ندبة علي عليه السلام عند دفن الزهراء عليها السلام

البريد الإلكتروني طباعة

ندبة علي عليه السلام عند دفن الزهراء عليها السلام

وعبّر أمير المؤمنين عليه السلام عن تلك المظلوميّة حينما فرغ من دفن الزهراء عليها السلام ، حيث هاج به الحزن ، فأرسل دموعه علىٰ خدّيه ، وحوّل وجهه إلىٰ قبر أخيه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : « السلام عليك يا رسول الله ، عنّي وعن ابنتك النازلة في جوارك ، والبائنة في الثرىٰ ببقعتك ، والمختار الله لها سرعة اللحاق بك.

إلىٰ أن قال : وإلىٰ الله أشكو ، وستنبئك ابنتك بتضافر أُمتك علىٰ هضمها ، فأحفها السؤال ، واستخبرها الحال ، فكم من غليلٍ معتلجٍ بصدرها لم تجد إلىٰ بثّه سبيلاً ، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين.

إلى أن قال : واهاً واهاً ! والصبر أيمن وأجمل ، ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث عندك لزاماً معكوفاً ، ولأعولت إعوال الثكلىٰ علىٰ جليل الرزية ، فبعين الله تُدفَن ابنتك سرّاً ، ويُهضَم حقّها قهراً ، ويُمنَع إرثها جهراً ، ولم يطل العهد ، ولم يخلق منك الذكر ، فإلىٰ الله يا رسول الله المشتكىٰ ، وفيك يا رسول الله أجمل العزاء ، صلّىٰ الله عليك وعليها السلام والرضوان (1).

وقام عليه السلام علىٰ شفير القبر فقال :

     

لكلِّ اجتماعٍ من خليلين فرقة

 

وكلّ الذي دون الفراق قليلُ

وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ

 

دليلٌ علىٰ أن لا يدوم خليلُ (2)

ثمّ قال عليه السلام : اللهمَّ إني راضٍ عن ابنة نبيّك ، اللهمَّ إنّها قد أُوحشت فآنسها ، اللهمَّ إنّها قد هُجرت فصِلها ، اللهمَّ إنّها قد ظُلمت فاحكم لها ، وأنت خير الحاكمين » (3).

الهوامش

1. أمالي المفيد : ٢٨١ / ٧. وأمالي الطوسي : ١٠٩ / ١٦٦. والكافي / الكليني ١ : ٤٥٨ / ٣. وبحار الأنوار ٤٣ : ١٩٣ / ٢١ و ٢١٠ / ٤٠. وراجع : نهج البلاغة / صبحي الصالح : ٣١٩ الخطبة ٢٠٢. وشرح ابن أبي الحديد ١٠ : ٢٦٥ / ١٩٥. وتذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي : ٣١٩ ـ ٣٢٠. وكشف الغمة / الاربلي ١ : ٥٠٤ ـ ٥٠٥.

2. الكامل / المبرد ٤ : ٣٠. وشرح ابن أبي الحديد ١٠ : ٢٨٨. والموفقيات / ابن بكار : ١٩٤ / ١٠٦. ومروج الذهب / المسعودي ٢ : ٢٩١. ومستدرك الحاكم ٣ : ١٦٣. وتذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي : ٣١٩.

3. الخصال / الصدوق : ٥٨٨.

كتاب : [ سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام ] / الصفحة : 234 ـ 235

 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية