ما الذي حدث في العقبة ؟
السؤال : ما حدث في حادثة العقبة ؟
الجواب : من سماحة الشيخ محمّد السند
حادثة العقبة كانت عبارة عن مؤامرة تمّ فيها تدبير قتل الرسول صلى الله عليه وآله في مسير رجوعه من غزوة تبوك ، وكان المخطط بأن تقوم الجماعة المتآمرة بدحرجة الحجارة ليلاً تحت ناقة النبي صلى الله عليه وآله كي تنفر وتسقط النبي في اسفل الوادي عند مرورها على عقبة صعبة في الطريق الجبلي ، فعلم النبي صلى الله عليه وآله بالمؤامرة ، وأمر حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر بالتزام ناقته ومراقبة الوضع ؛ لأنّه تعالى سوف يكشف بالنور في الفضاء عن تلك الجماعة المتلثمة ، وهكذا خابت المؤامرة . ويشير إلى الواقعة قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ }(التوبة/74).
وقال بعض تلامذة العلامة الطباطبائي في كتاب له : تاريخ الإسلام في نصوص القرآن الكريم أنّ : قوله تعالى في سورة التحريم : { وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا}(التحريم/3 ـ 5). يشير إلى مثل ذلك ، إذ أن هذا الاستنفار الإلهي كجبهة مواجهة بهذه العدّة الإلهية ينذر بوجود مصادمة تستهدف استئصال وجود النبي صلى الله عليه وآله ، وأنّ الإسرار بالحديث والإفشاء به يدور حول وضع المسلمين في ما بعد حياة النبي صلى الله عليه وآله . كل ذلك وغيره يعطيه اعطاء التأمل حقه في سياق آيات سورة التحريم .