هل قتلة الحسين عليه السلام كانوا هم الشيعة لا بني أميّة ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

إنّ قتلة أبي عبد الله الحسين عليه السلام هم الشيعة لا بني أمية ، وهذا ممّا تركز عليه اليوم الفئات الضالة كالوهابيّة والسلفيّة.

ما القول السديد في الإجابة عن هذه الشبهة ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حسين مني وأنا من حسين

الجواب :

في كثير من الكلمات اسناد قتل سيد الشهداء عليه السلام إلى أهل الكوفة ، وأنّهم شيعة أمير المؤمنين عليه السلام ، وهذا تزوير للحقائق ؛ لأنّ مدينة الكوفة لم يكن الغالب عليها الشيعة إلى أواخر القرن الثالث فضلاً عن عهد أمير المؤمنين وزمن واقعة الطف ، ولذلك تجد في كتب التاريخ حين نهض المختار في الكوفة للانتقام لسيّد الشهداء وما جرى في الطف ، كان غالب أحياء الكوفة ممّن يوالى بني أميّة وهواهم من العثمانية ، فوجد صعوبة كبيرة جدّاً في السيطرة على الكوفة (1).

أليس قد نهى أمير المؤمنين عن صلاة التراويح في مسجد الكوفة بتوسط ابنه الحسن المجتبى عليه السلام ، فتصايح الناس في مسجد الكوفة : وا سُنّة عمراه (2).

وقد قال علي عليه السلام في أحد كلماته أنّه لو نهى عن ما ابتدعه من كان قبله من الخلفاء من سنن خالفوا فيها سُنّة الرسول لتفرق عنه جنده (3).

وهناك الكثير من الشواهد الدالّة على هذة الحقيقة ، حتّى أنّ أحد أحياء الكوفة كانت تقطنه قبائل من أهل الشام.

والغريب من الوهابيّة والسلفيّة أنّهم يذكرون في كتبهم أنّ الكوفة بقيت إلى زمن متأخّر على مذهب سُنّة الجماعة ، فكيف يكونون من الشيعة ؟ !

الهوامش

1. راجع :

مقتل الحسين عليه السلام « لأبي مخنف الأزدي » / الصفحة : 329 / الناشر : المطبعة العلميّة.

مقتل الحسين عليه السلام « للموفق الخوارزمي » / المجلّد : 2 / الصفحة : 242 ـ 245 / الناشر : أنوار الهدى / الطبعة : 2.

2. تهذيب الأحكام « للشيخ الطوسي » / المجلّد : 3 / الصفحة : 70 / الناشر : دار الكتب الإسلاميّة / الطبعة : 4 :

علي بن الحسن بن فضال عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد المدائني عن مصدق بن صدقة عن عمار بن ابي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن الصلاة في رمضان في المساجد قال : لما قدم أمير المؤمنين عليه السلام الكوفة أمر الحسن بن علي عليه السلام أن ينادي في الناس لا صلاة في شهر رمضان في المساجد جماعة ، فنادى في الناس الحسن بن علي عليه السلام بما أمره به أمير المؤمنين عليه السلام فلما سمع الناس مقالة الحسن بن علي صاحوا واعمراه واعمراه فلما رجع الحسن الى أمير المؤمنين عليه السلام قال له : ما هذا الصوت ؟ فقال : يا أمير المؤمنين الناس يصيحون : واعمراه واعمراه ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : قل لهم صلوا.

3. الكافي « للشيخ الكليني » / المجلّد : 8 / الصفحة : 59 / الناشر : دار الكتب الإسلاميّة / الطبعة : 5 :

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :

إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : كيف أنتم إذا لبستكم فتنةٌ يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير ، يجري الناس عليها ويتّخذونها سنّة فإذا غيّر منها شيء قيل : قد غيّرت السنّة وقد أتى الناس منكراً ثمَّ تشتدُّ البليّة وتسبى الذرّية وتدقّهم الفتنة كما تدقّ النار الحطب وكما تدقّ الرحا بثفالها ويتفقّهون لغير الله ويتعلّمون لغير العمل ويطلبون الدُّنيا بأعمال الآخرة. ثمَّ أقبل بوجهه وحوله ناس من أهل بيته وخاصّته وشيعته فقال : قد عملت الولاة قبلي أعمالاً خالفوا فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله متعمّدين لخلافه ، ناقضين لعهده مفسِّرين لسنته ولو حملت النّاس على تركها وحوَّلتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله لتفرّق عني جندي حتّى أبقي وحدي أو قليل من شيعتي الّذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عزَّ وجلَّ وسنة رسول الله صلّى الله عليه وآله ...

 
 

التعليقات   

 
+2 # وحدة 2015-10-28 00:43
يشير الامام الصادق عليه السلام ((تاسوعا يوم حوصر فيه الحسين عليه السلام واصحابه بكربلاء واجتمع عليه خيل اهل الشام واناخوا عليه. وفرح ابن مرجانه وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها ) بحار الانوار – العلامة المجلسي ج45 / صفحة 95
وقال الامام الصادق عليه السلام عندما دخل عليه عبد الله بن الوليد في جمع من اهل العراق فقال لهم (( ممن انتم ؟ قلنا من اهل الكوفة . قال مامن البلدان اكثر محبا لنا من اهل الكوفة لاسيما هذه العصابة ، ان الله هداكم لامر جهله الناس فاحببتمونا وابغضنا الناس وبايعتمونا وخالفنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس ، فاحياكم الله محيانا واماتكم مماتنا)) الامالي الشيخ الطوسي – صفحة 144
وعن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل نقتبس منه موضع الحاجة: (يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيراً كثيراً، وإنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان، مستقلون مقهورون ممتحنون يصب عليكم البلاء صباً، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم...).
وهناك الكثير من الروايات التي تمدح في الكوفة واهل العراق الشيعة ولكن اهل السنة ينتقون ما يخص شيعة ال ابي سفيان ويتأكلوننا به. ويعيدون كلام معاوية والحجاج من بعده في وصف الشيعة بأهل الشقاق والنفاق وهي جملة امير المؤمنين عليه السلام في اعدائه من بني امية والخوارج.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

الإمام الحسين عليه السلام

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية