هل النّهار خلق قبل الليل ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

( وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ) [ يس : 37 ].

قرأت بعض التفاسير وهي تشير إلى تعاقب الليل بعد النهار ، ولكن أصل الحالة في الكون هي الظلام فيما عدا ضوء النجوم الذي يضيء محيطه فقط ، أمّا الحالة العامّة فهي الظلام.

وهذا ينطبق على الكرة الأرضيّة ، فالحالة الطارئه هي النهار بسبب ضوء نجم الشمس الذي يضيء محيطه ومنه الأرض.

أمّا الليل فنصف الكرة الأرضيّة المعاكس لاتّجاه الشمس يكون مواجه للحالة الأصليّة والعامّة وهي ظلام الكون ، فبذلك يكون مصداق انسلاخ الطارئ وهو النهار من الأصل ، وهو الليل ، فإذا هم مظلمون.

فهل يكون ذلك وجه من أوجه معاني الآية من باب التدبّر ؟

الجواب :

يظهر من بعض الروايات أنّ النّهار خلق قبل الليل.

ففي رواية عن الباقر عليه السّلام قال : « الشّمس سلطان النّهار والقمر سلطان الليل لا ينبغي للشّمس أن يكون مع ضوء القمر في الليل ولا يسبق الليل النّهار ».

وفي تفسير العيّاشي عن الرضا عليه السلام قال : « إنّ النّهار خلق قبل الليل ».

وفي الاحتجاج عن الصّادق عليه السلام : « خلق النّهار قبل الليل والشّمس قبل القمر ».

وزاد في الكافي : « وخلق النّور قبل الظّلمة ».

ويظهر ذلك من قوله تعالى : ( وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ) [ يس : 40 ] ، أيّ الليل يسبقه النّهار.

وقد يستدّل على ذلك بوجه عقلي عرفاني وهو أنّ الوجود نور ، والظّلمة عدم ، والله تعالى خلق الموجودات وأفاض عليها الوجود.

وفي الروايات عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : « أوّل ما خلق الله نوري » ، فلا محالة يكون النّور مخلوقاً قبل الظّلمة ، بل الظّلمة معناها عدم وجود النّور وإستتاره.

 
 

أضف تعليق

تفسير وشأن النزول الآيات

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية