ما الدليل على أنّ الله واحد ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

السيّارة تدلّ على وجود صانع لها .. المخلوقات تدلّ على وجود خالق لها .. السيّارة لا تدلّ على أنّ صانعها واحد .. ما الدليل على أنّ الله واحد ؟

الجواب :

المراد بالتوحيد هنا هو التوحيد الذاتي ، أيّ انّه سبحانه وتعالى واحد لا ثاني له ولا شريك كما قال تعالى في سورة الإخلاص : ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) [ الإخلاص : 4 ].

وأمّا الدليل على ذلك فقد ذكر علماؤنا قدّس سرّهم أدلّة عديدة على ذلك مثل دليل الفطرة الذي هو دليل على أصل وجود الصانع والخالق فإنّه يدلّ أيضاً على وحدانيّته ، فإنّ الإنسان كما يعلم بالعلم الحضوري ربّه ، ولذا يتوجّه إليه في الشدائد ويرجوه في الملمّات والتوجّه والرجاء فرع معرفته والعلم به ، كذلك يلاحظ إنّ الإنسان في تلك الأحوال إنّما يتوجّه إلى حقيقة واحدة ويرجو ربّاً واحداً لا أكثر.

ومثل برهان المحدوديّة الذي هو أيضاً من أدلّة وجود الصانع وهو مؤلّف من صغرى مفادها : « إنّ كل شيء في العالم محدود بحدود مثل الحد المكاني والزماني وغير ذلك من الكيفيّات والخصائص ، بل هو موجود على تقدير وجود سببه ، وليس له وجود خارج تلك الحدود على تقدير عدم وجود سببه ».

وكبرى حاصلها : « إنّ كلّ محدود لا بدّ أن يكون له حاد غير محدود دفعاً للدور والتسلسل وليس هو إلّا الله سبحانه إذ ليس له حدّ ونهاية بل هو حقيقة مطلقة وموجودة على كلّ التقادير ، هذه خلاصة هذا البرهان لإثبات وجود الصانع ، وهو أيضاً دليل على توحيده الذاتي فإنّه إذا ثبت بهذا البرهان وجود حقيقة غير محدودة ومطلقة وليست متقيّدة بشرط ولا سبب ، فهي لا بدّ أن تكون واحدة ، ولا يمكن فيها التعدّد ، لأنّ كلّ واحد على فرض التعدّد محدوداً بحدود في قبال الآخر وهو خلاف فرض اللامحدوديّة ».

ويمكن الاستدلال أيضاً بما حاصله : « أنّه لو كان من الوجود واجب آخر لزم أن تكون حقيقة كلّ منهما مركّبة ، وكلّ مركّب ممكن لأنّه محتاج إلى اجزائه وهو خلاف الوجوب بالذات ».

توضيحه : إنّه لو تعدّد الواجب لزم التركيب لأنّهما يشتركان في كونهما واجبي الوجود بحسب الفرض ، فلا بدّ أن يكون هناك مائز بينهما سواء كان ذاتيّاً كالفصل أم غير ذاتي كالعوارض يتغيّران مركبين من الجنس والفصل مثلاً وهذا يعني الإمكان وهو خلف.

كما يمكن الإستدلال على التوحيد بأنّه لو كان هناك إله أو الهة اخرى ، لرأينا آثار ذلك في النظام الكوني وفي التشريع وإرسال الرسل والأنبياء في حين أنّ الملاحظ هو خلاف ذلك تماماً ، فالانسجام الرائع في النظام الكوني والتناسب بين المخلوقات بحيث يسدّ بعضها نقص بعض ويرفع حاجته يدلّ على وجود خالق واحد أوقع هذا الانسجام في مخلوقاته.

مضافاً إلى أنّ كلّ الأنبياء والرسل اخبروا عن إله واحد لا أكثر ، فلو كان هناك إله آخر لأرسل رسله إلينا كما أشار إلى ذلك أمير المؤمنين عليه السلام في وصيّته لابنه الحسن عليه السلام :

« وَاعْلَمْ ، يا بُنَيَّ ، أَنَّهُ لَوْ كَانَ لِرَبُّكَ شَرِيكٌ لَأَتَتْكَ رُسُلُهُ ، وَلَرَأَيْتَ آثارَ مُلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ ، وَلَعَرَفْتَ اَفْعالَهُ وَصِفاتِهِ ... ... ». [ نهج البلاغة / الصفحة : 340 / الناشر : منشورات بنياد نهج البلاغة ]

كما أنّ قوله تعالى : ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتَا ) [ الأنبياء : 22 ] ، يشير وينبّه إلى دليل حاصله أنّه لو فرض وجود إله آخر مختلفين ذاتاً وهو يقتضي اختلاف تدبيرهم للعالم وهو يستلزم فساد السماوات والأرض.

 
 

التعليقات   

 
+5 # خالد يوسف 2021-02-17 22:12
جزاكم الله خير على ردع شبهاتي والاجابة بالادلة القاطعة المنطقية مع التوضيح فلا يمكن لله تعالى خالق كل شيء القادر على كل شيء القاهر فوق عباده ان يكون جزء ناقص محدود وذلك ينافي الله سبحانه وتعالى ولله المثل الاعلى فالله لا اله الا هوواحد والله على كل شيء قدير فلا يمكن ان يكون ناقص وحدود
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+4 -1 # ِأ. 2018-05-27 14:38
لا إلـٰه إلا الله
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+6 -2 # Abdullah Alkawaldeh 2016-07-07 06:43
سلام عليكم
لماذا يوجبنا الله بالإيمان للدرجة التي يعذبني بها أو يعفو عني
وشكراً مع أطيب التحيات
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+8 -3 # السيد جعفر علم الهدى 2016-11-25 00:34
العقل هو الذي يوجب علينا الإيمان بالخالق العظيم من باب وجوب شكر المنعم حيث انّ الله تعالى أنعم علينا بنعمة الوجود والسلامة والعافية ، وجعل في هذا الكون كلّما نحتاج إليه لنعيش في أمان ورخاءٍ ، ونعم الله تعالى لا تعدّ ولا تحصى ، ثمّ أرسل الأنبياء والرسل لهدايتنا وإرشادنا إلى الطريق الصحيح والصراط المستقيم الذي يوصلنا إلى الكمال والسعادة الدنيويّة والاخرويّة ، كما انّ العقل يقبّح معصية الخالق العظيم والعقلاء يذمّون من يعصي الله تعالى ولا يطيعه فيما يأمر به أو ينهى عنه ، والله تعالى حكيم عليم لا يوجب شيئاً إلّا إذا كان فيه مصلحة للشخص أو المجتمع لأنّه غنيّ بالذات لا يحتاج إلى عباداتنا وطاعاتنا كما أنّه لا ينهى عن شيء ولا يحرّمه إلّا إذا كان فيه ضرر ومفسدة للإنسان أو للمجتمع البشري.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « خلق الله الخلق غنيّاً عن طاعتهم وآمناً من معصيتهم لأنّه لا تنفعه طاعة من أطاعه ولا تضرّه معصية من عصاه ».
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+12 -5 # Abdullah Alkawaldeh 2016-07-07 06:27
السلام عليكم
سؤال أرقني وأرهقني لا أستطيع النوم منه
انا مسلم بحمد الله معتقد بالإيمان ، السؤال هل أنا إذا جائتني شكوك أو أفكار عن الإعتقاد هل أنا على بر غير آمن بسبب هذه الشكوك
بيني وبين نفسي وجدت حجج لأرد على شكوكي ولاكن هي ملازمة لي
فما قولكم وجزاكم الله خير
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+6 -2 # السيد جعفر علم الهدى 2016-11-05 21:02
يستفاد من بعض الأحاديث أن نفس تأذيك من عروض هذه الشكوك والشبهات علامة على إيمانك ، إذ لولا الايمان والاعتقاد لكان الإنسان يتجاوب مع الشك والشبهة وينحرف ولا يهتمّ بعروضهما.
ثمّ قد ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلّى الله عليه وآله : « رفع عن اُمّتي تسعة : ما لا يطيقون وما لا يعلمون وما اضطرّوا إليه وما استكرهوا عليه والخطأ والنسيان والطيرة والحسد والوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة ».
والمراد من الوسوسة في الخلق هو الشبهات والأفكار والخواطر التي تعرض على المسلم بالنسبة للخالق والمخلوقات ، فإذا كانت مجرّد شبهة وخطور في الذهن فلا يؤاخذ عليه المؤمن ، نعم كلّما يرتفع مستوى الثقافة الدينيّة بمطالعة الكتب الاعتقاديّة يقل عروض هذه الشبهات ، فننصحك بمطالعة هذه الكتب مثل أصل الشيعة وأصولها ، عقائد الإماميّة.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+8 # بهيجة 2016-01-19 02:35
السلام عليكم

