لماذا اللطم على الحسين عليه السلام أكثر من اللطم على سائر الأئمّة عليهم السلام ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

هل لي بجواب أكمل به معلوماتي حول من استشكل انّنا نفضل الامام الحسين ونعطيه درجة أعلى من الامام علي عليهما أفضل الصلاة والسلام ؟ لماذا نسمّي حسينيّات ولم نسمّى عليّات ؟ ولماذا اللطم على الحسين عليه السلام أظهر وأكثر من اللطم على الإمام علي عليه السلام ؟

الجواب :

سبب كثرة ذكر الشيعة لسيّد الشهداء عليه السلام هو أمر النبي صلّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام بذلك في الروايات المستفيضة بل المتواترة ، فقد أكّدوا بإقامة العزاء على مصيبته التي هي من أفجع وأقرح المصائب التي تعتضّ الوجدان وتنغّص العيش (1) ، فالبشاعة الشرسة التي انتهكت بها حرمة رسول الله صلّى الله عليه وآله في سبطه وريحانته من الدنيا وسيّد شباب أهل الجنّة ، فمصيبة الحسين عليه السلام مصيبة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ومصيبة أمير المؤمنين وسيّدة النساء والحسن المجتبى.

ففي قتل الحسين عليه السلام وولده وأهل بيته وأصحابه وسبي نسائه انتهكت حرمة القرآن الذي جعل من الحسين عليه السلام حجّة لحقّانية دين الإسلام ، وصدق النبوّة إلى يوم القيامة في قوله تعالى : ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (2) ، فقد أمر الله تعالى نبيّه بالاحتجاج بمباهلة الحسين عليه السلام وأصحاب الكساء دون الصحابة ودون زوجات النبي صلّى الله عليه وآله ، مع أنّ الحسين حين المباهلة لم يتجاوز بضع سنين من نشأته المباركة ، فجعل الله تعالى الحسين يتحمّل مسؤوليّة اقامة الحجّة على حقّانيّة الدين وصدق النبوّة ، وكذلك آية التطهير (3) ، وكذلك سورة هل أتى (4) ، وغيرها من السور.

فمثل هذه الشخصيّة في الدين التي يرسم مقامه القرآن الكريم وكلام الله الحكيم ، انتهاك حرمته انتهاك لحرمة الله تعالى ولحرمة القرآن ولحرمة الرسول صلّى الله عليه وآله ؛ إذ قال صلّى الله عليه وآله :

حسين مني وانا من حسين (5).

الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا (6).

ابناي هذانِ إِمامانِ قاما أو قعدا (7).

الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة (8).

وغيرها من الأحاديث العظيمة النبويّة التي توضح موقعيّة الحسين في الدين.

وسبي نساء الحسين عليه السلام وهنّ بنات النبي صلّى الله عليه وآله ، فتصوّر ـ بالله عليك ـ ممّن يدّعون الانتماء إلى دين النبي كيف يرتكبون العظائم في حقّ سيّد الرسل صلّى الله عليه وآله ، فذكر مصيبة الحسين ذكر مصيبة النبي وجميع أهل بيته.

هذا مضافاً إلى أنّ واقعة كربلاء واستشهاده عليه السلام قد كشفت القناع عن زيغ السقيفة التي أدّت إلى تسلّط بني اُميّة على رقاب المسلمين ، وإلى لعب مثل يزيد الفسق والمجون بمقدرات الدين والمسلمين ، فالشعائر الحسينيّة نبراس لحقّ أهل البيت في الإمامة ، وإحياء للتمسّك بالثقلين المأمور بهما.

الهوامش

1. راجع كامل الزيارات « لابن قولويه » الصفحة : 201 ـ 212 / الناشر : مؤسسة نشر الفقاهة / الطبعة : 1.

2. آل عمران : 61.

3. الأحزاب : 33 :

إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا

4. سورة الإنسان

5. كامل الزيارات « لابن قولويه القمي » / الصفحة : 116 / الناشر : مكتبة الصدوق.

6. أسد الغابة « لابن الأثير » / المجلّد : 1 / الصفحة : 497 / الناشر : دار الفكر / الطبعة : 1.

7. الإرشاد « للشيخ المفيد » / المجلّد : 2 / الصفحة : 30 / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / الطبعة : 1.

8. من لا يحضره الفقيه « للشيخ الصدوق » / المجلّد : 4 / الصفحة : 179 / الناشر : مؤسسة النشر الاسلامي / الطبعة : 2.

 
 

أضف تعليق

إقامة الشعائر

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية