السؤال :
متى أوّل مرّة اُعرج بالرسول صلّى الله عليه وآله ؟
الجواب :
الصحيح انّ المعراج تكرّر وقوعه ، ولذا وقع الاختلاف في وقوعه ، فقال بعضهم بأنّه كان في السنة الثانية من البعثة ، وقال بعضهم في السنة الثالثة ، وقال بعضهم في السنة العاشرة ، وقال بعضهم في السنة الثانية عشر من البعثة.
كما وقع الاختلاف في يوم المعراج وشهره ، فقيل 17 رمضان ، وقيل 17 ربيع الأول ، وقيل 27 رجب.
ووقع الاختلاف أيضاً في مكانه ، فقيل من دار خديجة ، وقيل من دار اُمّ هاني أخت علي بن أبي طالب ، وقيل من المسجد الحرام.
والظاهر انّ جميع هذه الأقوال نشأت من تكرّر وقوع المعراج ، فيمكن أنّ صحّة جميعها.
والذي نطمئنّ به انّ المعراج وقع قبل ولادة فاطمة الزهراء عليها السلام بسنة ، وذلك للحديث المشهور : بأنّ عائشة اعترضت على النبي صلّى الله عليه وآله لماذا تقبّل فاطمة عليها السلام ؟ فأجاب النبي صلّى الله عليه وآله : ليلة أسرى بي دخلت الجنّة فأكلت من ثمارها فتحول ذلك نطفه في صلبي ، ولما رجعت واقعت خديجة ، فحملت بفاطمة ، فهي حوراء إنسيّة ، كلّما اشتقت إلى الجنّة اقبّلها وأشمّ منها رائحة الجنّة.
وقد ورد هذا المضمون في أحاديث كثيرة ، ويستفاد منها انّ النبي صلّى الله عليه وآله عرج به إلى السماء سنة قبل ولادة سيّدة النساء فاطمة عليها السلام ، وكان ولادتها في السنة الخامسة من الهجرة ، فالمعراج الأوّل وقع في السنة الرابعة ثمّ تكرّر المعراج مرّات عديدة.