ان الله احد و هو إله واحد
فنحن نقول ان الله اله واحد و إنما الله اله واحد
كلمة إله متصلة بكلمة واحد و كلمة احد متصلة باسم الله
اله واحد
الله احد
الله اعلم
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+4 -1 # بهيجة 2016-01-19 02:28
السلام عليكم
إنما الله اله واحد فنحن نقول الله اله واحد و لا نقول الله واحد ففي سورة الإخلاص قوله تعالى قل هو الله احد .
اذن كلمة واحد متصلة بكلمة إله و كلمة الله متصلة بكلمة احد
إله واحد
الله احد
الله أعلم
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+8 -1 # حسن 2015-07-29 15:16
السلام عليكم ,
اريد ان اشارككم ببعض الامور التي تحيرني علكم تعطوني الاجابة الشافية –ان شاء الله.
1. يسهل الاستدلال على عظمة الخالق من عظمة وتعقيد المخلوقات كلها. لكن استصعب فهم سبب التوحيد – أي لماذا ليس هناك امكانية لتعدد الهة – وليس يشترط التنافس بينها وحتى ولو تنافست وعلى بعضها على بعض فليس شرطا ان يكون احدها هو القاهر فوق الجميع. سؤالي كيف نستنتج التوحيد؟
2.لماذا هناك خير وشر وامتحان وعقاب- اليس الله بقادر على خلق مخلوقات تطيعه؟ وان كانت العبادة تفيد العبد وليس الله بحاجة الى العباد هل يمكن الاستنتاج ان الله ايضا لا يحتاج لكل قضية الحساب؟
3. بما ان الله فرض علينا امور –ومنها امور تناقض رغباتنا – لماذا اذن خلقنا هكذا – لماذا التحدي ؟
4. كيف نتأكد انه هناك حساب واخرة؟ ربما الاجانب يمرحون ونحن نظن فقط ظنا ان الاخرة لنا ولهم الدنيا؟ حتى لو فكرنا ان الدنيا هي جامعة كبيرة صنعت للامتحان – فلماذا الامور ليست واضحة للجميع –هل نمتحن ونحن لا نعلم ؟
حتى انا ولدت مسلما الحمد لله – ولم اجرأ على التفكر في الله والاخرة –حتى كتابة هذه السطور اجد الصعوبة في التفكير بأمكانيات اخرى غير الاسلام الحق ولكن علكم بفضل الله توجهوني الى اجابات المنطق بلغة سهلة وواضحة –بما اننا في امتحان يرجى الوضوح –كي نعبد الله ليس فقط ايمانا اعمى وانما على بينة وهدى- اعلم ان الهدى لله يهدي به من يشاء واعلم ان كثير من الامور مجهولة الاجابة وعلمها عند الله فهو اعلم لماذا – ولكن علموني بما علمكم الله –جازاكم الله كل خير..

مع الشكر
حسن
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+7 -3 # السيد جعفر علم الهدى 2015-10-30 18:14
هذا هو معنى الامتحان والتمحيص ، فلو كانت الامور كلّها مطابقة لرغباتنا لم يتحقّق إمتحان وبلاء ولا يصل الإنسان إلى الكمال والسعادة الحاصلة من قوّة الإرادة ولصبر والتحمل وإطاعة الله تعال.
خلقنا الله تعالى لأجل الوصول إلى الكمال بواسطة معرفته وعبادته واطاعته كما قال سبحانه : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) [ الذاريات : 56 ] ، ومن المعلوم انّ الوصول إلى الكمال الروحي والنفساني واستحقاق النعيم الأبدي لا يتحقّق الا من خلال الإمتحان والتمحيص والبلاء ، ومع وجود عوامل الشرّ والخير ومع اختيار الإنسان في أفعاله وأعماله فالحكمة الإلهيّة شاءت ان يكون الإنسان مورداً للإمتحان والبلاء لكي يصل إلى الكمال بواسطة الصبر والتحمل والتسليم والمقاومة مع عوامل الشر وابتاع طريق الهدى. ومن الطبيعي ان يكون هناك من لا ينجح في هذا الإمتحان ويتردى ولا يصل إلى الكمال.
والله تعالى كما غنيّاً عن عبادة الناس وإطاعتهم ولا يحتاج إلى من يطيعه قهراً وقسراُ بل تفضل على الخلق فخلقهم لأجل مصالح ترجع إليهم لا إليه.
العقل الفطري والبديهي يحكم بوجود الصانع والخالق وكونه حكيماً وعادلاً وعالماً وغنياً على الإطلاق ، وهذا الأمر يشعر ه حتى الكفّار ولو بصورة ارتكازيّة لكنهم يخالفون الفطرة ونداء العقل بسبب الأهواء والتعصب والتقليد الأعمى.
ولما كان الله تعالى حكيماً فلا محالة يرسل الأنبياء والرسل لهداية البشر وإرشادهم إلى الخير والصلاح ويأمرهم بكل ما هو دخيل في تحصيل الكمال والسعادة ، وينهاهم عن كلّ ما يمنعهم من الوصول إلى الهدف الأسمى ، فكلّ من يعطيه ويختار الأعمال الصالحة يستحق الأجر والثواب ، وكلّ من يعصيه ويخالفه ويرتكب الذنوب والمعاصي يستحقّ العقاب والعذاب لأنّ الله تعالى عادل ولا يصدر منه الظلم تجاه عباده وخلقه من العلوم ان جعل المعاصي بمنزلة المطيع ظلم بالنسبة للمطيع.
فلابدّ أن يكون هناك حساب وكتاب وثواب وعقاب بل قد يكون الثواب والعقاب من الآثار الوضيعة والنتائج التكوينية للإطاعة والمعصية ، كما قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ) [ النساء : 10 ] ، وقوله تعالى : ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) [ الزلزلة : 7 ].
وهذا امّا يسمّى بتجسيم الأعمال.
وكذا قوله تعالى : ( قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَّابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ) [ الإسراء : 42 ] ، وقوله تعالى: ( مَا اتَّخَذَ اللَّـهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـٰهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) [ المؤمنون : 91 ]. وهذه الآيات كلها إشارة إلى دليل عقلي للتوحيد وهو دليل التمانع ، وقد أشار إليه ما رواه هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبد الله الصادق عليه السلام.
فكان من كلام الإمام الصادق عليه السلام : « لا يخلو قولك انّهما اثنان من أن يكونا قد يمين قويّين أو يكونا ضعيفين أو يكو أحدهما قوياً والآخر ضعيفاً فان كانا قويين فلم يدفع كل واحد صاحبه ويتفرد بالتدبير ؟ وان زعمت ان احدهما قوي والآخر ضعيف ثبت انّه واحدكما نقول ، للعجز الظاهر في الثاني وان قلت انهما اثنان لم يخل من ان يكونا متفقين من كلّ جهة أو مفترقين من كلّ جهة فلمّا رأينا الخلق منتظما والفلك جارياً واختلاف الليل والنهار والشمس والقمر دلّ صحّة الأمر والتدبير وائتلاف الأمر على انّ المدبّر واحد ».
وامّا احتمال انّ الالهين اتفقا فيما بينهما على أن يخلقا معاً العالم على نسق ونظام واحد فجوابه انّ دليل التمانع يدلّ على استحالة افتراض انّ الآلة متعدّد والاستحالة ليست ناشئة من وجود الهين ، بل من فرض وجود الهين لأن فرض وجود الهين يقتضي فرض ان يتنازعا ويختلفا في التدبير ، فلا يتحقق وجود أي مخلوق في العالم لأنّ أحدهما يريده والآخر لا يريده.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+3 -3 # نور 2014-08-16 17:12
السلام عليكم ...
انا فتاة متدينه واحب ديني كثيرا واخاف الله ...وقد طرأت عليي افكار لا اعرف هل هي شك ام وسواس بوجود شريك لله (اي وجود اله اخر)وهذا الشريك يمنع الله من قيامه بالافعال الربوبيه كالاحياء والاماته والرزق والخ...اي ان الله صحيح يقوم بهذه الافعال ولكن فقط بعد ان يأذن له الشريك بذلك لانه اقوى من الله فالله هو الخالقوحده لاشريك له ولكن عندما يريد ان يقوم بأي فعل من افعاله لايستطيع الا بعد ان يأذن له الشريك بذلك...ولم يكن عندي هذه المشكله الا بعد ان قرأت بأن معنى "الاله "هو المستحق للعباده فقط ...فقد كنت وعلى فطرتي السليمه اعلم ان معنى الاله هو ليس المستحق للعباده فقط بل معناه الرب الخالق الرازق المتصف بصفات الكمال...وعندما نقول لا اله الا الله اي ننفي وجود اله اخر اي متصف بصفات الكمال ولذلك نعبده ونتقرب اليه...ارجوكم ساعدوني لاني اخاف الله كثيرا ولا اريد ان اكون مشركه والعياذ بالله فعندما اقول الحمد لله مثلا اسمع في داخلي قولي الحمد لله وشريكه...او اقول لا حول ولا قوة الا بالله اسمع قولي وشريكه ...وكل مره استعذ بالله من الشرك ولكن بدون فائده اسمع كلمة وشريكه كلما ذكر الله ...
وسؤالي الثاني هل هناك فرق بين قوله تعالى ولم يكن له كفوا احد ...و لم يكن لي كفؤ أو مثيل ؟هل هناك فرق ؟ولماذا ذكر الله لفظة احد هل يقصد به احدا من خلقه فقط؟
ولماذا الله تعالى لم يقل ليس لي مثيل أو لا كفؤ لي ؟بل قال ليس كمثله شي ...ولم يكن له كفوا احد؟
ارجوكم افيدوني بشيء يرجع لي ظني بربي بأنه واحد لاشريك له ولامثيل له منذ الازل والى الابد وحتى قبل ان يخلق مخلوقاته
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+10 -4 # السيّد جعفر علم الهدى 2015-03-06 17:12
أمّا الشبهة فجوابها واضح إذ لو فرضت وجود شريك الله تعالى أقوى منه بحيث لا يتمكّن الله تعالى من تدبير العالم إلّا بعد إذن ذلك الشريك فالخالق والمدبّر والرازق والمحيي والمميت في الحقيقة هو ذلك الأقوى الذي بدون إذنه وإرادته لا يمكن تحقّق الخلق والتدبّر والوجود ، لأنّ دلالة الذي يحتاج إلى إذن الأقوى منه ليس كاملاً بالكمال المطلق ويكون محتاجاً وناقصاً ، والخالق لابدّ أن يكون واجب الوجود وكاملاً بالكمال المطلق من دون نقص وحاجة وإلّا كان ممكن الوجود إلى غيره.
ثمّ انّ الله تعالى ( وهو الشريك الأقوى ) شاء أن يوجد الموجودات بأسبابها وعللها الطبيعية وغير الطبيعية ، فالمرض يحصل بسب المكروبات والفيروسات كما انّ العلاج يحصل بسبب الدواء وهكذا التدبير ، فانّ القرآن الكريم يصرح بانّ الله تعالى : ( يدبّر الأمر ) ولكن معذلك يقول : ( والمدبّرات أمراً ). وهذا لا يتنافي مع التوحيد وكون الخالق والمدبّر والرازق والمحيي والمميت هو الله تعالى دون غيره ، الّا انّه قد تتعلّق ارادته بأن يعطي القدرة على التدبير للملائكة أو لأوليائه فيدبّرون بإذنه وقدرته.
وأمّا كلمة « لا إله إلّا الله » فقد وقع تفسيرها موضع الخلاف بين العلماء ، فقال بعضهم لا إله موجود إلّا الله تعالى فإنّه موجود واستشكلوا عليهم بأنّه لا ينافي إمكان إله آخر غير الله تعالى. وقال بعضهم لا إله ممكن إلّا الله واستشكلوا عليهم بأنّه لا يدلّ على إمكان وجود الله دون غيره.
والصحيح أن يقال لا واجب الوجود إلّا الله تعالى فإنّه واجب الوجود ومعناه التوحيد إذ يثبت وجود الله وعدم وجود غيره بعنوان واجب الوجود. وحتّى لو قلنا بأنّ المراد ليس هناك مستحق للعبادة إلّا الله تعالى ، فهو يدلّ على التوحيد أيضاً لأنّ مفهوم مستحقّ العبادة ملازم لواجب الوجود الذي لا يمكن أن يفرض معه إله آخر أقوى أو مساوٍ له.
وأمّا قوله ليس كمثله شيء فهو مبالغة في عدم وجود المثيل لله تعالى ، إذ فرق بين أن يقال ليس كمثله شيء وان يقال ليس مثل مثله شيء فانّه إذا لم يكن هناك مثل مثله فنفي المثل عنه بطريق أولى. وقيل انّ الكاف زائدة لأجل التأكيد في نفي المثل وأمثاله في اللغة العربية كثيرة ، فانّ الزيادة قد تكون لأجل التأكيد كما في قوله تعالى ( لا اقسم بيوم القيامة ) فان ( لا ) زائدة للتأكيد.
وامّا قوله ( ولم يكن له كفواً أحد ) فلأجل أن القرآن معجزة في الفصاحة فمن الطبيعي ان يحافظ على السياق والنظم ، لذا قال ( قل هو الله أحد * الله الصّمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد ). ولو كان يقول « لم يكن له كفو » لا يكون مناسباً لسياق الآيات السابقة وكان مخلّاً بالفصاحة.
وامّا الوساوس والخطرات والأفكار التي ترد عليك في الصلاة وغيره فعلاجها الوحيد عدم الاعتناء بها لأنّها من تسويلات الشيطان ، فانّه وسواس خنّاس يريد منع المؤمن عن العبادة بكلّ صورة ممكنه ، فإذا لم يهتمّ المؤمن بوساوسه يتركه وييأس منه وينبغي الاكثار من قول « لا إله إلّا الله » و « لا حول ولا قوّة إلّا بالله » والصلاة على محمّد وآله محمّد لدفع وسوسة الشيطان الرجيم.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

التوحيد

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية