مصادر الأدعية والزيارات التالية : زيارة عاشوراء والجامعة الكبيرة والناحية المقدّسة ووارث ، والدعاء التوسل والسمات والندبة والعهد والفرج

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

في هجمة عنيفة على معتقداتنا وموروثاتنا والتشكيك فيها من قبل السلفيين والنواصب ، وأخرى من قبل بعض من يدّعي التشيّع ، فالشيعي ـ وخصوصاً في بلاد الغربيّة ـ لا يستطيع مقاومة ذلك :

أولاً : لعدم توفّر المصادر التي يستقي منها معلوماته.

وثانياً : لضخامة الهجمة التي تواجههه ، خصوصاً وأن خطورة الذين يدّعون التشيّع أكبر من خطورة السلفيين والنواصب ، لأنّ هؤلاء يقومون بين فترة وأخرى بزيارات لهذه البلاد ، ويحضرون في الحسينيّات والمساجد والمراكز الشيعيّة ، أو يأتي من ينوب عنهم ليقوم بدور التشكيك بكلّ شيء بلغة شيعيّة وبروايات عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام.

ومن أبرز هذه الإشكالات التشكيك بالزيارات والأدعية ، لذا نرجو من سماحتكم توضيح فيما إذا كانت روايات كلّ من :

1 ـ زيارة عاشوراء.

2 ـ زيارة الجامعة الكبيرة.

3 ـ زيارة الناحية المقدسة.

4 ـ زيارة وارث.

5 ـ دعاء التوسل.

6 ـ دعاء السمات.

7 ـ دعاء الندبة.

8 ـ دعاء العهد.

9 ـ دعاء الفرج.

هل أنّ أسانيد هذه الزيارات والأدعية تصل إلى المعصومين ؟

وهل أنّ في سندها ضعف ؟

نرجو إن أمكنكم التعرّض لكلّ زيارة ودعاء بشكل منفصل وذكر أسانيدها.

وهل هناك تواتر أم ضعف في سندها ؟

الجواب :

قبل الخوض في الإجابة عن السؤال لا بدّ أن يلتفت الإخوة إلى النقاط التالية :

أوّلاً : إنّ مضامين الزيارات والأدعية المندرجة في السؤال لا يقتصر ورود مضمونها على تلك الزيارات والأدعية ، فهناك العديد من الزيارات الأخرى والأدعية الأخرى بأسانيد أخرى قريبة المضمون معنىً ولفظاً لقطعات من الاُولى ، كما أنّ هذه الزيارات والأدعية قد ورد كثير من مضامينها في الروايات الواردة في المعارف ، وهي في كثير من طوائفها مستفيضة بل بعضها متواتر معنوي أو إجمالي.

وعلى هذا فالدغدغة في أسانيد هذه الزيارة أو تلك ، أو هذا الدعاء وذاك تنطوي على عدم المام بهذه الحقيقة العلميّة المرتبطة بعلم الحديث والرواية.

ثانياً : إنّ الزيارات والأدعية ليست معلّماً عباديّاً بحتاً بل هي معلماً علميّاً ومعرفياً مهم للدين فهي عبادة علميّة ، ومن ثمّ تنطوي هي على معارف جمّة وتكون بمثابة تربية علميّة في ثوب العبادة ، ومن المعلوم إنّ أفضل العبادات هي عبادة العالم والعبادة العلميّة أيّ المندمجة مع العلم ، وهكذا الحال في هذه الزيارات والأدعية ، وبذلك يتبيّن أنّ ما وراء التشكيك والمواجهة للزيارات والأدعية هو تشكيك ومواجهة للمعارف.

ثالثاً : إنّ هذه الزيارات والأدعية كفى بها اعتماداً مواظبة أكابر علماء الطائفة الإماميّة على إتيانها في القرون المتلاحقة ، وهذا بمجرّده كاف للبصير بحقانيّة المذهب وعلمائه في توثيق هذه الزيارات والأدعية.

أمّا زيارة عاشوراء :

فقد رواها الشيخ الطوسي شيخ الطائفة في كتابه المعتمد لدى الطائفة الإماميّة وعلماءها « مصباح المتهجد » عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع الذي هو من أصحاب الرضا عليه السلام الأجلّاء الفقهاء وعيون أصحابه. (1)

وطريق الشيخ إلى بن بزيع صحيح ، كما ذكر ذلك في الفهرست والتهذيب والذي يروي الزيارة عن عدّة طرق عن الصادق والباقر صلّى الله عليه وآله.

فقد رواها عن صالح بن عقبة ، عن أبيه ، عن الباقر عليه السلام. (2)

وعن سيف بن عميرة ، عن علقمة بن محمّد الحضرمي ، عن الباقر عليه السلام. (3)

وعن سيف بن عميرة ـ الذي هو من الثقات الأجلّاء ـ عن صفوان بن مهران الجمّال ـ والذي هو من الثقات الأجلّاء المعروفين ـ عن الصادق عليه السلام. (4)

وعن محمّد بن خالد الطيالسي ؛ فإسناد الشيخ إليها صحيح. (5)

وقد رواها قبل الشيخ الطوسي شيخ الطائفة ابن قولويه استاذ الشيخ المفيد في كتابه المعتمد لدى علماء الإماميّة « كامل الزيارات » ، باسنادين معتبرين عن كلّ من محمّد بن خالد الطيالسي وابن بزيع ، عن الجماعة المتقدّمة ؛ فاسناده صحيح. (6)

كما قد رواها الشيخ محمّد بن المشهدي في كتابه المعروف « المزار الكبير » ، وهو من أعلام الطائفة الإماميّة في القرن السادس ، بسنده. (7)

وقد رواها السيّد ابن طاووس في كتابه « مصباح الزائر » باسناده ، وهو من أعلام القرن السابع.

وقد رواها أيضاً الكفعمي في كتابه « المصباح » ، وهو من أعلام القرن العاشر. (8)

أمّا زيارة الجامعة الكبيرة :

فقد رواها الشيخ الصدوق في كتابه المشهور « من لا يحضره الفقيه » (9) ، وكتابه « عيون أخبار الرضا عليه السلام » (10) بأسانيد فيها المعتبر ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي الثقة الجليل ، عن موسى بن عمران النخعي وهو قرابة الحسين بن يزيد النوفلي وهو ممّن وقع كثيراً في طريق رواية المعارف عن الأئمّة التي أوردها الكليني في أصول الكافي والصدوق في كتبه كالتوحيد وإكمال الدين والعيون وغيرها ، وكلّها ممّا اشتملت على دقائق وأصول معارف مدرسة أهل البيت ، فيستفاد من ذلك علو مقام هذا الرواي.

وتوجد لدي رسالة مستقلة في أحواله وأساتذته وتلاميذه وتوثيقه وجلالته ليس في المقام مجالاً لذكرها.

وقد روى الشيخ الطوسي في كتابه المعتمد « التهذيب » هذه الزيارة باسناده الصحيح عن الصدوق أيضاً. (11)

كما قد روى هذه الزيارة الشيخ محمّد بن المشهدي في كتابه المعتمد « المزار الكبير » باسناده الصحيح عن الصدوق ، وهو من أعلام الإماميّة في القرن السادس. (12)

وقد رواها أيضاً الكفعمي في « البلد الأمين ». (13)

وكذا المجلسي في « البحار ». (14)

ثمّ أنّ مضامين هذه الزيارة قد وردت بها الروايات المستفيضة والمتواترة عن أهل البيت عليهم السلام الواردة في فضائلهم ومناقبهم ، وكذلك في روايات العامّة الواردة في فضائلهم ؛ فلاحظ وتدبّر.

أمّا زيارة الناحية المقدّسة :

فتوجد زيارتان عن الناحية المقدّسة :

الاُولى : المذكور فيها التسليم على أسماء الشهداء رضوان الله تعالى عليهم.

وقد رواها المفيد في مزاره. (15)

والشيخ محمّد بن المشهدي الذي هو من أعلام القرن السادس باسناده عن الشيخ الطوسي باسناده عن وكلاء الناحية المقدّسة في الغيبة الصغرى. (16)

ورواها أيضاً السيّد ابن طاووس في « مصباح الزائر ».

وفي « الاقبال » باسناده إلى جدّه الشيخ الطوسي باسناده إلى الناحية المقدّسة. (17)

ورواها المجلسي في « البحار ». (18)

أمّا الثانية : وهي المعروفة.

فقد رواها الشيخ المفيد في مزاره.

والشيخ ابن المشهدي في « المزار الكبير ». (19)

والمجلسي في بحاره. (20)

والفيض الكاشاني في كتابه « الصحيفة المهدويّة » ، وهي وإن كانت مرسلة الاسناد إلّا أنّه اعتمدها كلّ من الشيخ المفيد وابن المشهدي. (21)

أمّا زيارة وارث :

فقد رواها الشيخ الطوسي في « مصباح المتهجد » بسند صحيح عن ابن قضاعة عن أبيه عن جدّه صفوان بن مهران الجمال عن الصادق عليه السلام ، فالسند صحيح. (22)

وهناك مصادر اُخرى اكتفيت بالاشارة إلى أحدها.

أمّا دعاء التوسّل :

فقد أخرجه العلّامة المجلسي عن بعض الكتب وقد وصفها بالمعتبرة. وقد روى صاحب ذلك الكتاب الدعاء عن الصدوق قدّس سره وقال : ما توسلت لأمر من الاُمور إلّا ووجدت أثر الإجابة سريعاً.

ثمّ إنّ مضمونه يندرج في عموم قوله تعالى : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (23).

وقوله تعالى : ( وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) (24).

وقوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (25).

وقوله تعالى : ( مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ) (26).

وقال : ( مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ) (27).

فبضم هذه الآيات إلى بعضها البعض يعلم أنّهم عليهم السلام السبيل والمسلك والوسيلة إلى رضوانه تعالى.

ـ أمّا دعاء السمات :

فقد رواه الشيخ الطوسي شيخ الطائفة الإماميّة في كتابه المعتمد لدى علماء المذهب « مصباح المتهجد » عن العمري النائب الخاصّ للحجّة عجّل الله تعالى فرجه. (28)

وذكر السيّد ابن طاووس في « جمال الإسبوع » (29) ، قبل أن يورد الدعاء أن الشيخ روى الدعاء في مصباحه بروايتين واسنادين.

وظاهر كلامه عن نسخة « المصباح » التي لديه أنّ هذا الدعاء معطوف اسناده على الدعاء السابق ؛ وقد رواه الشيخ بسند صحيح عال وهو محتمل بحسب النسخ التي لدينا ، بل ان ابن طاووس كلّ نسخه مسندة مصحّحة لقرب عهده بالشيخ الطوسي الذي هو جدّه قدّس سرّهما.

ومن ثمّ عبّر الشيخ عباس القمّي في « مفاتيح الجنان » عن الدعاء أنّه مروي باسناد معتبر.

وهو كذلك ، لأنّ ابن طاووس أشار أيضاً إلى وجود أسانيد اُخرى سيشير إليها في كتبه الأخرى ، وكما قال غير واحد قد واظب عليه أكثر علماء السلف.

ـ أمّا دعاء الندبة والعهد والفرج :

فقد رواها السيّد ابن طاووس في « مصباح الزائر » عن بعض الأصحاب.

ورواه قبله ـ بما يزيد على القرن ـ الشيخ ابن المشهدي في كتابه « المزار الكبير » باسناده عن محمّد بن أبي قرة عن محمّد بن الحسين البزوفري. (30)

وقد رواه ابن طاووس في « الإقبال » أيضاً.

ورواه المجلسي في « البحار » و « زاد المعاد ».

والميرزا النوري في « تحفة الزائر ».

والفيض الكاشاني في « الصحيفة المهدوية ».

الهوامش

1. « مصباح المتهجد » للشيخ الطوسي / الصفحة : 772 / الناشر : مؤسسة فقه الشيعي ـ بيروت.

2. « مصباح المتهجد » للشيخ الطوسي / الصفحة : 773 / الناشر : مؤسسة فقه الشيعي ـ بيروت.

3. « مصباح المتهجد » للشيخ الطوسي / الصفحة : 773 / الناشر : مؤسسة فقه الشيعي ـ بيروت.

4. « مصباح المتهجد » للشيخ الطوسي / الصفحة : 777 / الناشر : مؤسسة فقه الشيعي ـ بيروت.

5. « مصباح المتهجد » للشيخ الطوسي / الصفحة : 777 / الناشر : مؤسسة فقه الشيعي ـ بيروت.

6. « كامل الزيارات » لابن قولويه / الصفحة : 193 / الناشر : نشر صدوق ـ تهران.

7. « المزار الكبير » للمشهدي / الصفحة : 480 / الناشر : نشر القيوم.

8. « المصباح » للكفعمي / الصفحة : 482 / الناشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت.

9. « من لا يحضره الفقيه » للصدوق / المجلّد : 2 / الصفحة : 609 / الناشر : منشورات جماعة المدرسين ـ قم المقدّسة.

10. « عيون أخبار الرضا » / المجلّد : 2 / الصفحة : 272 / الناشر : انتشارات جهان ـ تهران.

11. « تهذيب الأحكام » للشيخ الصدوق / المجلّد : 6 / الصفحة : 95 / الناشر : دار الكتب الإسلامية ـ تهران.

12. « المزار الكبير » للمشهدي / الصفحة : 523 / الناشر : نشر قيوم.

13. « البلد الأمين والدرع الحصين » للكفعمي / الصفحة : 418 / الناشر : منشورات الأعملي للمطبوعات ـ بيروت.

14. « بحار الأنوار » للشيخ المجلسي / المجلّد : 99 / الصفحة : 127 / الناشر : مؤسسة الوفاء ـ بيروت.

15. « المزار الكبير » للشيخ المفيد / الصفحة : 285 / الناشر : مكتبة العلامة المجلسي.

16. « المزار الكبير » للمشهدي / الصفحة : 485 / الناشر : نشر القيوم.

17. « اقبال الأعمال » للسيّد بن طاووس / الصفحة : 48 / الناشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت.

18. « بحار الأنوار » للشيخ المجلسي / المجلّد : 98 / الصفحة : 269 / الناشر : مؤسسة الوفاء ـ بيروت.

19. « المزار الكبير » للمشهدي / الصفحة : 496 / الناشر : نشر القيوم.

20. « بحار الأنوار » للشيخ المجلسي / المجلّد : 98 / الصفحة : 317 / الناشر : مؤسسة الوفاء ـ بيروت.

21.

22. « مصباح المتهجد » للشيخ الطوسي / الصفحة : 717 / الناشر : مؤسسة فقه الشيعي ـ بيروت.

23. غافر : 60.

24. المائدة : 35.

25. الشورى : 23.

26. سبأ : 47.

27. الفرقان : 57.

28. « مصباح المتهجد » للشيخ الطوسي / الصفحة : 416 / الناشر : مؤسسة فقه الشيعي ـ بيروت.

29. « جمال الاسبوع وكمال العمل المشروع » للسيد بن طاووس / الصفحة : 320 / الناشر : مؤسسة الآفاق.

30. « المزار الكبير » للمشهدي / الصفحة : 573 / الناشر : نشر القيوم.

« المزار الكبير » للمشهدي / الصفحة : 591 / الناشر : نشر القيوم.

 
 

التعليقات   

 
# محمد 2018-04-13 09:31
كيف يمكن تبرير غياب دعاء التوسل عن مؤلفات الأوليين من علمائنا الأبرار كالكليني والصدوق وابن قولويه وامثالهم من نقاد الآثار وحملة الحديث الشريف حتى يصار الى الاعتماد على كتاب عتيق ؟!
ثم هل يوجد أثر آخر مشابه له في مضامينه و طريقة أدائه التي نجدها اليوم في المساجد والحسينيات والمشاهد المشرّفة حيث الدعاء الجماعي ورفع الأكف تمامًا مثلما يفعل المؤمنون في دعائهم الحق تبارك وتعالى ؟
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
# السيّد جعفر علم الهدى 2018-06-01 15:41
الكتب المعروفة : « أي الكافي والاستبصار والتهذيب ومن لا يحضره الفقيه » بل وغيرها من الكتب المعتبرة ، هي مجاميع متّخذة من كتب أصحاب الأئمّة عليهم السلام التي كانت معروفة بالأصول الأربعمائة ؛ وقد كانت الروايات غالباً مبعثرة وغير مبوّبة ، حيث انّ الراوي كان يكتب كلّ ما يسمعه من الإمام المعصوم عليه السلام وهو في مقام الإجابة عن الأسئلة أو التدريس ؛ وقد كان يحضر مجلس الإمام أو درسه جماعات كثيرين من فقهاء العامّة ، ومن الطبيعي ان يراعي الإمام التقيّة حفظاً لدماء الشيعة ، ولذلك عمد المشايخ الثلاثة الى تهذيب هذه الكتب ودفع معارضاتها حسب المستطاع ، واسقاط ما دسّ فيها وعرضها على الكتاب والسنّة القطعيّة ، وبعد تهذيبها وتمحيصها أوردوها في كتبهم.
وكان أكثر اهتمامهم بدرج الروايات والأحاديث الواردة في بيان الأحكام الشرعيّة ، ولأجل ذلك لم يهتمّوا بادراج جميع الأدعية والزيارات ونحوها في مجاميعهم الحديثيّة.
نعم الى جانب ذلك ألّف بعض القدماء كتباً تختصّ بالدعاء والزيارة ونحو ذلك كالشيخ وابن طاووس وابن قولويه والمفيد ، وأوردوا في كتبهم ما يختصّ بهذه الأمور ، ولعلّهم نقلوها من بعض الأصول الأربعمائة أو مؤلّفات أصحابنا القدامى التي ثبت عندهم صحّتها واعتبارها.
ودعاء التوسّل أخرجه العلّامة المجلسي عن بعض الكتب الصحيحة والمعتبرة ، وفيه انّ محمّد بن بابويه روى هذا الدعاء عن الأئمّة عليهم السلام ، وقال : ما دعوت به في أمر إلّا وجدت أثر الإجابة فوراً.
وقد ورد التوسّل بمحمّد وأهل بيته عليهم السلام في روايات وزيارات كثيرة ، بل حتّى عند العامّة :
ففي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4 خطبة مفصلة لفاطمة الزهراء عليها السلام تقول فيه : واحمد الله الذي لعظمته ونوره يبتغي من في السماوات والأرض اليه الوسيلة ونحن وسيلته في خلقه.
وفي صحيح البخاري باب مناقب علي بن أبي طالب « كتاب الفضائل » / الصفحة : 25 ، نقل عن عمر استسقائه بالعبّاس وقوله : اللهمّ انّا كنّا نتوسّل اليك بنبيّنا فتسقينا وانّا نتوسّل اليك بعمّ نبيّك فاسقنا ؟!
وفي الزيارات المأثورة لأمير المؤمنين عليه السلام : أنت وسيلتي الى الله وبك أتوسّل الى ربّي.
وفي دعاء صفوان المعروف بدعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء نقول : فانّي بهما أتوجّه اليك في مقامي هذا وبهم أتوسّل وبهم أتشفّع ...
وفي زيارة الإمام العسكري عليه السلام كما في المفاتيح الجنان ، نقول : واتوسّل اليك يا ربّ بامامنا ...
وفي زيارة الإمام المهدي عليه السلام : فانّي اتوسّل بك وبآبائك الطاهرين الى الله تعالى.
وفي دعاء طلب الرزق [ الكافي ج 3 باب الصلاة في طلب الرزق ص 473 ] عن أبي حمزة عن الباقر : يا محمّد يا رسول الله انّي اتوجّه بك الى الله ...
وفيه باب صلاة الحوائج عن الصادق عليه السلام في دعاء : يا محمّد يا رسول الله أشكوا الى الله واليك حاجتي والى أهل بيتك الراشدين حاجتي وبكم اتوجّه الى الله في حاجتي.
وفي البحار / ج 26 / باب فيه روايات متعدّدة انّ دعاء الأنبياء استجيب بالتوسّل والاستشفاع بمحمّد واهل بيته عليهم السلام.
وفي التوقيع المقدّس المرويّ في البحار كتاب الدعاء عن احتجاج الطبرسي ، الى أن قال : اذا اردتم التوجّه بنا الى الله تعالى والينا فقولوا كما قال الله تعالى : ( سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ ) ...
وفي البحار ج 17 / ص 335 و 336 : توسّل آدم ونوح وابراهيم وموسى عليهم السلام بقولهم : اللهمّ انّي اسألك بحقّ محمّد وآل محمّد فاستجاب لهم.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
# احمد عوده حسن 2017-09-26 12:17
لا شك أن زيارة عاشوراء صحيحة السند لكن المشكلة في الزيادة التي اضافها الكفعمي ونقلها عباس القمي في المفاتيح
اللهم العن اول ظالم ظلم محمد وال محمد وابدأ به والعن الثاني والثالث والرابع ويزيد خامسا
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+2 # السيّد جعفر علم الهدى 2017-11-24 13:41
هذه الفقرة ليست زيادة بل كانت مثبتة في أصل زيارة عاشوراء ، حتّى في زمان الشيخ الطوسي الذي ذكرها في كتابه.
ولما كان الشيخ الطوسي مقرّباً عند الخليفة لمكانته العلميّة حتّى أعدّ له كرسيّاً للتدريس أراد بعض النواصب ان يثير الخليفة ضدّه ، فأراه هذه الفقرة من زيارة عاشوراء التي أثبتها الشيخ الطوسي في كتابه ، فغضب الخليفة وقال للشيخ من هو المراد من الأوّل والثاني والثالث والرابع ؟ فأجاب الشيخ من باب التقيّة : انّ المراد من الأوّل قابيل الذي سنّ قتل الأبرياء ، ومن الثاني عاقر ناقة صالح ، ومن الثالث قاتل يحيى بن زكريّا ، ومن الرابع ابن ملجم الذي قتل أمير المؤمنين عليه السلام ؛ فلولم يكن هذه الفقرة في كتاب الشيخ الطوسي كيف يعترض عليه حتّى يحتاج الى التقيّة في الجواب. [ مجالس المؤمنين نور الله التستري ج 1 / 481 ، الفوائد الرجالية لبحر العلوم ج 3 / 238 الطبعة الحجرية طهران سنة 1219 ]
بل أقول : هذه الفقرة هل توجد في كتاب المصباح للكفعمي أم لا توجد ؟ فاذا كانت موجودة فهو يكفي لثبوتها في الزيارة لأنّ شأن الكفعمي وأمثاله من العلماء الكبار أجلّ وأعظم وأكرم من أن يضيفوا فقرة على الزيارة المنصوصة والمأثورة من قبل المعصومين عليهم السلام ؛ بل هذه الزيارة تشبه الحديث القدسي ، والاضافة فيها يعدّ من الكذب على الله ورسوله ؛ فكيف ينسب إلى علمائنا الأبرار ذلك ؟
ومن المعلوم انّ الزيادة بهذه الكيفيّة غفلة وسهواً من المحال العادي.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
# علي النمر 2017-01-17 16:10
نريد دليل على صحة دعاء التوسل
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+5 # السيّد جعفر علم الهدى 2017-07-21 06:02
لا حاجة إلى إثبات صحّة دعاء التوسّل ، بل مجرّد إحتمال صدوره من المعصوم عليه السلام يكفي في الإتيان به بقصد رجاء المطلوبيّة ؛ وقد ورد في الروايات الصحيحة : « من بلغه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ثواب على عمل فعمله رجاء ذلك الثواب أعطاه الله تعالى ذلك الثواب ».
وأمّا التوسّل بالنبي وآله الأطهار صلوات الله عليهم فهو ثابت قطعاً ، وقد وردت في ذلك روايات متواترة ومعتبرة بل في كتب العامّة توجد روايات تدلّ على التوسّل بالنبي الأعظم وآله الأطهار.
قال الشيخ المجلسي قدّس سرّه : « وجدت في نسخة قديمة من مؤلّفات أصحابنا رضي الله عنهم ما هذا لفظه : ما دعوت في أمر إلّا رأيت سرعة الإجابة ... » ، ثمّ ذكر دعاء التوسّل.
ورواه أيضاً من كتاب عتيق في الخزانة العلويّة ، ومع زيادة في آخره.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

الأدعية والزيارات

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية