السؤال :
نودّ أن نعرف هل أنّ الصابئة من أهل الكتاب ؟ مع بعض التفاصيل في الأدلة.
الجواب :
ذهب السيّد الخوئي قدّس سرّه إلى كونهم من أهل الكتاب ، واستدلّ عليه بقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) [ البقرة : 62 ].
وقريب منها قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) [ المائدة : 69 ].
وكذا قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) [ الحج : 17 ]. فإنّ ظاهر هذه الآية وجود ثلاثة طوائف يفصل بينها يوم القيامة وهم :
1 ـ المؤمنون.
2 ـ أهل الكتاب.
3 ـ المشركون.
وذكرت الآية أربعة مصاديق لأهل الكتاب ، واحد منها : « الصابئة ».
التعليقات
1 ـ ينحصر الوصول إلى الهداية في التمسّك بالقرآن والعترة الطاهرة.
2 ـ لا يكفي القرآن الكريم للوصول إلى الهداية بل لابدّ من التمسّك بالقرآن والعترة ويترتّب على ذلك بطلان قول من قال : « حسبنا كتاب الله ». وهذا أمر واضح حيث انّ القرآن الكريم فيه المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ والعام والخاصّ والمجمل والمبين فلابد من تمييز ذلك ولا يتحقّق إلّا بالتمسّك بالعترة الطاهرة والأخذ منهم.
3 ـ السنّة النبويّة الشريفة ينحصر الوصول إليها في الروايات الصادرة من العترة الطاهرة أيّ الأئمّة المعصومين من ذريّة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولأجل ذلك أمر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالتمسّك بالقرآن والعترة كليهما.
4 ـ العترة معصومون كالقرآن الكريم.
5 ـ يجب إطاعة العترة الطاهرة كما وجب إطاعة القرآن الكريم.
6 ـ المقصود من اولي الأمر في قوله تعالى : ( أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) هم الأئمّة من العترة الطاهرة ولو كانت إطاعة غيرهم واجبة لأمر النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم بالتمسّك به أيضاً لكن في حديث الثقلين حصر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم طريق الوصول إلى الهداية في التمسّك بالقرآن والعترة فقط دون غيرهم.
7 ـ يدلّ الحديث على انّه لابدّ من وجود إمام معصوم من العترة الطاهرة في كلّ زمان لكي يتمسّك به المسلمون لأنّه لو فرض عدم وجود إمام معصوم ، من العترة الطاهرة في زمان لحصل الافتراق بين الكتاب ـ القرآن ـ والعترة مع انّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « وانّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ». ثمّ انّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلم قال : « مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها فقد نجي ومن تركها فقد هوى ». فالسنّة الصحيحة الحقيقيّة لابدّ أن تؤخذ من الأئمّة المعصومين من أهل البيت عليهم السلام ، وهذا هو قول الشاعر :
إذا شئت ان تبغي لنفسك مذهبا * ينجيك يوم الحشر من لهب النار
فدع عنك قول الشافعي وما لك * واحمد والمنقول من كعب أحبار
ووال اُناساً قولهم وحديثهم * روى جدّنا عن جبرئيل عن الباري
ومن جميع ذلك ظهر بطلان قول المخالفين للشيعة بأنّهم أهل السنّة والجماعة لأنّهم تركوا خط أهل البيت ومنهجهم وأخذوا السنّة من غيرهم.
راجع بهذا الصدد كتاب « الشيعة هم أهل السنّة » وكتاب « وركبت السفينة » وكتاب « ثم اهتديت ».
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة