في وفاة النبيّ صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله

البريد الإلكتروني طباعة

أمّا النبيّ صلّى الله عليه وآله

فاختلف أنّه في صفر أو ربيع الأوّل ، وعيّنه القائلون بالأوّل في الثامن والعشرين ، كالمفيد في إرشاده ومسارّه (1) والشيخ في تهذيبه ومصباحيه (2).

واختلف القائلون بالثاني ، فالمسعودي في إثباته والنوبختي في فرقه أطلقاه (3) وعيّنه الكافي والمسترشد في الثاني عشر (4) ونقل عن صاحب المغازي (5) ورواه المجالس عن أبي بكر وعمر (6) وجعل المجلسي الكليني هنا أيضاً كالمولد متفرّداً ومخالفاً للشهرة (7) مع أنّ المسعودي والنوبختي ومحمّد بن جرير بن رستم الطبري ـ وهم من الفحول ـ قد عرفت موافقتهم له ، كما أنّ القول الأوّل الّذي جعله مشهوراً لم نقف على قائل به قبل المفيد والمتأخّرون تابعون له وللشيخ غالباً في آرائهما في الفقه وغيره ، كما أنّ الشيخ تابع لشيخه غالباً أيضاً.

والعامّة اتّفقوا على أنّه في ربيع الأوّل ، لكنّهم اختلفوا في يومه ، فقال صاحب المغازي بالثاني عشر كما تقدّم (8).

وعن الثعلبي والقاضي أبي بكر في البرهان وابن الكلبي وأبي مخنف (9) وابن الخشّاب راويا له عن الباقر عليه‌ السلام أنّه لليلتين خلتا منه. (10)

وعن الخوارزمي في أوّله (11).

وعن البغوي روايته لثمان عشرة ليلة منه (12).

وعن ابن الجوزي والحافظ ابن حزم روايتهما في الاثنين والعشرين (13).

وقيل : لثمان منه (14). وقيل : لعشر (15).

واتّفقت روايات الخاصّة والعامّة على أنّه كان يوم الاثنين (16).

وادّعى بعض العامّة إجماع المسلمين أيضاً أنّ عرفة حجّة الوداع كانت يوم الجمعة (17) وهو لا ينطبق على الثامن والعشرين من صفر ، ولا على الثاني عشر من ربيع الأوّل ، وإنّما ينطبق على قول أوّل الربيع وثانيه.

فلا يبعد ترجيح الثاني ، لشهرته وروايته عن الباقر عليه‌ السلام (18) إلّا أنّ الكلام في إثبات ذاك الإجماع.

كما أنّ المشهور أنّ وفاة الصدّيقة كانت في ثالث جمادى الآخرة ، وقد ورد في الصحيح عيشها بعد أبيها خمسة وسبعون يوماً (19) وهو أيضاً لا ينطبق على أحد من قولي الخاصّة ، لكن تلك الشهرة غير معلومة ، مع أنّ الظاهر كون « سبعين » محرّف « تسعين » فينطبق على الأوّل منهما.

وأمّا سنته : فعن ابن الخشّاب روايته عن الباقر عليه‌ السلام كونه سنة عشر من الهجرة (20) وبه قال المفيد في مسارّه وإرشاده (21) والنوبختي في فرقه (22) والشيخ في تهذيبه ومصباحه الكبير (23).

وقال المسعودي في إثباته والشيخ في مصباحه الصغير سنة إحدى عشرة (24). وهو الصحيح ، للاتّفاق على أنّ سنّه ثلاث وستّون وتوقّفه صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم بالمدينة بعد قدومها عشر سنين كوامل ، ولأنّ الشيخين أيضاً قالا في وفاة فاطمة عليها‌ السلام بأنّها كانت سنة إحدى عشرة (25) وقد أجمعوا على أنّ وفاتهما في سنة. والخبر (26) محمول على أنّه توفّي بعد عشر من هجرته ، لا في العاشرة من هجرته ولكن كلام الشيخين غفلة ، كيف ! وقد عبرا في وفاة الصدّيقة بإحدى عشرة.

الهوامش

1. الإرشاد : ١٠١ ، مسارّ الشيعة « مصنّفات الشيخ المفيد » ٧ : ٤٦.

2. التهذيب ٦ : ٢ ، مصباح المتهجّد : ٧٩٠.

3. إثبات الوصيّة : ١٠٦ ، فرق الشيعة : ٢.

4. الكافي ١ : ٤٣٩ ، المسترشد في الإمامة ١١٣ ، ح ١.

5. المغازي ٣ : ١١٢٠.

6. الأمالي للشيخ الطوسي : المجلس العاشر ، ح ٢٩.

7. البحار ٢٢ : ٥١٤.

8. المغازي ٣ : ١١٢٠.

9. نقل عنهم في البحار ٢٢ : ٥١٤ و ٥٣٤.

10. عنه في كشف الغمّة ١ : ١٤.

11. نقل عنه في البحار ٢٢ : ٥٣٥.

12. نقل عنه في البحار ٢٢ : ٥٠٣.

13. نقل عنهما في البحار ٢٢ : ٥٠٤.

14. نسبهما العلّامة المجلسي قدّس سرّه إلى القيل ولم يعيّن قائلهما ، البحار ٢٢ : ٥٠٤ ، ٥٠٣.

15. نسبهما العلّامة المجلسي قدس سرّه إلى القيل ولم يعيّن قائلهما ، البحار ٢٢ : ٥٠٤ ، ٥٠٣.

16. راجع البحار ٢٢ : ٥٠٣.

17. نقله في البحار عن ذي النسبين ٢٢ : ٥٣٥.

18. كشف الغمّة ١ : ١٤.

19. الكافي ١ : ٤٥٨.

20. نقل عن تاريخ ابن الخشّاب كشف الغمّة ١ : ١٤.

21. مسارّ الشّيعة « مصنّفات الشيخ المفيد » ٧ : ٤٦ ، الإرشاد : ١٠١ ، لكن فيهما : سنة إحدى عشرة.

22. فرق الشيعة : ٢.

23. التهذيب ٦ : ٢ ، مصباح المتهجّد : ٧٩٠ وفيه : سنة إحدى عشرة.

24. إثبات الوصيّة : ١٠٦ ، مختصر المصباح « مخطوط ».

25. ـ مسارّ الشيعة « مصنّفات الشيخ المفيد » ٧ : ٥٤ ، مصباح المتهجّد : ٧٩٣.

26. يعني خبر ابن الخشّاب عن الباقر عليه السلام المتقدّم آنفاً.

مقتبس من كتاب : [ رسالة في تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام ] / الصفحة : 26 ـ 28

 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية