أدلّة الرجعة : الضرورة

البريد الإلكتروني طباعة

أدلّة الرجعة : الضرورة

ممّا يدلّ علىٰ ذلك ، الروايات الكثيرة الواردة عن أئمة الهدىٰ عليهم السلام والتي هي نصّ صريح في ضرورة الإعتقاد بالرجعة ، ومنها : ما رواه الشيخ الصدوق في كتاب صفات الشيعة بالاسناد عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال : «‎ من أقرّ بسبعة أشياء فهو مؤمن ـ وذكر منها ـ الإيمان بالرجعة » (1).

وروىٰ عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال : «‎ من أقرّ بتوحيد الله ـ وساق الكلام إلىٰ أن قال ـ وأقرّ بالرجعة والمتعتين ، وآمن بالمعراج ، والمُساءلة في القبر ، والحوض ، والشفاعة ، وخلق الجنّة والنار ، والصراط والميزان ، والبعث والنشور ، والجزاء والحساب ، فهو مؤمن حقّاً ، وهو من شيعتنا أهل البيت عليهم السلام » (2).

ومما يدلُّ علىٰ أنّ الإعتقاد بالرجعة من ضروريّات مذهب الإماميّة ، ورودها في الأدعية والزيارات المرويّة عن الأئمّة الهداة من عترة المصطفىٰ عليهم السلام ، والتي علّموها لشيعتهم منها زيارة الإمام الحسين عليه السلام المرويّة في المصباح عن الإمام الصادق عليه السلام وفيها : « وأُشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله أنّي بكم مؤمن ، وبإيابكم موقن » (3) ، والمراد بالإياب : الرجعة.

وفي الإقبال والمصباح في الدعاء في اليوم الذي ولد فيه الإمام الحسين عليه السلام المروي عن الهمداني وكيل الإمام أبي محمد العسكري عليه السلام وفيه : « المُعوَّض من قتله أنّ الأئمّة من نسله ، والشفاء في تربته ، والفوز معه في أوبته ـ إلىٰ قوله ـ فنحن عائذون بقبره نشهد تربته وننتظر أوبته » (4) ، والأوبة : الرجعة.

وفي زيارات الإمام القائم عليه السلام التي ذكرها السيّد ابن طاووس فقرات كثيرة تدلّ علىٰ ذلك ، ففي بعضها : « فاجعلني يا ربِّ فيمن يكرّ في رجعته ، ويملك في دولته ، ويتمكّن في أيّامه » (5).

وروىٰ السيّد ابن طاووس بالاسناد عن الإمام الصادق عليه السلام في زيارة النبي والأئمّة عليهم السلام ومنها : « إنّي من القائلين بفضلكم ، مقرٌّ برجعتكم ، لا أنكر لله قدرة » (6).

قال الحرّ العاملي : والذي يدلّ علىٰ صحّة الرجعة الضرورة ، فإنّ ثبوت الرجعة من ضروريّات مذهب الإماميّة عند جميع العلماء المعروفين والمصنّفين المشهورين ، بل يعلم العامّة أنّ ذلك من مذهب الشيعة ، فلا ترىٰ أحداً يعرف اسمه ويعلم له تصنيف من الإماميّة يصرّح بإنكار الرجعة ولا تأويلها .. والذي يُعلم بالتتبّع أنَّ صحّة الرجعة أمر محقّق معلوم مفروغ منه مقطوع به ضروري عند أكثر علماء الإماميّة أو الجميع ، حتّىٰ لقد صنفت الإماميّة كتباً كثيرة في إثبات الرجعة ، كما صنّفوا في إثبات المتعة وإثبات الإمامة وغير ذلك (7).

وممّا يدل علىٰ أنَّ صحّة الرجعة أمرٌ قد صار ضرورياً ما نقل عن « كتاب سليم بن قيس الهلالي » الذي صنّفه في زمان أمير المؤمنين عليه السلام وقوله : حتّىٰ صرت ما أنا بيوم القيامة أشد يقيناً منّي بالرجعة (8).

الهوامش

1. حقّ اليقين ، للسيّد عبد الله شبر ٢ : ٢٠.

2. المصدر السابق.

3. المصدر السابق : ١٥.

4. المصدر السابق ٢ : ١٥.

5. حقّ اليقين ، للسيّد عبد الله شبر ٢ : ١٥.

6. المصدر السابق.

7. الايقاظ من الهجعة ، للحر العاملي : ٦٠.

8. المصدر السابق : ٦٤.

مقتبس من كتاب : [ الرّجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت ] ، الصفحة : 50 إلى 52

 

أضف تعليق

الرجعة

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية