كيفية اختيار الإمام؟
السؤال : هناك استفسار عن تنصيب الأئمة (صلوات الله وسلامه عليهم) أيّ بمعنى كيف تمّ اختيارهم واحداً تلو الآخر ؟ لأنّي سمعت من أحد الإخوان أنّها بمحض الصدفة ، ولكن أنا أعلم أنّه لايوجد صدفة بل أنّه عمل محكم متقن من الباري عزّ وجلّ .
أيضاً أريد تفسير لقول أحد الأئمة (صلوات الله عليهم) حينما قال : « اختارنا الله لسبق اختيارنا ». أيّ في عالم الذرّ ؟
أرجو من سمحاتكم التكرم بالردّ الشافي والوافي ، وجعلكم الله من المحافظين على عقائدنا من الإنحراف والتظليل .
أيضاً أريد تفسير لقول أحد الأئمة (صلوات الله عليهم) حينما قال : « اختارنا الله لسبق اختيارنا ». أيّ في عالم الذرّ ؟
أرجو من سمحاتكم التكرم بالردّ الشافي والوافي ، وجعلكم الله من المحافظين على عقائدنا من الإنحراف والتظليل .
الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
لا ريبّ إنّ الله تعالى لا يعمل عملاً عبثاً ولغواً ، ولا يصدر منه الترجيح بلا مرجّح . وقد ورد في الروايات أنّ اختيار الأئمة (عليهم السّلام) كان قبل أن يخلق الله العالم وآدم ، فقد جعلهم أنواراً محدقين بعرشه ، يسبّحون الله ويقدّسونه ، ولمّا كان الله تعالى عالماً بوجود المؤهّلات والمواصفات الخاصة ؛ لأنّه هو الذي أودعها فيهم ، وخلقهم بتلك الكيفية ، اختارهم للإمامة ، وفضلهم على جميع خلقه .
ففي الكافي بسنده عن عبد الأعلى قال سمعت أبا عبد الله (عليه السّلام) يقول : « ما من نبي جاء قط إلاّ بمعرفة حقّنا ، وتفضيلنا على من سوانا ». الكافي : ص437 .
وفي الخصال بسنده عن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) عن النبيّ (صلّى الهف عليه وآله) أنّه قال في وصية له :« يا عليّ إنّ الله عزّوجلّ أشرف على الدنيا ، فاختارني منها على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع ثانية فاختارك على رجال العالمين بعدي ، ثمّ اطّلع ثالثاً فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع رابعاً فاختار فاطمة على نساء العالمين ». الخصال : ج 1 ، ص206 .
وفي كتاب التوحيد للصدوق وروى عنه في البحار : ج26 ، ص260 : قال أبو عبد الله (عليه السّلام) : « إنّ الله عزّوجلّ خلقنا فأحسن خلقنا ، وصوّرنا فاحسن صورتنا ، وجعلنا عينه في عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي منه يؤتى ، وبابه الذي يدل عليه ... ».