هل هناك وصية للرسول قبل وفاته ؟
الجواب من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
النبي قد أوصى بالتمسك بالقرآن والعترة الطاهرة وقد عيّن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة من بعده بأمر من الله تعالى وقال ـ في جمع حاشد من المسلمين يبلغون أكثر من مائة الف رجل ـ « من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ».
وحديث الثقلين مشهور بل متواترة رواه الفريقان السنّة والشيعة بطرق متعددة حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « يوشك أن اُدعى فاجيب واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي ابداً وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » وهذا الحديث صريح في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل العترة الطاهرة خلفاء من بعده الى يوم القيامة يجب التمسك بهم كما يجب التمسك بالقرآن الكريم ، وأنهم معصومون من الخطأ والانحراف والضلال لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعلهم بمنزلة القرآن في لزوم التمسك بهم.
و قد أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان يكتب للامة كتاباً يصرح فيه بخلافة علي والأئمة من بعده فقال حينما أحس بقرب وفاته « ايتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي أبداً ». فقال عمر بن الخطاب « حسبنا كتاب الله » ، فوقع الخلاف فغضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال : « قوموا عني ». وقد علق ابن عباس على ذلك بقوله : « الرزية كل الرزية يوم الخميس حيث أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب للامة كتاباً لا يضلون بعده أبداً لكن القوم منعوه من ذلك ». وهذا الحديث يرويه علماء أهل السنة حتى البخاري ومسلم في صحيحهما.
التعليقات
واليك بعض الروايات :
1. خصائص النسائي : روى بسنده عن عمرو بن عباد قال : قال علي عليه السلام : أنا عبد الله وأخو رسول الله صلّى الله عليه وآله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب آمنت قبل الناس سبع سنين.
ورواه الطبري في تأريخه ج 20 / 56 ، والمحب الطبري في الرياض النضرة ج 2 / 155.
2. الاصابة لابن حجر ج 7 ص 167 ، قال : وأخرج أبو أحمد وابن مندة وغيرهما من طريق اسحاق بن بشر الأسدي عن خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن عن أبي ليلى الغفارية ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : سيكون من بعدي فتنة فاذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب ، فانه اول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر وفاروق هذه الأمّة وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين.
أقول : وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب ج 2 / 657 ، وابن الاثير الجزري في اسد الغابة ج 5 / 287.
3. كنز العمال ج 6 / 405 ، قال : عن سليمان بن عبد الله عن معاذة الثقفية قالت : سمعت عليا عليه السلام وهو يخطب على منبر البصرة يقول : أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل آن يسلم.
4. عن الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 / 102 : قال : وعن أبي ذر وسلمان قالا : أخذ النبي صلّى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام ، فقال : انّ هذا أوّل من آمن بي وهذا أوّل من يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الأكبر وهذا فاروق هذه الأمّة يفرق بين الحقّ والباطل ...
وذكره المناوي في فيض القدير ج 4 / 358 الى غير ذلك من الروايات ، راجع كنزل العمال ج 2 / 402 و ج 6 / 152 والرياض النضرة ج 2 / 153 والصواعق المحرقة لابن حجر ص 74.
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة