إنطباعات عن شخصيّة أبو الفضل عليه السلام من كلمات الإمام السجّاد عليه السلام
أمّا الإمام زين العابدين عليه السلام فهو من المؤسّسين للتقوى والفضيلة في الإسلام ، وكان هذا الإمام العظيم يترحّم دوماً على عمّه العبّاس ، ويذكر بمزيد من الإجلال والإكبار تضحياته الهائلة لأخيه الحسين ، وكان ممّا قاله في حقّه هذه الكلمات القيّمة :
« رَحِمَ اللهُ عَمِّيَ الْعَبّاسَ ، فَلَقَدْ آثَرَ وَأَبْلىٰ ، وَفَدىٰ أَخاهُ بِنَفْسِهِ حَتّىٰ قُطِعَتْ يَداهُ ، فَأَبْدَلَهُ اللهُ ، عَزَّ وَجَلَّ بِهِما جِناحَيْنِ يَطيرُ بِهِما مَعَ الْمَلائِكَةِ في الْجَنَّةِ كَما جَعَلَ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبي طالِبٍ ، وَإِنَّ لِلْعَبّاسِ عِنْدَ اللهِ تَبارَكَ وَتَعالىٰ مَنْزِلَةً يَغْبِطُهُ بِها جَميعُ الشُّهَداءِ يَوْمَ الْقِيامَةِ » (1) .
وألمّت هذه الكلمات بأبرز ما قام به أبو الفضل من التضحيات تجاه أخيه أبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام ، فقد أبدى في سبيله من ضروب الإيثار وصنوف التضحية ما يفوق حدّ الوصف ، وما كان به مضرب المثل على امتداد التاريخ ، فقد قطعت يداه الكريمتان يوم الطفّ في سبيله ، وظلّ يقاوم عنه حتّى هوى إلى الأرض صريعاً ، وإنّ لهذه التضحيات الهائلة عند الله منزلة كريمة ، فقد منحه من الثواب العظيم ، والأجر الجزيل ما يغبطه عليه جميع شهداء الحقّ والفضيلة في دنيا الإسلام وغيره .
الهوامش
1. الخصال : 68 ، الحديث 101 . أمالي الصدوق : 548 ، الحديث 731 . بحار الأنوار : 22 : 274 ، الحديث 21 . العوالم : 249 .
مقتبس من كتاب : العبّاس بن علي عليه السلام / الصفحة : 39 ـ 40