السؤال :
هل نفس القابليّات الجسمانيّة للمعصوم يمتلكها غير المعصوم ؟ هل يمكن ان نتحمّل ما يتحمّله المعصومين مثل بلاء نبي الله أيّوب عليه السلام ونوح عليه السلام والنبي الأعظم محمّد صلّى الله عليه وآله من متاعب ومشاكل أم انّه خاصّ للمعصومين ؟
الجواب :
الله تبارك وتعالى يقول على لسان النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ) [ فصلت : 6 ] ؛ فالمعصومون من الأنبياء والرسل والأئمّة عليهم السلام من حيث القابليّات الجسميّة مثل سائر أفراد الإنسان ، فهم يأكلون ويشربون وينامون ويتمرّضون ويستريحون ويتعبون ، لكن هناك مطلبان لا بدّ من ملاحظتهما :
أوّلاً : أنّ القابليّات المعصومين عليهم السلام الروحيّة والنفسيّة تختلف عن سائر البشر ، فالحلم والصبر والتحمّل والأخلاق الحميدة والصفات الكماليّة في المعصومين أعظم وأكثر وأشدّ ، ولأجل ذلك يتحمّلون المصائب والبلايا العظيمة ويصبرون عليها ، ويحصل لديهم حالة التسليم والرضا بقضاء الله وقدره.
ثانياً : قد يفيض الله تعالى على بعض المعصومين عند وجود مصلحة من المصالح القوّة وقدرة بدنيّة خارة للعادة ، كما حصل لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حينما فتح قلعة خيبر ، فقلع باب الحصن الذي كان يعجز عن تحريكه أربعون رجلاً ، ثمّ جعله كالجسر لكي يعبّر عليه المسلمون ويدخلون الحصن ، كما قال ابن أبي الحديد المعتزلي :
يا قالع الباب الذي عن هزّه |
عجزت أكفّ أربعون وأربع |
وكما حصل للإمام الجواد عليه السلام حيث لم يؤثر في جسمه الشريف السيوف ، حينما اغتالوه وهو نائم في فراشه.