هل المأمون العبّاسي کان شيعيّاً ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

أرى بعضاً من الأخوة المؤمنين يتوقّفون في أمر المأمون معتقدين تشيّعه ، ففي الوقت الذي يثار ضدّ هذا الرجل اتهامات متعدّدة كقتل الرضا عليه السلام وتدبيره المؤامرة ضد إخوته ، يثار أيضاً طلبه الملح على الإمام بقبول الخلافة ، وبتأييده لأفكاره عليه السلام ، وتقريبه للعلويين ، واضطهاد غيرهم كجلده للمحدّث أحمد بن حنبل ، ودفن الإمام بجنب أبوه وما أشبه ذلك. ما هو القول الفصل في شأن هذا الرجل تأريخيّاً ؟

الجواب :

لم يكن تنصيب المأمون للرضا عليه السلام وليّاً للعهد حبّاً وإيماناً بإمامة الرضا عليه السلام بل سيطرة على الأوضاع السياسيّة في كلّ العالم الإسلامي التي كانت تنقض على نظام الدولة العباسيّة ، ولا سيّما انتشار الشيعة واشتداد شوكتهم ، ومن ثمّ قام هارون والد المأمون بسجن الكاظم عليه السلام المدّة الطويلة بعد أن أبلغته عيونه وجواسيسه بتنامي شيعة أهل البيت عدداً وعدّة ، وقد حدثت عدّة ثورات من الطالبيين بشكل مكثف منذ أواخر عهد الصادق عليه السلام وعهد الكاظم عليه السلام ، كثورة ذو النفس الزكيّة وغيرها ، فكل المؤشّرات كانت تصبّ في صالح قوّة مكانة الرضا عليه السلام في العالم الإسلامي ، وكان تدبير المأمون بمثابة امتصاصاً لهذا الغليان ، لا سيّما وأنّ العباسيين إنّما أزالوا الأمويين بشعار الرضا من آل محمّد صلّى الله عليه وآله ، واستغلّوا عواطف المسلمين بذلك ، نعم كان المأمون من بين خلفاء بني العبّاس على اضطلاع بعلم الخلاف والكلام ، ويحيط بأدلّة إمامة أهل البيت وحقّانيتهم ، وميّالاً للاطّلاع على علمهم.

ودفن الإمام بجنب أبيه امتصاصاً للنقمة ، وقد رويت روايات كثيرة عن الرضا عليه السلام تبيّن حقيقة سياسات المأمون ، وأنّه فرعون ذلك العصر.

 
 

أضف تعليق

حكام بني أمية وبني العباس

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية