السؤال : ما الدليل في عصمة الأئمّة عليهم السلام ؟
الجواب : أفضل دليل على عصمة الأئمّة عليهم السلام قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) [ الأحزاب : 33 ].
والعقل يحكم بلزوم عصمة الأنبياء والأئمّة عليهم السلام ، لأنّ طاعتهم واجبة في كلّ ما يأمرون به ، وينهون عنه ، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) [ النساء : 59 ].
ومن القبيح على الحكيم تعالى أن يفرض طاعة مَن لا يؤمن عليه من الكذب والخطأ والمعصية ؛ فإنّ ذلك نقض للغرض ؛ لأنّ الله تعالى أوجب طاعة الأنبياء والأئمة عليهم السلام في كلّ ما يقولون ، لأجل هداية البشر ، وإرشادهم ، وإيصالهم إلى الكمال الدنيوي والأُخروي ، فلا محالة لا بدّ أن يكون الهادي والمرشد معصوماً من الخطأ والسهو والنسيان والكذب والمعصية ، ليمكن الإعتماد عليه ، والأخذ بهداه ، وإرشاداته.
التعليقات
1 ـ الإمام الذي جعله الله تعالى حجّة على الخلق وأعطاه منصب الإمامة يجب إطاعته في كلّ ما يأمر وينهى كما قال الله تعالى : ( أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) [ النساء : 59 ] ، وهذا ليس حكم تعبّدي محض بل انّما هو لأجل أن يحصل للناس الهداية من الضلال بسبب إطاعة الإمام.
2 ـ إذا لم يكن الإمام معصوماً فقد يكذب ويفتري على الله أو على الأقلّ يخطأ ويأمر الناس بغير ما أمر الله به فيقع الناس في الضلال والفساد ، وهو نقض للغرض من نصب الإمام عليه السلام للإمامة.
3 ـ نقض الغرض قبيح وكلّ قبيح مستحيل في حقّ الله تعالى ، وأمّا القرآن الكريم فيستفاد من آيات كثيرة لزوم عصمة النبي والإمام ، قال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) [ البقرة : 124 ].
وبما انّ عصمة الإمام عليه السلام بحث عميق مفصّل ، لا يمكن إثباتها وإقامة الدليل عليها في بيان مختصر بل يحتاج إلى تأليف كتاب لسرد الأدلّة على لزوم عصمة الإمام عليه السلام ، فعليك بمراجعة الكتب الإعتقاديّة مثل كتاب « أصول الدين » للسيّد الحائري ، و « العقائد الحقّة » ، و « بحار الأنوار » ج 25 ص 191 ـ 211 ، « عمدة النظر في إثبات عصمة الأئمّة الإثنى عشر » ، « المراجعات » ، « إفحام الخصم بالدليل على عصمة النبي وأهل بيته » للوائلي.
الدليل الأول .. قال تعالى ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ) .. وأيضاً قال تعالى ( قال رب إني أخاف أن يكذبون ﴿12﴾ ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون ﴿13﴾ ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون ﴿14﴾ قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون ﴿15﴾ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين ﴿16﴾ أن أرسل معنا بني إسرائيل ﴿17﴾ قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين ﴿18﴾ وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ﴿19﴾ قال فعلتها إذا وأنا من الضالين ﴿20﴾ ) .. هذه الآيه تدل على أن موسى قتل .. وأعترف موسى بأن ما عمله هو أحد اعمال الشيطان .. فكيف يكون معصوماً وهو الذي قتل وقال بأن هذا من فعل الشيطان ! .. بل لاحظوا اعتراف موسى بالذنب .. !ودمتم في امان الله
وأمّا الدليل العقلي على عصمة الأنبياء فهو واضح حيث انّ غير المعصوم لا يؤمن عليه من الكذب والخطاء والمعصية والله تعالى انّما أرسل الأنبياء لهداية البشر فلو كان النبي عليه السلام غير معصوم فربّما يكذب أو يخطأ فيورد اُمّته موارد الضلال والهلاك وهذا نقض للغرض وهو محال في حقّ الحكيم تعالى ، مضافاً إلى انّ إيجاب طاعة من لا يؤمن عليه من الكذب والخطاء إطاعة مطلقة قبيح عقلاً.
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة