السؤال :
ما هو الدليل القرآني عن الإمام المهدي عجّل الله فرجه ؟
الجواب :
الآيات المفسّرة بالإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه كثيرة ، وقد فسّر بعضها حتّى علماء أهل السنّة بظهور الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه نذكر بعضها.
ومن هذه الآيات :
قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا ) [ الفتح : 28 ].
وقوله تعالى : ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) [ التوبة : 33 ، الصف : 9 ].
فان مصداق هذه الآية لم تتحقّق من زمان رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى يومنا هذا ، ولا يتحقّق إلّا بعد ظهور المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، ويكون دين الاسلام هو الحاكم على جميع النظم والأديان.
ففي كمال الدين ، بسنده عن أبي بصير قال :
قال أبو عبد الله عليه السلام ـ الصادق ـ في قوله عزّ وجلّ : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) : والله ما نزل تأويلها بعد ، ولا ينزل تأويلها حتّى يخرج القائم عليه السلام ، فإذا خرج القائم لم يبق كافر بالله العظيم ولا مشرك بالإمام إلّا كره خروجه.
وفي حديث آخر عن عباية :
انّه سمع أمير المؤمنين عليه السلام يقول : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ ... ) أظهر بعدُ ذلك ؟ قالوا : نعم. قال : كلّا ، فوالذي نفسي بيده حتّى لا تبقى قرية إلّا وينادي فيها شهادة ان لا إله إلّا الله بكرة وعشيّا ، وانّ محمّداً رسول الله صلّى الله عليه وآله.
وفي بيان الشافعي :
عن سعيد بن جبير في قوله ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) قال : هو المهدي من عترة فاطمة. قال : وأمّا من قال انّه عيسى فلا تنافي بين القولين ، إذ هو مساعد للإمام على ما تقدّم.
ومن الآيات قوله تعالى : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) [ القصص : 5 ].
قال أمير المؤمنين عليه السلام : هم آل محمّد يبعث الله مهديّهم بعد جهدهم فيعزّهم ويذلّ عدوّهم. [ غيبة الطوسي / 113 ]
ومن الآيات ، قوله تعالى : ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ) [ النمل : 62 ].
عن الباقر عليه السلام : هذه نزلت في القائم عليه السلام إذا خرج تعمّم وصلّى عند المقام وتضرّع إلى ربّه فلا ترد له راية أبداً. [ إثبات الهداة / المجلّد : 3 / الصفحة : 564 ]
وفي تفسير القمي عن الصادق عليه السلام قال : نزلت في القائم من آل محمّد هو والله المضطرّ إذا صلّى في المقام ركعتين ودعا الله فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفة في الأرض.
ومن الآيات قوله تعالى : ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) [ الإسراء : 71 ].
فعن عبد الله بن سنان ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم ؟ قال : إمامهم الذي بين أظهرهم وهو قائم أهل زمانه.
ومن الآيات قوله : ( وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ ) [ العنكبوت : 10 ].
في تفسير القمي يعني القائم عليه السلام ، ليقولنّ إنّا كنّا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين. [ البحار 51 / 48 ]
ومن الآيات : ( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ) [ النور : 55 ].
عن أبي عبد الله عليه السلام : انّها نزلت في القائم وأصحابه. [ غيبة النعماني / 240 ]
وفي تفسير القمي : انّها نزلت في القائم من آل محمّد صلّى الله عليه وآله.