مَن هو الذي يجب أن يخاطب بـ « يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ » في الدعاء الفرج ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

في الدعاء المعروف بدعاء الفرج يوجد فيه بعض المقاطع التي يلفّها شيء من اللبس عندي حيث يذكر الدعاء هذه العبارات : « يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ ، يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ ، اِكْفِياني فَاِنَّكُما كافِيانِ ، وَانْصُراني فَاِنَّكُما ناصِرانِ » ، في حين أنّ الله هو الذي يكفي من كلّ شيء ، ولا يكفي منه شيء.

وبعد ذلك يقول : « يا مَوْلانا يا صاحِبَ الزَّمانِ ، الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ ، اَدْرِكْني اَدْرِكْني اَدْرِكْني ، السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ ، الْعَجَلَ الْعَجَلَ الْعَجَل ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ ، بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرينَ » ، مَن هو الذي يجب أن يخاطب بـ « يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ » ؟ هل هو الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف أم الله سبحانه وتعالى ؟ هل هذا المقطع من الدعاء صحيح أم مشكوك في صحّته ؟

الجواب :

لا شكّ في أنّ الله تبارك وتعالى هو الكافي وهو الناصر ، إلّا أنّ هذا لا يتنافى مع قولنا في الدعاء : « يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ ، يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ ، اِكْفِياني فَاِنَّكُما كافِيانِ ، وَانْصُراني فَاِنَّكُما ناصِرانِ » ؛ وذلك لأنّ اللّه تعالى هو الكافي والناصر بالذات ، وبصورة مستقلّة ، أمّا محمّد وعلي صلوات الله عليهما وآلهما فهما كافيان وناصران بإذن الله وبمشيئته وبعونه ، كما أنّ الله تعالى هو الذي يتوفّى الأنفس حين موتها إلّا أنّ هذا لا يتنافى مع أن يكون مَلَك الموت يتوفّى الأنفس بإذن الله تعالى ، وقد ورد كلا التعبيرين ـ عن توفّى الأنفس ـ في القرآن الكريم ، فقال تعالى في آية : ( اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) (1) ، وقال في آية أُخرى : ( قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ ) (2).

وأمّا قولنا : « يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ » ، فالمخاطب به هو الله تعالى لا غير.

الهوامش

1. الزمر : 42.

2. السجدة : 11.

 
 

أضف تعليق

التوسل

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية