ماهوالكلام الالهي وما هي حقيقته ؟
السؤال : قال تعالى :{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}(النساء/164). ماهوالكلام الالهي وما هي حقيقته؟
الجواب : من سماحة الشيخ محمّد هادي آل راضي
لا اشكال في أنّ من صفات الباري سبحانه وتعالى ( المتكلم ) ، وقد ورد في القرآن توصيفه بذلك :{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}(النساء/164). وغير ذلك ، وقد فسر ذلك من قبل علمائنا ( قدس سرهم ) بأنّه تعالى اوجد حروفاً واصواتاً قائمة بالأجسام كما كلّم الله موسى من الشجرة ، فاوجد فيها الحروف والاصوات الخاصة نظير الخطاط والصباغ ؛ فإنّ تلبّسهما بالخط والصبغ إنّما هو بايجادهما الخط والصبغ في الورقة والثبوت ونحو ذلك ، فالله سبحانه متكلم بمعنى أنّه يوجد الكلام في الشيء ، فيكون من الصفات الثبوتية من القسم الثاني أي من صفات الأفعال كالرازق والخالق ونحو ذلك .
وأمّا الاشاعرة فإنّهم ادعوا أنّ التكلم من الصفات الذاتية القديمة مثل الحياة والعلم وفسروه بالكلام النفسي ، وأنّه مدلول الكلام اللفظي ، وأنّه غير العلم والقدرة وباقي الصفات الأخرى ، ولذا آمنوا بأنّ القرآن قديم وليس مخلوقاً ، في حين أنّ الإمامية وغيرهم مثل المعتزلة يؤمنون بخلق القرآن .