآية نازلة في الأئمة (صلوات الله عليهم) لا في الصحابة كما يزعمون، ولو أصروا على نزولها في الصحابة فليكن الحكم بيننا تحكيم الواقع والعقل!
فكيف يستدل بهذه الآية على الصحابة وهي بمنطوقها شاملة لكل الأمة؟ أيعقل أن جميع الأمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله؟ لو كان الأمر كذلك فمن قتل آل محمد (عليهم السلام) أليست هذه الأمة؟ !
لو كان الأمر كذلك فمن اغتصب حقوق آل محمد (عليهم السلام) وصرفهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها أليس بعض الأمة فكيف تصدق الكلية إذن؟.
ولو تنزلنا وقلنا بأنها نازلة في الصحابة، فهل كل الصحابة كما يزعم هؤلاء الذين حرموا نعمة العقل والتفكير السليم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؟
أليس فيهم المتخلف عن جيش أسامة؟ أليس فيهم من رمى رسول الله صلى الله عليه وآله بالهجر والهذيان؟
أليس فيهم من كذب على رسول الله بحديث افتراه ليحرم حق إبنة رسول الله ويغصب ميراثها؟ أليس فيهم من قاتل علياً (عليه السلام) أليس فيهم من بدّل سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ أليس فيهم أمثال معاوية الفاسق الفاجر الغادر ومروان بن الحكم والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص وأبي سفيان
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+1 -3 # Azal 2015-05-04 14:52
اطلاق الاسم لايدل على المحبة والالفة, والزواج والمصاهرة لاتدل ايضا على الالفة والمحبة
السؤوال هنا اذآ على ماذا تدل؟
اسال السيد كاتب الرد، هل تستطيع ان تطلق على احد ابناءك اسم
ابا بكر
طبعا اعفيك من الاجابة, فمن الصعوبة بمكان تقليد الامام علي في هذا الامر, الا انه عليه السلام فعل ذلك لانه يكن في قلبه المحبة والرحمة والالفة.
دعك من الالتفاف وخاطب الناس بعقولهم
ما اجمل العقيدة لو لامست العقل وخاطبته قبل ان تستقر وتعشعش في القلب
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+2 -1 # السيّد جعفر علم الهدى 2019-03-30 17:24
قلنا انّ التسمية باسم شخص لا يدلّ على الألفة والمحبّة ، لكن قد يسمّى الانسان ولده حتّى باسم عدوّه لأغراض شخصيّة أو نوعيّة. وقد رأينا انّ بعض إخواننا الشيعة في بغداد ـ في بعض المناطق ـ يسمّون أولادهم بهذه الأسماء ، ولما سألناهم عن سبب ذلك ، قالوا : نخاف عليهم من بعض المتعصّبين ، بل حتّى من الصبيان ، حيث لو علموا انّهم شيعة يؤذونهم ويضربونهم. ولعلّ الإمام علي عليه السلام أراد بهذه التسمية وأمثالها من أنواع المداراة ، ان لا يحصل افتراق وعداءٌ بين المسلمين على عهد الخلفاء ؛ فنفس السبب الذي جعله يصبر على غصب الخلافة ولا يقاتل القوم حفاظاً على أصل الإسلام ودماء المسلمين ، كان يقتضي ان يدارى الخلفاء ، ويسمّى أولاده بأسمائهم ، لا حبّاً لهم بل حفاظاً على وحدة المسلمين. ولعلّ الأئمّة الآخرين كانوا يخافون على أولادهم من المتعصّبين ، فسمّوهم بأسماء غاصبي الخلافة.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

التسمية بأبي بکر وعمر

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية