ما هي التقيّة المستحبة والواجبة والمباحة والمحرّمة ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

ما هي التقيّة المستحبة والواجبة والمباحة والمحرّمة ؟

الجواب :

قال الشهيد في قواعده :

( الأول ) : التقية تنقسم بانقسام الأحكام الخمسة :

فالواجب : إذا علم أو ظن نزول الضرر بتركها به ، أو ببعض المؤمنين.

والمستحب : إذا كان لا يخاف ضرراً عاجلاً ، ويتوهم ضرراً آجلاً ، أو ضرراً سهلاً ، أو كان تقية في المستحب ، كالترتيب في تسبيح الزهراء عليها السلام ، وترك بعض فصول الأذان.

والمكروه : التقية في المستحب حيث لا ضرر عاجلاً ولا آجلاً ، ويخاف منه الإلتباس على عوام المذهب.

والحرام : التقية حيث يؤمن الضرر عاجلاً وآجلاً ، أو في قتل مسلم. قال أبو جعفر عليه السلام : ( انّما جعلت التقية ليحقن بها الدم ، فإذا بلغ الدم فلا تقية ).

والمباح : التقية في بعض المباحات التي ترجحها العامة ، ( ولا يحصل بتركها ) ضرر.

( الثاني ) : التقية تبيح كلّ شيء حتى إظهار كلمة الكفر ، ولو تركها حينئذٍ أثم إلا في هذا المقام ، ومقام التبري من أهل البيت عليهم السلام ، فانه لا يأثم بتركها ، بل صبره حينئذٍ إما مباح أو مستحب ، وخصوصاً إذا كان ممن يقتدى به. (1)

وفي الإرشاد للشيخ المفيد :

ومن ذلكَ ما استفاضَ عنه عليهِ السّلامُ من قوله : « إِنّكم ستُعرَضُونَ من بعدي على سَبِّي فسُبُّوني ، فإِنْ عُرِضَ عليكُمُ البراءةُ منِّي فلا تَتَبرَّؤوا منِّي فإِنِّي على الإِسلام ، فمن عُرِضَ عليه البراءةُ منِّي فليَمْدُدْ عُنقَه ، فإنْ تبرّأَ منِّي فلا دُنيا له ولا آخرة » فكانَ الْأَمرُ في ذلكَ كما قالَ. (2)

وفي تفسير العيّاشي :

عن محمّد بن مَروان ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : ما منع مِيثم رحمه الله من التقيَّة ؟ فوالله لَقَد عَلِم أنَّ هذه الآية نزلت في عمّار وأصحابه ( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ). (3)

ويظهر من هذه الرواية انّ التقيّة كانت مباحة لميثم لكنّه تركها وضحّى بنفسه في سبيل ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.

ومن التقيّة المستحبّة المداراة مع المخالفين.

ففي الكافي :

عن هشام الكندي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إيّاكم أن تعملوا عملاً يعيّرونا به ، فإنَّ ولد السّوء يعيّر والده بعمله ، كونوا لمن انقطعتم إليه زيناً ولا تكونوا عليه شيناً صلّوا في عشائرهم وعودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم ولا يسبقونكم إلى شيء من الخير فأنتم أولى به منهم والله ما عُبد الله بشيء أحبُّ إليه من الخبء. قلت : وما الخبء ؟ قال : التقيّة. (4)

الهوامش

1. القواعد والفوائد « الشهيد الأوّل » / المجلّد : 2 / الصفحة : 157 ـ 158 / الناشر : منشورات مكتبة المفيد.

2. الإرشاد « للشيخ المفيد » / المجلّد : 1 / الصفحة : 322 / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / الطبعة : 2.

3. تفسير العيّاشي / المجلّد : 3 / الصفحة : 71 / الناشر : مؤسسة البعثة.

4. الكافي « للشيخ الكليني » / المجلّد : 2 / الصفحة : 219 / الناشر : دار الكتب الإسلاميّة / الطبعة : 4.

 
 

أضف تعليق

التقية

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية