اُريد روايات صحيحة ومعتبرة حول ولادة الإمام الحجة عجّل الله تعالى فرجه الشريف. أرجو كتابة الرواية مع سندها وفي أيّ كتاب.
لا حاجة إلى وجود روايات صحيحة تصرّح بولادة المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف بل يكفينا الأحاديث النبويّة التي يتّفق عليها المسلمون من السنّة والشيعة ، ومنها قول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في حديث الثقلين المشهور بين الفريقين : « انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً وانّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ». فانّ هذا الحديث صريح في أنّه لا بد ان يكون في كل زمان إمام معصوم من عترة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يجب التمسّك به كما يجب التمسّك بالقرآن الكريم ، ولو لم يكن هناك إمام من العترة في فترة زمنيّة ولو قصيرة لافترق الكتاب الكريم عن العترة ، والحال انّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : « وانّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ». فيكشف ذلك عن ولادة الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف الذي هو الإمام الأخير من العترة الطاهرة بنصّ الرواية التي يرويها علماء أهل السنّة انّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أشار إلى الإمام الحسين عليه السلام وقال : « انّ ابني هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة ، تاسعهم قائهم ».
كما يكفينا قول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في الرواية التي يرويها الشيعة والسنّة : « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ». فلابد أن يكون في زماننا هذا إمام معصوم بحيث انّ من لا يعرفه يموت ميته جاهليّة وليس هو الّا المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف. ولا يمكن ان يكون المراد من إمام زمانه القرآن الكريم لأنّه إمام كلّ زمان ، كما لا يمكن ان يكون المراد الحكّام والولاة والفقهاء والعلماء لأنّه من الضروري انّ عدم معرفتهم لا يجعل موت المؤمن ميته جاهليّة. وانّما المناسب لهذا التعبير ان يكون المراد من إمام زمانه الذي إذا لم يعرفه يموت ميته جاهليّة هو الإمام المعصوم الذي جعله الله تعالى حجّة على عباده.
وعلى كلّ حال فالرواية التي تصرح بولادة الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف كثيرة بل متواترة خصوصاً مع ضمّ الروايات الدالّة على رؤية الأشخاص للإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف وتشرفهم لمحضره الشريف ، فراجع كتاب الغيبة للشيخ الطوسي والغيبة للنعماني واكمال الدين للشيخ الصدوق وبحار الأنوار الجزء 51 للشيخ المجلسي واثبات الهداة للشيخ الحرّ العاملي الجزء 4 ، وقد اعترف الكثير من علماء أهل السنّة بولادة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه وأنّه ابن الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
وبما انّ الروايات كثيرة وفوق حدّ الإحصاء فلا يمكن نقل جميعها ونكتفي مارواه الشيخ محمّد بن يعقوب الكيلني عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن جعفر الحميري قال : اجتمعت والشيخ أبو عمرو ـ عثمان بن سعيد ـ عند أحمد بن اسحاق بن سعد الأشعري فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف قفلت : يا أبا عمرو ... ـ إلى أن قال : ـ فقلت : أنت رأيت الخلف من أبي محمّد عليه السلام فقال : إي والله ورقبته مثل هذا وأومأ بيده ، فقلت : بقيت واحدة. فقال : هات. قلت : الاسم. قال : محرّم عليكم ان تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي فليس لي ان احلّل ولا احرّم ولكنّه عنه صلوات الله عليه ... .
وروي الصدوق بسند صحيح قال : حدّثنا محمّد بن الحسن رضي الله عليه قال : ـ حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : قلت لمحمّد بن عثمان العمري رضي الله عنه : انّي أسألك سؤال إبراهيم ربّه جلّ جلاله حين قال : ( ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) فأخبرني عن صاحب هذا الأمر هل رأيته ؟ قال : نعم وله رقبة مثل ذي وأشار بيده إلى عنقه. أقول يظهر من الروايتين انّ الحميري سأل السفيرين عثمان بن سعيد وولده محمّد بن عثمان كليهما وكلّ منما اقرّ بانّه رأى الحجة عليه السلام ـ.
وأما رواية حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام التي تذكر فيها قصّة ولادة الإمام المهدي عليه السلام فهي مرويّة بطرق كثيرة توجب الإطمينان بصحّتها فراجع غيبة الشيخ الطوسي وإكمال الدين للصدوق.
وروى الصدوق بسنده عن أبي غانم الخادم قال : ولد لأبي محمّد عليه السلام ولد فسمّاه محمّداً. فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال : « هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتدّ إليه الأعناق بالإنتظار فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلاً ».
ويدلّ على ولادة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الروايات المتظافرة الواردة من طرقنا الدالّة على انّ الأرض لا تبقى بدون الحجة والامام كقولهم عليهم السلام : « لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها ».
وعن الباقر عليه السلام قال : « لو ان الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله ».
وقال أبو عبد الله عليه السلام : « الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق ».
وعنه عليه السلام : « انّ الله أجلّ وأعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عدل ».
وعن حمزة بن حمران قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « لو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجّة ».