السؤال :
هل أنّ النبي محمّد صلّى الله عليه وآله مات ميتة طبيعيّة أو أنّه قتل وقضى شهيداً ؟
الجواب :
قال الإمام الحسن عليه السلام : لقد حدّثني حبيبي جدّي رسول الله صلّى الله عليه وآله انّ الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته ، ما منّا إلّا مقتول أو مسموم. [ كفاية الأثر : 227 ]
وقال الإمام الصادق عليه السلام : والله ما منّا إلّا مقتول شهيد. [ الفصول المهمّة : 278 ]
وقد اتّفق المسلمون من السنّة والشيعة على انّ النبي صلّى الله عليه وآله مات مسموماً ، لكن السنّة يدّعون أنّه مات بسبب السمّ الذي دسّته المرأة اليهوديّة في ذراع أهدته إليه.
وقد وردت في رواياتهم قوله صلّى الله عليه وآله : ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السمّ.
رواه البخاري في صحيحه : لكن قصّة خيبر كانت في السنة الثامنة للهجرة ، والنبي صلّى الله عليه وآله استشهد في أوائل السنة الحادية عشر للهجرة ، ومن البعيد جدّاً أن يؤثر السم بعد سنتين.
وأكثر وقد ورد في الروايات الواردة من طرق الشيعة والسنّة انّ الذراع أخبرته بأنّها مسمومة ، فلم يأكل منها وأكل منها بعض أصحابه ، فمات فوراً.
ولذلك يحتمل قويّاً ـ كما يظهر من بعض رواياتنا ـ انّه توفي بسبب السمّ الذي دسّته إليه بعض أزواجه بعد واقعة الغدير بأمر من والديهما.
وقد أشارت بعض روايات أهل السنّة إلى ذلك ، حيث يستفاد منها انّ بعض أزواجه أجبرت النبي صلّى الله عليه وآله على شرب شيء كان النبي يمتنع من شربه.
ففي صحيح البخاري عن عائشة : لددناه في مرضه ، فجعل يشير إلينا ان لا تلدّوني ، فقلنا : كراهيّة المريض للدواء ، فلمّا أفاق قال : ألم أنهكم أن لا تلدّوني ؟ قلنا : كراهيّة المريض للدواء. فقال : لا يبقى أحد في البيت إلّا لدّوانا أنظر إلّا العبّاس ، فإنه لم يشهدكم ـ وفي مسند أحمد ـ ، فانّه لم يشهدكنّ.
ويظهر من ذلك انّ النبي صلّى الله عليه وآله اتّهم أزواجه بدسّ السمّ إليه ، وإلّا لا معنى لقوله : « لا يبقى أحد في البيت إلّا لدّ ».