هل يجوز على المعصومين الاثني عشر ترك الأولى
السؤال : هل يجوز على المعصومين الاثني عشر ترك الأولى ، وإذا كان الجواب بالنفي ، فالرجاء ارجاعنا إلى المصدر التي تؤكد ذلك ؟ لشده حساسية الموضوع الرجاء الاسهاب فيه ، وخاصة في الأدله العقلية ، وما الفرق بينهم وبين بقية الأنبياء.
الجواب سماحة السيد علي الميلاني
إنّ أئمتنا المعصومين عليهم الصلاة والسلام كانوا في طاعةٍ لله مستمرّة ، وذكر له دائم ، فكلّ آناتهم قضت في العمل والعبادة لله ، وهذا أمر ثابت قطعي لا يحتاج إلى الإرجاع إلى مصدر ، وحتى أنّه مذكور لهم في الأدعية والزيارات ، وهذه الحالة لا تجتمع مع ترك الأولى أبداً . هذا من الناحية النقلية ، بالنظر إلى سيرتهم المباركة .
وأمّا من الناحية العقلية ، فالمفروض أنّهم مجعولون من قبل الله تعالى قُدوةً واُسوةً للاُمّة ، هذا من جهة ، ومن جهةٍ اُخرى ، فإنّهم حجج الله سبحانه وتعالى على العباد ، ومن كان حجةً لله على العباد وقدوةً لهم في الأفعال والتروك ، كيف يعقل أن يترك الأولى والأرجح والأفضل ، ويرتكب غير الأولى والمرجوح ؟
لكنّ الأنبياء ، فقد ثبت صدور أشياءٍ عنهم ـ حكاها القرآن الكريم ـ لا مناص عن حملها على ترك الأولى ، لقيام الأدلة النقلية والعقلية على ضرورة العصمة في الأنبياء . وهذا من أدلة أصحابنا على أفضلية أئمتنا من الأنبياء السابقين .
التعليقات
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة