ما هو حكم مَن قطع بصحّة مذهب غير الإمامي؟
السؤال : سلام عليكم : ما هو حكم الباحث بموضوعية إذا حصل له القطع بصحّة غير المذهب الإمامي الاثني عشري؟ فهل يكون معذوراً في قطعه أمام الله تعالى؟
الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
ليس معذوراً عند الله تعالى ؛ لأنّه لوكان بحثه موضوعياً ، ولم يتدخل فيه العصبية والأهواء ، ولم يكن مقصّراً في البحث والاستدلال ، لكان يعتقد صحّة المذهب الإمامي ؛ لأنّ نهج الحقّ واضح ، وطريق الهدى بيّن الرشد .
قال الله تعالى : { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } {البقرة/256} .
وهذا نظير أن يقول شخص : أنا لم أقتنع بصحّة الدين الإسلامي بعد البحث والفحص ، ولذلك صرت يهودياً أو نصرانياً ، فهل يكون معذوراً؟!
أو يقول أحد : أنا لم أقتنع بوجود الله بعد البحث المستمر الموضوعي ، فصرت ملحداً أو مشركاً ، فهل يكون معذوراً؟!
نعم القطع حجّة ذاتية ، لكن قد يؤاخذ الإنسان على التقصير في مقدمات تحصيل هذا القطع حيث لم يأخذ علمه من أهل العلم الذين يطمئن بهم ، كما ورد في تفسير قوله تعالى : { فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ } {عبس/24} . عن الإمام الباقر (عليه السّلام) قال : « علمه الذي يأخذه ، عمَن يأخذه » .