متى كان الإسراء والمعراج وما هي حقيقتهما ؟

طباعة

السؤال :

متى كان الإسراء والمعراج وما هي حقيقتهما ؟

الجواب :

ـ قال الله تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَ‌ىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَ‌امِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَ‌كْنَا حَوْلَهُ ) [ الإسراء : 1 ].

ـ وقال الله تعالى : ( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ * ذُو مِرَّ‌ةٍ فَاسْتَوَىٰ * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ * فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَ‌أَىٰ ) [ النجم : 5 ـ 11 ].

نزلت هذه الآيات في المعراج والاسراء وكان ذلك بمكّة ، صلّى رسول الله عليه وآله وسلّم المغرب في المسجد ثمّ اُسري به في ليلته ثمّ رجع فصلّى الصبح في المسجد الحرام.

ويظهر من الروايات وأكثر المفسّرين انّه اُسري به من دار اُمّ هانئ اُخت علي عليه السلام ، وكان نائماً في تلك الليلة في بيتها. فالمراد من قوله ( مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَ‌امِ ) مكّة المكرّمة ، وقال الحسن وقتادة انّ الاسراء كان من المسجد الحرام.

وقد كان الاسراء اوّلاً من مكّة إلى المسجد الأقصى ثمّ عرج به في نفس الليلة إلى السماوات حتّى بلغ سدرة المنتهى في السماء السابعة ، وكان ذلك في اليقظة لا في المنام.

والروايات في ذلك متواترة نذكر بعضها تيمّناً وتبرّكاً :

ـ عن الصادق عليه السلام قال : « أمير المؤمنين عليه السلام : وأمّا الردّ على من أنكر المعراج فقوله تعالى : ( وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ * فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ـ إلى قوله ـ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ) ، فسدرة المنتهى في السماء السابعة ، ثمّ قال سبحانه : ( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْ‌سَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّ‌سُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّ‌حْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ) [ الزخرف : 45 ] ، وانّما أمر تعالى رسوله ان يسأل الرسل في السماء ... .

ـ في الحديث عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : « لما اسري بي إلى السماء دخلت الجنّة ، فرأيت فيها قيعان ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب ولبنة من فضّة وربّما امسكوا ، فقلت لهم : ما بالكم قد أمسكتم ، فقالوا : حتّى تجيئنا النفقة ، فقلت : وما نفقتكم ، قالوا : قول المؤمن : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ، فإذا قال : بنينا وإذا سكت امسكنا ».

ـ عن الإمام الباقر عليه السلام قال : « لما اُسري برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى السماء فبلغ البيت المعمور وحضرت الصلاة فأذن جبرئيل وأقام فتقدّم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وصف الملائكة والنبيّون خلف محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ».

وفي الحديث المستفيض ـ المروي بطرق متعدّدة ـ عن الصادق عليه السلام : « كان النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يكثر تقبيل فاطمة ـ عليها السلام ـ فعاتبته على ذلك عائشة فقالت : يا رسول الله انّك تكثر بتقبيل فاطمة ، فقال لها : انّه لما عرج بي إلى السماء مرّ بي جبرئيل على شجرة طوبى فناولني من ثمرها فأكلته ، فحوّل الله ذلك ماء إلى ظهري ، فلمّا ان هبطت إلى الأرض واقعت خديجة ، فحملت بفاطمة ، فما قبلتها إلّا وجدت رائحة شجرة طوبى منها ».

ـ عن ابن عبّاس قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي عليه السلام : « يا علي أنت إمام المسلمين وأمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين حجّة الله بعدي على الخلق أجمعين وسيّد الوصيين ووصي سيّد النبيين ، يا علي انّه لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى ومنها إلى حجب النور وأكرمني ربّي جلّ جلاله بمناجاته ، قال لي : يا محمّد قلت لبّيك ربّي وسعديك تباركت وتعاليت ، قال : انّ عليّاً إمام أوليائي ونور لما أطاعني وهو الكلمة التي الزمتها المتيقّن ، من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني ، فبشّره بذلك ، فقال علي عليه السلام : يا رسول الله بلغ من قدري أنّي أذكر هناك ؟ فقال : نعم يا علي ، فاشكر ربّك ، فخرّ علي عليه السلام ساجداً شكر الله على ما أنعم عليه ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ارفع رأسك يا علي ، فانّ الله قد باهى بك ملائكته ».

ـ عن الصادق عليه السلام : « من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا : المعراج والمسائلة في القبر والشفاعة ».

ـ عن الصادق عليه السلام قال : « عرج بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى السماء مائة وعشرين مرّة ، ما من مرّة إلّا وقد أوصى الله عزّ وجلّ فيها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالولاية لعلي والأئمّة عليهم السلام أكثر ممّا أوصاه بالفرائض ».

ـ في كتاب المناقب للخوارزمي الحنفي عن عبدالله بن عمر قال : « سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد سئل بأيّ لغة خاطبك ربّك ليلة المعراج ، فقال : خاطبني بلغة علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ وألهمني أن قلت : يا رب أخاطبتني أنت أم علي ؟ فقال : يا أحمد أنا ليس شيء كالأشياء ولا اُقاس بالناس ولا اُوصف بالأشياء ، خلقتك من نوري وخلقت عليّاً من نورك فاطّلعت على سرائر قلبك فلم أجد إلى قلبك أحبّ من علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ فخاطبتك بلسانه كيما يطمئنّ قلبك ».

ـ في إرشاد القلوب عن كتاب كفاية الطالب للحاظ الكنجي الشافعي عن أنس بن مالك ، قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : « مررت ليلة اُسري بي إلى السماء وإذا أنا بملك جالس على منبر من نور والملائكة تحدق به ، فقلت : يا جبرئيل من هذا الملك ؟ فقال : ادن منه ، فسلّم عليه ، فدنوت منه وسلّمت عليه ، فإذا أنا بأخي وابن عمّي علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ، فقلت : يا جبرئيل سبقني علي بن أبي طالب إلى السماء الرابعة ؟ فقال : لا يا محمّد ولكن الملائكة شكت حبّها لعليّ فخلق الله هذا الملك من نور علي وعلى صورة علي فالملائكة تزوره في كلّ ليلة جمعة سعبين مرّة ويسبّحون الله ويقدّسونه ويهدون ثوابه لمحبّ علي ـ عليه السلام ـ ».