هل نحن مخيرون في كل شيء أم مسيرون في البعض ومخيرون في البعض الآخر؟
السؤال: هل نحن مخيرون في كل شيء أم مسيرون في بعض ومخيرون في بعض برجاء ذكر مثال لكل منهما لتبسيط التقريب ؟
الجواب : من سماحة الشيخ محمّد هادي آل راضي
لا اشكال في أنّ بعض الأمور لا يكون الإنسان مختاراً فيها ، وإنّما هي مفروضة عليه وليس له أي دخل في وجودها مثل انتمائه القومي والجغرافي ، وكذا انتمائه إلى والديه ، ولون بشرته وطول قامته ، و تولده في هذا العصر أو ذاك وهكذا . فهذه الأمور لا يملك الإنسان تجاهها إلا التسليم ، فلا أصل حدوثها تابع لاختياره ولا بقائها واستمرارها تابع لارادته ، إلا أنّ هذه الأمور لا تعتبر من أفعال الإنسان نفسه ، ولذا لا يصح نسبتها إليه ، ولا يكون مسؤولاً عنها .
وأمّا الأفعال فهي على قسمين:
الأوّل : أفعال غير اختيارية ، وهي الأفعال التي لا يتوسطها اختيار الإنسان بل تصدر سواء أراد أم لم يرد مثل حركة قلبه ، ونمو شعره ، وتقلص امعائه ، وكذا ردود الفعل الصادرة من الإنسان بلا اختيار في بعض الاحيان كاستجابته لبعض المؤثرات كما يحدث في حالات الخوف والجوع والعطش ونحو ذلك .
الثاني : أفعال اختيارية للإنسان لا تصدر منه إلا بإرادة واختيار، فهو بالنسبة إليها مختار إن شاء فعل ، وإن شاء ترك ، فإذا شاء واختار الفعل وصدر منه ، فهو صادر منه بمحض اختياره وليس مجبوراً عليه ، وكذا إذا اختارالترك ، مثل حركة القيام والذهاب ، وكذا السفر والدرس والعبادة ، وفعل الخير وفعل الشر، وكذا الإيمان والكفر والطاعة والمعصية وهكذا ، وهذه الأفعال هي مورد الحساب والعقاب والثواب ؛ فإنّ الإنسان يحاسب على ما يصدر منه بالاختيار دون ما هو مجبور عليه ، وما لا يكون لاختياره دخل في حصوله .
التعليقات
الله سبحانه و تعالى لا يختار لأحد و لا يقرر عن احد نحن مخيرين و لسنا مسيرين كل ما يحدث في حياتنا هو اما نتيجة اختيارنا او نتيجة اختيار اناس اخرين و ليس نتيجة اختيار الله سبحانه و تعالى
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة