زيارة الأئمّة عليهم السلام بالبقيع

البريد الإلكتروني طباعة

باب زيارة الأئمّة عليهم السلام بالبقيع

أبي محمّد الحسن بن علي ، وأبي محمّد علي بن الحسين زين العابدين ، وأبي جعفر محمّد بن علي الباقر ، وأبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق صلوات الله عليهم أجمعين.

١ ـ فإذا أتيتهم فقف عندهم واجعل القبر بين يديك ، وقل :

السلام عليكم أئمّة الهدى ، السلام عليكم أهل التقوى ، السلام عليكم أيّها الحجج على أهل الدنيا ، السلام عليكم أيّها القوام في البريّة ، السلام عليكم أهل الصفوة ، السلام عليكم أهل النجوى (1) .

اشهد انّكم قد بلغتم ونصحتم وصبرتم في ذات الله عزّ وجلّ ، وكذبتم وأسئ إليكم فغفرتم ، واشهد انّكم الأئمّة الراشدون المهديّون ، وان طاعتكم مفروضة ، وان قولكم الصدق ، وانّكم دعوتم فلم تجابوا ، وأمرتم فلم تطاعوا ، وانّكم دعائم الدين ، وأركان الأرض.

لم تزالوا بعين الله (2) عزّ وجلّ ، ينسخكم في أصلاب كلّ مطهّر ، وينقلكم في الأرحام الطاهرات ، لم تدنسكم الجاهليّة الجهلاء ، ولم تشرك فيكم فتن الأهواء (3) طبتم وطهرتم.

من بكم علينا ديّان الدين ، فجعلكم في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه ، وجعل صلاتنا عليكم ، رحمة لنا وكفّارة لذنوبنا ، واختاركم لنا ، وطيب خلقنا بما من به علينا من ولايتكم ، وكنّا عنده مسمين.

وهذا مقام من أسرف واخطأ ، واستكان (4) وأقرّ بما جنى ، يرجو بمقامه الخلاص ، وان يستنقذه بكم مستنقذ الهلكى ، فكونوا لي شفعاء ، فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم مخالفوكم عنكم من أهل الدنيا ، واتّخذوا آيات الله هزواً ولعباً واستكبروا عنها (5).

ثمّ ترفع رأسك وتقول :

يا من هو قائم لا يسهو ، ودائم لا يلهو ، ومحيط بكل شيء ، لك المنّ بما وفقتني وعرفتني بما أعنتني عليه ، إذ صدّ عنه عبادك ، وجهلوا معرفتهم ، واستخفوا بحقّهم ، ومالوا إلى سواهم ، وكانت المنّة لك عليّ ومنك إليّ.

فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي هذا مذكوراً مكتوباً ، فلا تحرمني ما رجوت ، ولا تخيبني فيما دعوت.

وادع لنفسك ولوالديك ولمن أحببت بما شئت من الدعاء ، وصلّ لكلّ إمام ركعتين زيارة مندوباً وانصرف (6).

الهوامش

1. رواه في الكامل : ١١٧ ، عنه البحار ١٠٠ : ٢٠٣ ، ذكره في مصباح المتهجد : ٦٥٧.

2. أهل النجوي : أيّ تناجون الله ويناجيكم ، أو عندكم الأسرار التي ناجى الله بها رسوله.

3. لم تزالوا بعين الله : أيّ منظورين بعين عنايته ولطفه.

4. لم تشرك فيكم فتن الأهواء : لم يصادفكم في آبائكم أهل الأهواء الباطلة ، أيّ لم يكونوا كذلك بل كانوا على الحقّ والدين القويم ، أو المراد خلوص نسبهم عن الشبهة ، أو انّه لم تشرك في عقائدكم وأعمالكم فتن الأهواء والبدع ـ البحار.

5. استكان : تضرع.

6. ثمّ ترفع رأسك وتقول ( خ ل ).

مقتبس من كتاب [ المزار الكبير ] / الصفحة : 86 ـ 88

 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية