السؤال :
هل علماء الشيعة متّفقين على دور الإمام في الأمّة ؟
الجواب :
من المتسالم عند علماء الشيعة انّ الله تعالى ونبيّه الأعظم لم يتركا الأمّة بعد رسول الله سدى ومن دون نصب خلفاء للرسول الأعظم من لدن وفاته إلى يوم القيامة.
وقد أشارت إلى ذلك روايات أهل السنّة أيضاً ، فالنبي صلّى الله عليه وآله صرّح في مواطن عديدة بأن وصيّه وخليفته والحجّة من بعده على الخلق هو أمير المؤمنين علي عليه السلام ، وصرّح بأن الأئمّة من بعده اثنا عشر ، كلّهم من العترة الطاهرة.
وفي الحديث الذي يرويه الفريقان ـ الشيعة والسنّة ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله :
إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً وانّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.
وهذا الحديث يدلّ على انّ الأمّة لا بدّ أن ترجع إلى الكتاب وإلى الإمام المعصوم من عترة النبي صلّى الله عليه وآله ، لأجل تحصيل الهداية وعدم الوقوع في الضلال والإنحراف ، وعليه فيجب إطاعة الإمام من العترة الطاهرة كما يجب إطاعة القرآن الكريم.
هذا وحديث الغدير متواتر ، رواه أكثر من مائة ألف مسلم :
من كنت مولاه فعلي مولاه.
فجعل نفس ولايته على الأمّة لعلي عليه السلام بعد وفاته.
وفي الحديث الذي رواه حتّى بعض علماء أهل السنّة انّ النبي صلّى الله عليه وآله قال :
مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تركها غرق وهوى.
وقال صلّى الله عليه وآله مخاطباً للحسين عليه السلام :
أنت إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمّة تسعة تاسعهم قائمهم.
بل بإعتقاد الشيعة انّ وجود الحجّة في كلّ زمان له أثر في عالم التكوين.
فقد ورد عن الأئمّة عليهم السلام :
لولا الحجّة لساخت الأرض بأهلها.