في الفضائل الثابتة لامير المؤمنين عليه السلام حال خلقه وولادته

البريد الإلكتروني طباعة

في الفضائل الثابتة له حال خلقه وولادته

ولد أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة ولم يولد أحد سواه فيها لا قبله ولا بعده (1).

روى صاحب كتاب ( بشائر المصطفى ) (2) عن يزيد بن قعنب (3) قال : كنت جالساً مع العبّاس عبد المطلب وفريق من بني (4) عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أمّ أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ. وكانت حاملاً (5) به (6) لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق.

فقالت : يا ربّي (7) إنّي مؤمنة بك (8) وبما جاء من عندك من رسل وكتب. وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ وإنّه بنى بيتك (9) العتيق. فبحقّ الذي (10) بني هذا البيت وبحقّ (11) المولود الذي في بطني إلا ما (12) يسّرت على ولادتي.

قال يزيد بن قعنب (13) : فرأيت (14) البيت قد انشقّ (15) عن ظهره ودخلت فاطمة فيه (16) وغابت عن أبصارنا (17) وعاد البيت (18) إلى حاله (19). فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح. فعلمنا أن ذلك من أمر (20) الله ـ تعالى ـ. ثمّ خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها (21) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ فقالت (22) : قد فضلت على من تقدمني من النساء لأنّ آسية بنت مزاحم عبدت الله سراً في موضع لا يحبّ الله أن يعبد (23) فيه إلا اضطراراً وأنّ مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتّى أكلت منها رطباً جنيّاً وأنّي دخلت بيت الله الحرام فأكلت (24) من ثمار الجنّة وأرزاقها (25). فلمّا أردت أخرج هتف بي هاتف : يا فاطمة سمّيه عليّاً فهو علي. والله العلي الأعلى يقول : إنّي (26) شققت اسمه من اسمي وأدّبته بأدبي وأوقفته (27) على غامض علمي وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدّسني ويمجدني.

فطوبى لمن أحبّه وأطاعه وويل لمن أبغضه وعصاه.

[ قالت (28) فولدت عليّاً ولرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ثلاثون سنة. فأحبّه (29) رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ حبّاً شديداً.

وقال لي (30) : اجعلي مهده بقرب فراشي وكان ـ صلّى الله عليه وآله ـ (31) يلي أكثر تربيته وكان يطهر عليّاً في وقت غسله ويجره اللبن (32) عند شربه ويحرك مهده عند نومه ويناغيه في يقظته ويحمله على صدره.

ويقول : هذا أخي ووليي وناصري وصفيي وذخري وكهفي وصهري (33) ووصيي وزوج كريمتي وأميني وصيّتي وخليفتي. وكان يحمله دائماً ويطوف به جبال مكّة وشعابها وأوديتها ] (34).

الهوامش

1. أخرج الفقرة السابقة العلامة المجلسي في البحار 35 / 16 ـ 17 ، عن إرشاد المفيد وإعلام الورى الطبرسي ، ببعض الاختلاف والزيادات ، ثم قال : أقول : ذكر العلامة في كشف اليقين نحوه.

2. الصحيح : « بشارة المصطفى » لشيعة المرتضى ، للشيخ عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسمعلي بن محمد بن علي بن رستم بن نردبان الطبري الآملي الكحي، من أجلاء العلماء في القرن السادس ، وقال العلامة المتتبع الشيخ آقا بزرك الطهراني ، وفي الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، 3 / 118 ، بعد ذكر كتابه هذا : كانت عند شيخنا العلامة النوري نسخة توجد اليوم عند الشيخ محمد السماوي وليست فيها الخطبة التي خطبها ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في آخر شعبان ، مع أن السيد علي بن طاووس في أعمال شهر رمضان من كتابه « الإقبال » نقل تلك الخطبة عن كتاب « بشارة المصطفى ». فيظهر أن الموجود ليس تمام الكتاب.

3. م : قعيب.

أخرجه العلامة المجلسي في البحار 35 / 9 عن كشف اليقين وكشف الحق ويوجد في بشارة المصطفى / 7 ـ 8 ، من دون الفقرة النهائية التي سنشير إليها ـ إن شاء الله وبيان الأخير من قبل العلامة الطهراني في النسخة الموجودة من بشارة المصطفى كاف لتوضيح هذا الاختلاف.

4. ليس في البحار.

5. البحار حاملا.

6. من م والمصدر.

7. هكذا في م والمصدر. وفي سائر النسخ: يا رب.

8. هكذا في م والمصدر. وفي سائر النسخ : بك مؤمنة.

9. هكذا في المصدر ، وفي سائر النسخ : البيت.

10. هكذا في المصدر ، وفي سائر النسخ : هذا الذي.

11. من المصدر.

12. المصدر والبحار : لما.

13. م : قعيب.

14. المصدر والبحار : فرأينا.

15. المصدر والبحار : انفتح.

16. ليس في المصدر.

17. المصدر : أبصارنا فيه.

18. من م.

19. البحار والمصدر : ( والتزق الحائط ) بدل : ( وعاد البيت إلى حاله ).

20. المصدر والبحار : أمر من أمر.

21. البحار : ( بعد الرابع وبيدها ) بدل : ( في اليوم الرابع وعلى يدها ).

22. هكذا في المصدر. وفي النسخ : ثم قالت.

23. المصدر والبحار : لا يحب أن يعبد الله.

24. هكذا في المصدر ، م ود. وفي سائر النسخ : وأكلت.

25. البحار : أوراقها.

26. من المصدر.

27. من البحار : وقفة.

أ : واقفة.

28. هكذا في البحار ود. وفي سائر النسخ : قال.

29. م والبحار : وأحبه.

30. هكذا في ( خ ل ) وفي متنه سائر النسخ : لهما.

31. البحار : رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ.

32. أي : يجعل اللبن في فيه.

33. البحار : ( وظهري وظهيري ) ولعله الأظهر.

34. ليس في المصدر.

مقتبس من كتاب : [ كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ] / الصفحة : 17 ـ 23

 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية