مصادر الخطبة الشقشقية من أهل السنّة

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال : سؤالي حول خطبة أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه المسماة « الخطبة الشقشقيّة » التي ورد فيها : « أما والله لقد تقمّصها ابن أبي قحافة ، وإنّه ليعلم أنّ محلي منها محل القطب من الرحى ... » هل لها مستند من مصادر السنّة ، وما هي هذه المصادر بالتفصيل ؟

الجواب : كما تعرفون ، فإنّ مصادر السنيين الأساسيّة مثل الصحاح الستّة ، تتجنّب رواية أيّ شيء يتعلّق بإثبات حقّ أمير المؤمنين عليه السلام ، حتّى عن لسانه !! ولذا لا نتوقّع أن يرووا مثل خطبته الشقشقيّة الصريحة بإدانة أبي بكر وعمر ، وإن كان فلتت منهم بعض الروايات التي سجلت حقيقة موقف أمير المؤمنين عليه السلام من أبي بكر وعمر ، كالذي رواه مسلم من شهادة عمر بأنّ عليّاً عليه السلام والعبّاس قالا له ولأبي بكر : « إنكما غادران خائنان آثمان !! ». أمّا المصادر الأخرى للسنّة فتجد فيها ما يثبت صدور هذه الخطبة عن أمير المؤمنين عليه السلام ، كالذي ذكره ابن سلام في غريب الحديث ، وابن الاثير في النهاية قال : ومنه حديث علي في خطبة له : « تلك شقشقة هدرت ، ثم قرّت ».

وقد تتبّع ذلك الشيخ الأميني رحمه الله في الغدير : 7 / 82 ، وج 4 / 197 ، و الشيخ المحمودي في نهج السعادة : 2 / 512 ... جزاهما الله خيراً ...

ـ قال الشيخ الأميني رحمه الله في الغدير 7 / 82 حول هذه الخطبة : « هذه الخطبة تسمّى بالشقشقيّة ، وقد كثر الكلام حولها ، فأثبتها مهرة الفن من الفريقين ، ورأوها من خطب مولانا أمير المؤمنين الثابتة التي لا مغمز فيها ، فلا يُسمع إذن قول الجاهل بأنّها من كلام الشريف الرضي ، وقد رواها غير واحد في القرون الأولى قبل أن تنعقد للرضي نطفته ، كما جاءت بإسناد معاصريه والمتأخّرين عنه من غير طريقه ، وإليك اُمّة من اُؤلئك :

1 ـ الحافظ يحيي بن عبد الحميد الحماني ، المتوفّى 228 ، كما في طريق الجلودي في العلل والمعاني.

2 ـ أبو جعفر دعبل الخزاعي ، المتوفّى 246 ، رواها بإسناده عن ابن عبّاس ، كما في أمالي شيخ الطائفة / 237 ، ورواها عنه أخوه أبو الحسن علي.

3 ـ أبو جعفر أحمد بن محمّد البرقي ، المتوفّى 274 / 80 ، كما في علل الشرائع.

4 ـ أبو علي الجبائي شيخ المعتزلة ، المتوفّى 303 ، كما في الفرقة الناجية للشيخ إبراهيم القطيفي ، والبحار للعلّامة المجلسي 8 : 161.

5 ـ وجدت بخطّ قديم عليه كتابة الوزير أبي الحسن علي بن الفرات ، المتوفّى 312 ، كما في شرح ابن ميثم.

6 ـ أبو القاسم البلخي أحد مشايخ المعتزلة ، المتوفّى 317 ، كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 / 69.

7 ـ أبو أحمد عبد العزيز الجلودي البصري ، المتوفّى 332 ، كما في معاني الأخبار.

8 ـ أبو جعفر ابن قبة تلميذ أبي القاسم البلخي المذكور ، رواها في كتابه [ الإنصاف ] كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 69 وشرح ابن ميثم.

9 ـ الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني ، المتوفّى 360 ، كما في طريق القطب الراوندي في شرح نهج البلاغة.

10 ـ أبو جعفر ابن بابويه القمي ، المتوفّى 381 ، في كتابيه : علل الشرائع ومعاني الأخبار.

11 ـ أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري ، المتوفّى 382 ، حكى عنه شيخنا الصدوق شرح الخطبة في معاني الأخبار والعلل.

« لفت نظر » : عدّه السيّد العلّامة الشهرستاني في : ـ ما هو نهج البلاغة ـ / 22 ، ممّن روى الشقشقيّة ، فأرخ وفاته بسنة 395 ، وذكره في/ 23 فقال : « من أبناء القرن الثالث. لا يتمّ هذا ولا يصحّ ذاك ، وقد خفي عليه أنّ الحسن بن عبد الله العسكري راوي الشقشقية هو : أبو أحمد صاحب كتاب الزواجر ، وقد توفّي سنة 382 وولد 293 ، وحسبه أبا هلال الحسن بن عبد الله العسكري صاحب كتاب « الأوائل » تلميذ أبي أحمد العسكري ، والتاريخ الذي ذكره تاريخ فراغه من كتابه « الأوائل » لا تاريخ وفاته ». توجد ترجمة كلا الحسنين العسكريين في : معجم الاُدباء 8 : 233 ـ 268 ، وبغية الوعاة / 221.

12 ـ أبو عبد الله المفيد ، المتوفّى 412 ، اُستاذ الشريف الرضي ، رواها في كتابه «  الإرشاد  » / 135.

13 ـ القاضي عبد الجبار المعتزلي ، المتوفّى 415 : ذكر في كتابه « المغنى » تأويل بعض جمل الخطبة ومنع دلالتها على الطعن في خلافة من تقدم على أمير المؤمنين من دون أيّ إيعاز إلى الغمز في إسنادها.

14 ـ الحافظ أبو بكر ابن مردويه ، المتوفّى 416 ، كما في طريق الراوندي في شرح النهج.

15 ـ الوزير أبو سعيد الآبي ، المتوفّى 422 ، في كتابه : « نثر الدرر ونزهة الأديب ».

16 ـ الشريف المرتضى أخو الشريف الرضي الأكبر ، توفّي سنة 436 ، ذكر جملة منها في الشافي / 203 فقال : مشهور. وذكر صدرها في / 204 فقال : معروف.

17 ـ شيخ الطائفة الطوسي ، المتوفّى 460 ، رواها في أماليه / 327 عن السيّد أبي الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفار ، المترجم في مستدرك العلّامة النوري 3 : 509 من طريق الخزاعيين. وفي تلخيص الشافي.

18 ـ أبو الفضل الميداني ، المتوفّى 518 ، في مجمع الأمثال / 383 ، قال : «  ولأمير المؤمنين علي رضي الله عنه خطبة تعرف بالشقشقيّة ؛ لأنّ ابن عباس رضي الله عنهما قال : « له حين قطع كلامه : يا أمير المؤمنين ! لو اطردت مقالتك من حيث أفضيت. فقال : هيهات يا بن عبّاس ! تلك شقشقة هدرت ثمّ قرّت » ».

19 ـ أبو محمّد عبد الله بن أحمد البغدادي ، الشهير بابن الخشّاب ، المتوفّى 567 ، قرأها عليه أبو الخير مصدق الواسطي النحوي ، وسيوافيك بعيد هذا كلامه فيها.

20 ـ أبو الحسن قطب الدين الراوندي ، المتوفّى 573 ، رواها في شرح نهج البلاغة من طريق الحافظين : ابن مردويه ، والطبراني.

« وقال : أقول : وجدتها في موضعين تاريخهما قبل مولد الرضي بمدة : أحدهما : أنّها مضمنة كتاب « الانصاف » لأبي جعفر ابن قبة ، تلميذ أبي القاسم الكعبي أحد شيوخ المعتزلة ، وكانت وفاته قبل مولد الرضي. الثاني : وجدتها بنسخة عليها خطّ الوزير أبي الحسن علي بن محمّد بن الفرات ، وكان وزير المقتدر بالله ، وذلك قبل مولد الرضي بنيف وستين سنة ، والذي يغلب على ظنّي أنّ تلك النسخة كانت كتبت قبل وجود ابن الفرات بمدّة ».

21 ـ أبو منصور الطبرسي ، أحد مشايخ ابن شهر اشوب ـ المتوفّى 588 ـ في كتابه « الاحتجاج » / 95 ، فقال : « روى جماعة من أهل النقل من طرق مختلفة عن ابن عبّاس ».

22 ـ أبو الخير مصدق بن شبيب الصلحي النحوي ، المتوفّى 605 ، قرأها على أبي محمّد ابن الخشّاب وقال : « لما قرأت هذه الخطبة على شيخي أبي محمّد ابن الخشاب ... ».

23 ـ مجد الدين أبو السعادات ابن الأثير الجزري ، المتوفّى 606 ، أوعز إليها في كلمة « شقشق » في النهاية : 2 : 294 ، فقال : «  ومنه حديث علي في خطبة له : « تلك شقشقة هدرت ثمّ قرت » ».

24 ـ أبو المظفر سبط ابن الجوزي ، المتوفّى 654 ، في تذكرته / 73 ، من طريق شيخه أبي القاسم النفيس الأنباري باسناده عن ابن عبّاس ، فقال : « تعرف بالشقشقيّة ، ذكر بعضها صاحب نهج البلاغة وأخل بالبعض ، وقد أتيت بها مستوفاة. ثمّ ذكرها مع اختلاف ألفاظها ».

25 ـ عزّ الدين ابن أبي الحديد المعتزلي ، المتوفّى 655 ، قال في شرح النهج 1 : 69 : « قلت : وقد وجدت أنا كثيراً من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي ، إمام البغداديين من المعتزلة ، وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدّة طويلة. ووجدت أيضاً كثيراً منها في كتاب أبي جعفر ابن قبة ، أحد متكلمي الإمامية ، وهو الكتاب المشهور بكتاب « الانصاف » ، وكان أبو جعفر هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالى ، ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي رحمه الله تعالى موجوداً ».

26 ـ كمال الدين ابن ميثم البحراني ، المتوفّى 679 : « حكاها عن نسخة قديمة عليها خط الوزير علي بن الفرات ، المتوفّى 312 ، وعن كتاب « الانصاف » لابن قبة ، وذكر كلمة ابن الخشاب المذكورة ، وقراءة أبي الخير إياها عليه ».

27 ـ أبو الفضل جمال الدين ابن منظور الأفريقي المصري ، المتوفّى 711 ، قال في مادة « شقشق » من كتابه « لسان العرب » : 12 : 53 ، « وفي حديث علي رضوان الله عليه في خطبة له : « تلك شقشقة هدرت ثمّ قرت » ».

28 ـ مجد الدين الفيروزآبادي ، المتوفّى 816 / 17 ، أوعز إليها في القاموس : 3 : 253 ، قال : «  والخطبة الشقشقية العلوية ؛ لقوله لابن عباس ـ لما قال له :« لو اطردت مقالتك من حيث أفضيت ـ : يا بن عباس ! هيهات تلك شقشقة هدرت ثمّ قرت » » .

ـ وقال الشيخ المحمودي في نهج السعادة : 2 / 512 : « ليُعلم أنّ الخطبة الشريفة قد رواها جماعة كثيرة من علماء السنّة والإماميّة ، ومن عجائب الدهر أنّه مع كثرة الدواعي على إخفاء أمثال هذا الكلام ، واستقرار ديدنهم على تغطيته وستره ، وتمزيق أصله وإحراق مصادره ، ومع ذلك كلّه قد تجلّى في اُفق كتب كثير من أهل الإنصاف من علماء أهل السنّة ، وتلألأ بدره التام بحيث ينفذ شعاعه في حاسة العميان فضلاً عن أهل البصائر والضمائر ... ».

فرواها الحافظان : ابن مردويه ، والطبراني ـ كما يأتي ـ.

ورواها ابن الخشاب عبد الله بن أحمد ، واعترف بأنّها من كلام أمير المؤمنين عليه السلام وأنّه وجدها في كتب العلماء وأهل الأدب بخطوطهم قبل أن يُخلق الرضي بمائتي سنة ، كما ذكره عنه ابن أبي الحديد في شرح الخطبة.

وكذلك ذكر ابن أبي الحديد في الشرح : 1 / 69 ، أنّه وجد كثيراً من ألفاظ الخطبة في تصانيف إمام البغداديين من المعتزلة الشيخ أبي القاسم البلخي.

وأيضاً رواها سبط ابن الجوزي يوسف بن قزغلي الحنفي في أوّل الباب السادس من كتاب تذكرة الخواص / 133 ، عن شيخه أبي القاسم النفيس الأنباري ، ثمّ ذكر الخطبة بما يستفاد منه تعدّد الطرق لها.

ورواها أيضاً الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، المتوفّي عام 382 ، كما رواها عنه الشيخ الصدوق في علل الشرائع ومعاني الأخبار ، وكذلك العلّامة الحلي في المطلب الخامس من كتاب كشف الحق : 2 / 40 ، وكذلك نقلها عنه في المقدّمة الثالثة من كتاب الدرجات الرفيعة / 37.

ورواها أيضاً أبو علي الجبائي وأبو هلال العسكري الحسن بن عبد الله بن سهل ، المتوفّي بعد سنة 395 ، في كتاب الأوائل ، كما نقل عنه في إحقاق الحقّ ، نقلاً عن هدية الأحباب.

وكثيراً منها ذكره الأدباء واللغويّون ؛ فذكر قطعا منها في مادة : « جذ » و «  حذ » و « حضن » و « نفج » و « نفخ » و « شقشق » من القاموس ، ولسان العرب ، وتاج العروس ، ومجمع الأمثال : / 169.

وقطعاً كثيرة منها ذكرها ابن الأثير في النهاية ؛ فانظر منه المواد التالية : « جذ » و « حذ » و « حضن » و « نفج » و « نفخ » و « نثل » و « خضم » و « شقشق » و « عفط » و « حلأ » و « سفف » و « شنق ».

وقال الفيروزآبادي في مادة : « شقق » من كتاب القاموس : والخطبة الشقشقية العلوية ؛ لقوله لابن عباس ـ لما قال له : « لو اطردت مقالتك من حيث أفضيت ـ : يا بن عباس هيهات تلك شقشقة هدرت ثمّ قرت !!! ».

وقال في باب الاستعانة من الجزء الثالث من كتاب تحرير التحبير / 383 : « وأمّا الناثر فإن أتى في أثناء نثره ببيت لنفسه سمّى ذلك : تشهيراً ، وإن كان البيت لغيره سُمّي : استعانة ، كقول علي عليه السلام في خطبته المعروفة بالشقشقيّة : ـ فيا عجبا ـ بينا هو يستقيلها في حياته ، إذ عقدها لآخر بعد وفاته ـ ثمّ قال  ـ :

شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان أخي جابـــــــر

فهذا البيت للأعشى ، استعان به علي عليه السلام كما ترى ».

أقول : وللعلّامة الأميني رحمه الله في الغدير : : 7 / 80 كلام وفيه فوائد.

    «»

 

التعليقات   

 
+1 # انسان يفكر ويطلب دليل 2022-06-28 16:23
الخطبة الشقشقية رواها عكرمة والكتب الشيعه تأخذها من عكرمها فإن حاول الشيعه اسقاط عكرمه فلقد اسقطتت الخطبة الشقشقية وهنا الخطبه المزكورة في المقاله كعادة الشيعه يوجد بها تحريف وتدنيس
ورأيت قول لكاتب المقال وهو يقول في شرحه ولقد زكر كمثل ان سيدنا علي قال كاذبان اثمان وهاذ كذب فمن يقراء الرواية سوف يجد ان سبدنا عمر يقول عن نفسه هل وجدتماني كاذب اثم ويىد عن نفسه لا والله انا صادق
ولقد ذهب اليه سبدنا علي ليسأله عن هل الانبياء يورثو او لا وهاذا يبين علمه رضي الله عنه فقال لسيدنا علي ان تأخذها فخذها او اتركها وهي لك
وقبل سيدنا عمر بما قاله وتأكد منه ان الانبياء لا يورثو الا العلم وهاذه مقوله معروفه عند الشيعه كذلك
فلا تمذب وتدنس وتحرف ايه الكاتب فكل كلمه انت محاسب عليها مءهبك الشيعي الرافض للحق لا تستطيع ان تثبته لا في القران ولا الحديث الصحيح مهما كذبت ودنست وحرفت فهداك الله والاخوة الشيعة للحق والعقل السليم
انا اتحدا ان تأتي بأية عن عصمة الاثنى عشر امام او عن تنصيلهم كولاة في القىان او ان الولاية ركن من الاسلام فالصيام والصلاة والزكاة والحج والشهادة زكرت في القران ام الولاية لن تزكر
واتحداك اانت واي شيعي ان يأتي برواية صخيحه يقول فيها سيدنا علي او الحسن او الحسين انعم اولياء او أئمة من اثنى عسر امام او معصومين او علماء غيب او يتحكمو بالكون فكيف تقول كلام عن ناس هم لم ينسبوه لهم بنفسهم
ولا تنسى ان سيدنا علي كان يريد الزواج من ابنة ابي جهل فغضبت سيدتنا فاطمه وذهبت واشتكته على الرسول فذهب اليه وقال قم ابا تراب الا تعلم ان من اغضب فاطمه اغضبني ومن اغضبني اغضب الله .... ولاكن نحن اهل السنه لانقول الا انه غضب الحمو اب الزوجة على زوج ابنته
كفاكم كذب وتدنيس
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
-1 # االسيّد جعفر علم الهدى 2022-10-10 00:10
أوّلاً : أتحدّاك أن تأتي بآية تدلّ على ركعات الصلوات اليوميّة ، بل حتّى أوقاتها ، وأتحدّاك أن تأتي بآية تدلّ اعتبار النصاب في الزكاة ، ومقدار الزكاة ، والموارد التي يجب فيها الزكاة.
وأتحدّاك أن تأتي بآية تدلّ على صلاة التراويح بهذه الكيفيّة في ليالي شهر رمضان ، وهكذا في المئات من الأحكام الشرعيّة الإلهيّة من الواجبات والمحرّمات.
فان هذه الأحكام ثبتت بالسنّة النبويّة ، وقد صرّح القرآن الكريم بلزوم الأخذ بها :
( مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) [ الحشر : 7 ].
( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ) [ النساء : 80 ].
( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) [ النساء : 59 ].
فالقرآن بما انّه كتاب هداية وإرشاد فلا يعقل ان يكون فيه كلّ الأحكام والمعارف الإلهيّة وتفاصيلها ، حيث يستلزم ان يكون مئات الأجزاء ، ولا يكون في متناول يد المسلمين لكي يهتدوا به ، ولذلك أوكل الله تفاصيل العقائد والأحكام الإلهيّة والتشريعات الدينيّة إلى النبي صلّى الله عليه وآله.
والنبي صلّى الله عليه وآله أكّد في مواطن كثيرة على ولاية علي وإمامته وخلافته من بعده ، والعجيب أنّك لم تقرأ حتّى كتب أهل السنّة :
فحديث الغدير وقول رسول الله صلّى الله عليه وآله : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » حديث متواتر ، رواه أكثر من مائة صحابي ، فراجع الجزء الأوّل من كتاب « الغدير للشيخ الأميني » ، لكي تطلع على اسناد هذا الحديث من طرق علماء أهل السنّة ، وتطلع على دلالة الحديث الشريف.
وهكذا قال النبي صلّى الله عليه وآله : « علي منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا انّه لا نبي بعدي ».
وقال : « أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب ».
ثانياً : يوجد في القرآن آيات كثيرة تتعرّض لمسألة الإمامة عموماً وخصوصاً :
أ. ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) [ البقرة : 124 ].
فالله تعالى أعطى مقام الإمامة لإبراهيم بعد ان كان نبيّاً رسولاً ، فابتلاه وامتحنه وأعطاه الإمامة ، وهذه الآية تدلّ على بطلان إمامة الخلفاء ، لأنّ الله يقول : ( لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) أيّ الخلافة وإمامة الظالمين. وقد صحّ انّ الخلفاء كانوا مشركين والمشرك ظالم لنفسه ، وظالم بالنسبة إلى خالقه.
ب. ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) [ المائدة : 55 ].
نزلت في علي بن أبي طالب باتّفاق الروايات والمفسّرين ، وقد أعطاه الله مقام ولاية نفسه ورسوله.
ج. ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) [ المائدة : 67 ].
وقد امتثل النبي صلّى الله عليه وآله أمر الله ، فجمع المسلمين في غدير خم وأعلن عن ولاية علي عليه السلام على رؤوس الاشهاد بقوله : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه ».
إلى غير ذلك من الآيات.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
# ثامر 2018-10-20 18:18
خطبة الشقيقة سلام عليكم سوال شنو مقصود ابن ميثم البحراني في شرح النهح البلاغة زيل خطبة الشقيقة يقول ان كل واحد من الفريقين المذكورين خا رج من العدل اما المدعون لتواتر هذه الالفاظ من الشيعة فانهم في طرف الافراط واما.... شكرالكم
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+4 -1 # السيد جعفر علم الهدى 2018-12-14 17:08
لعلّ مراده أن بعض أهل السنّة ينكرون هذه الخطبة وصدورها عن أمير المؤمنين ، وقد صرح بعضهم بأنّها من نفس السيّد الرضي مؤلّف نهج البلاغة.
وفي قبال ذلك قال بعض علماء الشيعة بأن هذه الخطبة ثبت بالتواتر القطعي أنّها من كلام أمير المؤمنين عليه السلام ، لكن الصحيح القول بأن الخطبة قد ثبت بالدليل انّها صادرة عن أمير المؤمنين عليه السلام ، لكن ليس بنحو التواتراللفظي ، اذ يعتبر في التواتر ان يكون عدد الرواة في كلّ طبقه بمقدار يقطع بعدم اجتماعهم على الكذب ، وبناء على ذلك لابدّ أن نأخذ بالحدّ الوسط بين القولين ، فنقول بصحّة الخطبة وصدورها من أمير المؤمنين عليه السلام لقيام الحجّة الشرعيّة ، وهي الروايات المتضافرة التي يقارنها الكثير من الشواهد والقرائن على صحّة نسبتها إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، خصوصاً وجودها أو وجود فقرات منها في الكتب المعتبرة ، واستشهاد اللغويين ببعض الألفاظ الموجودة في هذه الخطبة وايعازهم الى صحّة نسبتها الى أمير المؤمنين عليه السلام.
وقد ذكرت هذه الخطبة في الكتب التي المؤلّفة من قبل علماء توفّوا قبل ان يولد السيّد الرضي رحمه الله ، فالخطبة مقطوع بصدورها ، لكن معذلك لا تكون من قبيل الخبر المتواتر اللفظي بحسب الاصطلاح الحديثي.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+3 # حسان ابو زيد 2013-09-21 00:03
السلام عليكم اقت كتبت مفصلا على كلام الشيخ الكوراني باسانيد الشقشقيه ولكن لن تصل بسبب تحديث الارقام التى غير واضحه وانا اطالب الشيخ ان يعطينا سند صحيح من كتب الشيعه وليترك اسانييد السنه وقد تتبعت اسانيد الشيعه وكلها لا تصح ابدا فالخطبه مكذوبه على الامام ولا يعتد بها لابد من سند صحيح لانه الدين والسلام
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+1 # محمد يوسف 2018-03-30 07:34
اذا كانت الخطبة رقم 03 في نهج البلاغة منسوبة الى الامام علي رضي الله عنه فانه قال في موضع اخر من كلامه عن مبايعته عندما يخاطب طلحة والزبير بقوله لقد بايعني القوم الذين بايعوا ابا بكر وعمر....................
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+6 # السيد جعفر علم الهدى 2015-01-09 03:56
أولاً : قد سئل الشيخ الكوراني حفظه الله عن أسانيد أهل السنّة وقد أجاب عن ذلك ولم يكن بصدد ذكر أسانيد الشيعة ولا الاستدلال على صحّة الخطبة وصدورها من المعصوم عليه السلام بطرق أهل السنّة ولوسئل الشيخ عن صحّة الخطبة على مسلك الشيعة لأجاب بأنّ صحّتها مقطوع بها ومتسالم عليها عند الشيعة ولا حاجة إلى صحّة السند ـ ووثاقة كل الرواة ـ لإثبات صحة الخطبة ونسبتها إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
ثانياً : وثاقة الرواة في جميع سلسلة الرواية انما يثبت صحّة الرواية في خصوص الأحكام الشرعيّة وموضوعاتها ـ على القول بكافية الخبر الواحد في الموضوعات ـ ولا يثبت صحة الخطبة ونسبتها إلى أمير المؤمنين عليه السلام بمجرد وثاقة الرواة في تمام السلسة إذ ليس ذلك حكم أو موضوع لحكم شرعي فلابد من ثبوت القطع أو الإطمينان بصحّة الخطبة ويحصل ذلك بسبب تجميع القرائن الداخليّة والخارجيّة الموجبة للقطع بالصدور من المعصوم وهذه القرائن متوافرة بالنسبة لخطبة الشقشقيّة ، بل يكفي نفس اعتراف العامة بهذه الخطبة مع انهم بصدد إخفاء الحقائق التاريخيّة التي تخالف سياستهم ومذهبهم فضلاً عن اعتماد علماؤنا الأعاظم عليها ونقلها في كتبهم المعتبرة بالتفصيل أو الإجمال والإستدلال بفقراتها والاستشهاد بها وإرسالها ارسال المسلمات.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+3 # حسان ابو زيد 2013-09-20 23:59
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان ما ذكره الشيخ الكوراني لا يمكن ان يثبت ان الخطبة الشقشقيه لها اصلا لانه لابد من صحه الاسانيد وانا اتعجب من الشيخ الذى اسانيد اهل السنه وهو لاتصح عند الشيعه اصلا فحتى نثبت الخطبه ليعطينا الشيخ سند واحد صحيح وقد تتبعت اسانيدها عند الشيعه من الصدوق والطوسيوالسيد طاؤوس الحسنى وقطب الدين الراوندي وكل اسانيد هذه المصادر ضعيفه ولاتصح ولهذا انا اطالبه بتصحيح روايه واحده فقط وذكر كثرة من رواها هو مراوغه في اعطاء المعلومه فاكثر هولاء هم من رواة الحديث في السند وهو قد جعل كل واحد ممن رواها وهذا يدل على مجرد ذكر اسماء كثيرة فمثلا لو ان الحديث رواه سبعه رواة واحدهم ضعيف او كذاب فالحديث لا يؤخذ به حتى لو كان بقيه الرواة ثقات ولهذا فانا اقول ان الخطبة مكذوبه عن الامام والسلام
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+7 # السيد جعفر علم الهدى 2015-01-09 04:03
ذكر أسانيد خطبة الشقشقية انما هو لأجل اقناع أهل السنّة بثبوت الخطبة وصحّة نسبتها إلى أمير المؤنين عليه السلام حسب مسلكهم في الحجية وعالم الإثبات وإلا فمن المقطوع به عند الشيعة الإماميّة صحّة هذه الخطبة ونسبتها إلى أمير المؤنين عليه السلام والذي يشكّ في صحّتها ـ ممن يدعى التشيع ـ امّا جاهل أو مغرض لا يفيد معه أيّ استدلال وبرهان فإن من أعماه الله عن قبول الحق لا يمكن إصلاحه خصوصاً إذا كان يعرف بعض المصطلحات من دون معرفة حقيقتها وواقعها. والعجيب انه يحكم بكون الخطبة مكذوبة وموضوعة لمجرّد أنّه لم يثبت صحّة الأسانيد عنده وقد غفل أو تفاعل عن انه قد يحكم الفقهاء بضعف الرواية من جهة ضعف الراوي أو كونه مجهولاً لكن ليس معناه انّ الرواية موضوعة ومكذوبة حتى لو كان الراوي من الكذابين ، اذ قد يصدق الكذّاب في مورد أو موردين ، بل مرادهم ان الرواية لم يثبت صحّتها ونسبتها إلى المعصوم عليه السلام.
ثم انّ صحّة الرواية واعتبارها وحجيّتها لا تتوقف على صحّة السند وكون جميع رواتها ثقات فان هذا مصداق من مصاديق صحّة الرواية وقد يثبت صحّة الرواية عن المعصومين عليهم السلام أو لا أقل الإطمينان بذلك ، ومن أهم هذه القرائن اعتماد الفقهاء والمحدثين وأهل الخبرة في الفقه والرجال والحديث على الرواية ونقلها في كتبهم المعتبرة وذكر الطرق المتعددة والاستدلال أو الاستشهاد بها في كتبهم الروائية أو الفقهية ، والغريب انّ هذا القائل يقول : « تتبعت أسانيد الطوسي والسيد ابن طاووس والصدوق والراوندي » ثم يشك في صحّة الخطبة مع انّ اجتماع هؤلاء الأعلام على نقلها والاعتماد عليها يوجب الإطمينان بصحّتها ، خصوصاً السيد ابن طاووس الذي هو أوّل من قسّم الحديث عند الإماميّة إلى الصحيح والموثق والحسن والضعيف ، والأعجب من ذلك انّه يتعرّض على من يذكر أسانيد العامّة حيث انّها غير مقبولة لدى الشيعة وهذه مغالطة واضحة حيث انّ ذكر أسانيد العامّة انما هو لأجل :
1 ـ اقناع العامّة بصحّة الحديث على مسلكهم
2 ـ اثبات كثرة الطرق والاسانيد حيث قد يوجب ذلك تواتر الحديث ولو بالتواتر الإجمالي حيث يحصل لدينا من ضم طرق وأسانيد الشيعة إلى أسانيد العامة ـ ولو لم تكن معتبرة عندنا ـ العلم بصدور الحديث من المعصوم إذا كانت الأسانيد مشتركة في اللفظ أو المعنى أو العلم الاجمالي بصحة إحدى الطرق والاسناد إذا كانت مختلفة لفظاً ومعنىً .
3 ـ وهو العمدة ان بناء العامة وسيرتهم قائمة على إخفاء الحقائق والروايات التي تكون ضد مذهبهم ومسلكهم فإذا نقلوا خطبة أو حديثاً يظهر منه خلاف مذهبهم ينكشف ان ذلك الحديث أو الخطبة كان من الوضوح والشهرة بدرجة لا يمكن إخفاؤه وكتمانه ولذا يذكرونها ثم كان من الوضوح والشهرة بدرجة لا يمكن إخفاؤه وكتمانه ولذا يذكرونها ثم يتصدون لتفسيرها وتأويلها كحديث الغدير فان من الاشكالات المهمة الواردة على البخاري مما يدل عناده وتعصبه الأعمى انه لم يذكر في صحيحه حديث الغدير مع شهرته وتواتره ولذا رأي غيره من المحدثين ان كتمان مثل هذا الحديث يكون أكثر ضرراً على مذهبهم من ذكره وتأويله وتفسيرها لذا اضطروا إلى نقله وعلى كل حال لا يشك المؤمن الشيعي في صحّة خطبته الشقشقية لتواتره وكثرة أسانيده وموافقه مضمونه للمعتقدات الشيعية ولاعتماد الفقهاء عليها وتسالمهم على صدورها وصحّتها قولاً وعملاً واستدلال واحتجاجاً راجع البحار ج 29 صفحة 479 ـ 548 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد جلد 1 صفحة 205 ـ 206.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

نهج البلاغة

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية