كرامات الإمام الباقر عليه السلام

البريد الإلكتروني طباعة

كرامات الإمام الباقر عليه السلام

يتميّز الأئمّة عليهم السلام بارتباطٍ خاصٍّ بالله تعالى وعالَم الغيب ، بسبَبِ مقامِ العصمة والإمامة ، ولَهُم ـ مثل الأنبياء ـ معاجزٌ وكرامَاتٌ تؤيِّد ارتباطهم بالله تعالى ، وكونَهم أئمّة.

وللإمام الباقر عليه السلام معاجزٌ وكراماتٌ كثيرةٌ ، سجَّلَتْها كتبُ التاريخ ، ونذكر هنا بعضاً منها :

الكرامة الأولى :

عن عباد بن كثير البصري قال : قلت للباقر عليه السلام : ما حقّ المؤمن على الله ؟ فصرف وجهه ، فسألته عنه ثلاثاً ، فقال : من حقّ المؤمن على الله أن لو قال لتلك النخلة أقبلي لأقبلت.

قال عباد : فنظرت والله إلى النخلة التي كانت هناك قد تحرّكت مقبلة ، فأشار إليها : قري فلم أعنك.

الكرامة الثانية :

عن أبي الصباح الكناني قال : صرت يوماً إلى باب أبي جعفر الباقر عليه السلام ، فقرعت الباب ، فخرجت إليّ وصيفة ناهد ، فضربت بيدي إلى رأس ثديها ، وقلت لها : قولي لمولاك إنّي بالباب ، فصاح من آخر الدار : أدخل لا أمّ لك ، فدخلت وقلت : والله ما قصدت ريبة ولا أردت إلّا زيادة في يقيني ، فقال : صدقت لئن ظننتم أنّ هذه الجدران تحجب أبصارنا كما تحجب أبصاركم ، إذن لا فرق بيننا وبينكم ، فإيّاك أن تعاود لمثلها.

الكرامة الثالثة :

أنّ حبابة الوالبية دخلت على الإمام الباقر عليه السلام ، فقال لها : ما الذي أبطأ بك عنّي ، قالت بياض عرض في مفرق رأسي شغل قلبي ، قال : أرينيه ، فوضع عليه السلام يده عليه ، ثمّ رفع يده فإذا هو أسود ، ثمّ قال : هاتوا لها المرآة ، فنظرت وقد أسودّ ذلك الشعر.

الكرامة الرابعة :

عن أبي بصير قال : كنت مع الإمام الباقر عليه السلام في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله قاعداً ، حدّثنا ما مات علي بن الحسين عليهما السلام إذ دخل الدوانيقي ، وداود بن سليمان قبل أن أفضي الملك إلى ولد العبّاس ، وما قعد إلى الباقر عليه السلام إلّا داود ، فقال عليه السلام : ما منع الدوانيقي أن يأتي ؟ قال : فيه جفاء.

قال الإمام الباقر عليه السلام : لا تذهب الأيّام حتّى يلي أمر هذا الخلق ، فيطأ أعناق الرجال ، ويملك شرقها وغربها ، ويطول عمره فيها ، حتّى يجمع من كنوز الأموال ما لم يجمع لأحد قبله ، فقام داود وأخبر الدوانيقي بذلك ، فأقبل إليه الدوانيقي وقال : ما منعني من الجلوس إليك إلّا إجلالاً لك ، فما الذي أخبرني به داود ؟ فقال : هو كائن.

فقال : وملكنا قبل ملككم ؟ قال : نعم ، قال : ويملك بعدي أحد من ولدي ، قال : نعم ، قال : فمدّة بني أميّة أكثر أم مدّتنا ؟ قال : مدّتكم أطول ، وليتلقفن هذا الملك صبيانكم ، ويلعبون به كما يلعبون بالكرة ، هذا ما عهده إليّ أبي ، فلمّا ملك الدوانيقي تعجّب من قول الباقر عليه السلام.

الكرامة الخامسة :

عن أبي بصير قال : قلت يوماً للباقر عليه السلام : أنتم ذرّية رسول الله ؟ قال : نعم ، قلت : ورسول الله وارث الأنبياء كلّهم ؟ قال : نعم ، ورث جميع علومهم ، قلت : وأنتم ورثتم جميع علم رسول الله ؟ قال : نعم ، قلت : وأنتم تقدرون أن تحيوا الموتى ، وتبرءوا الأكمه والأبرص ، وتخبروا الناس بما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم ؟ قال : نعم ، بإذن الله.

ثمّ قال : أدن منّي يا أبا بصير ، فدنوت منه ، فمسح يده على وجهي ، فأبصرت السهل والجبل والسماء والأرض ، ثمّ مسح يده على وجهي ، فعدت كما كنت لا أبصر شيئاً ، قال : ثمّ قال لي الباقر عليه السلام : إن أحببت أن تكون هكذا كما أبصرت ، وحسابك على الله ، وإن أحببت أن تكون كما كنت وثوابك الجنّة ، فقلت : أكون كما كنت والجنّة أحبّ إليّ.

الكرامة السادسة :

عن جابر الجعفي قال : كنّا عند الإمام الباقر عليه السلام نحواً من خمسين رجلاً ، إذ دخل عليه كثير النواء ، وكان من المغيرية فسلّم وجلس ، ثمّ قال : إنّ المغيرة بن عمران عندنا بالكوفة ، يزعم أنّ معك ملكاً يعرّفك الكافر من المؤمن ، وشيعتك من أعدائك ، قال : ما حرفتك ؟ قال : أبيع الحنطة ، قال : كذبت.

قال : وربما أبيع الشعير ، قال : ليس كما قلت ، بل تبيع النوى ، قال : من أخبرك بهذا ؟ قال : الملك الذي يعرّفني شيعتي من عدوّي ، لست تموت إلّا تائهاً.

قال جابر الجعفي : فلمّا انصرفنا إلى الكوفة ، ذهبت في جماعة نسأل عن كثير ، فدللنا على عجوز ، فقالت : مات تائهاً منذ ثلاثة أيّام.

الكرامة السابعة :

عن أبي بصير قال : كنت مع الإمام الباقر عليه السلام في المسجد ، إذ دخل عليه عمر بن عبد العزيز ، عليه ثوبان ممصران متّكئاً على مولى له ، فقال عليه السلام : ليلين هذا الغلام ، فيظهر العدل ، ويعيش أربع سنين ، ثمّ يموت ، فيبكي عليه أهل الأرض ، ويلعنه أهل السماء ، فقلنا : يا ابن رسول الله ، أليس ذكرت عدله وإنصافه ؟ قال : يجلس في مجلسنا ، ولا حقّ له فيه ، ثمّ ملك وأظهر العدل جهده.

الكرامة الثامنة :

عن عاصم بن أبي حمزة قال : ركب الإمام الباقر عليه السلام يوماً إلى حائط له ، وكنت أنا وسليمان بن خالد معه ، فما سرنا إلّا قليلاً ، فاستقبلنا رجلان ، فقال عليه السلام : هما سارقان خذوهما ، فأخذناهما ، وقال لغلمانه : استوثقوا منهما ، وقال لسليمان : انطلق إلى ذلك الجبل مع هذا الغلام إلى رأسه ، فإنّك تجد في أعلاه كهفاً فادخله ، وصر إلى وسطه فاستخرج ما فيه ، وادفعه إلى هذا الغلام يحمله بين يديك ، فإنّ فيه لرجل سرقة ، ولآخر سرقة.

فخرج واستخرج عيبتين ، وحملهما على ظهر الغلام ، فأتى بهما الباقر عليه السلام ، فقال : هما لرجل حاضر ، وهناك عيبة أخرى لرجل غائب سيحضر بعد ، فذهب واستخرج العيبة الأخرى من موضع آخر من الكهف ، فلمّا دخل الباقر عليه السلام المدينة ، فإذا صاحب العيبتين ادّعى على قوم ، وأراد الوالي أن يعاقبهم ، فقال الباقر عليه السلام : لا تعاقبهم ، ورد العيبتين إلى الرجل.

ثمّ قطع السارقين ، فقال أحدهما : لقد قطعتنا بحق ، والحمد لله الذي أجرى قطعي وتوبتي على يدي ابن رسول الله ، فقال الباقر عليه السلام : لقد سبقتك يدك التي قطعت إلى الجنّة بعشرين سنة ، فعاش الرجل عشرين سنة ، ثمّ مات.

قال : فما لبثنا إلّا ثلاثة أيّام حتّى حضر صاحب العيبة الأخرى ، فجاء إلى الباقر عليه السلام ، فقال له : أخبرك بما في عيبتك وهي بختمك ؟ فيها ألف دينار لك ، وألف أخرى لغيرك ، وفيها من الثياب كذا وكذا.

قال : فإن أخبرتني بصاحب الألف دينار من هو ؟ وما اسمه ؟ وأين هو ؟ علمت أنّك الإمام المنصوص عليه المفترض الطاعة ، قال : هو محمّد بن عبد الرحمن ، وهو صالح كثير الصدقة ، كثير الصلاة ، وهو الآن على الباب ينتظرك ، فقال الرجل ـ وهو بربري نصراني ـ : آمنت بالله الذي لا إله إلّا هو ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّك الإمام المفترض الطاعة ، وأسلم.

الكرامة التاسعة :

عن محمّد بن أبي حازم قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام ، فمرّ بنا زيد بن علي ، فقال أبو جعفر : أمّا والله ليخرجن بالكوفة ، وليقتلن وليطافن برأسه ، ثمّ يؤتى به ، فينصب على قصبة في هذا الموضع ، وأشار إلى الموضع الذي قتل فيه ، قال : سمع أذناي منه ، ثمّ رأت عيني بعد ذلك ، فبلغنا خروجه وقتله ، ثمّ مكثنا ما شاء الله ، فرأينا يطاف برأسه ، فنصب في ذلك الموضع على قصبة فتعجّبنا.

الكرامة العاشرة :

إنّ الإمام الباقر عليه السلام جعل يحدّث أصحابه بأحاديث شداد ، وقد دخل عليه رجل يقال له النضر بن قرواش ، فاغتمّ أصحابه لمكان الرجل ممّا يستمع حتّى نهض ، فقالوا : قد سمع ما سمع وهو خبيث ، قال : لو سألتموه عمّا تكلّمت به اليوم ما حفظ منه شيئاً.

قال بعضهم : فلقيته بعد ذلك ، فقلت : الأحاديث التي سمعتها من أبي جعفر أحبّ أن أعرفها ، فقال : والله ما فهمت منها قليلاً ولا كثيراً.

المصدر : مؤسّسة السبطين العالميّة

 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية