سورة عبس وتولى فيمن نزلت
السؤال : ما رأي فضيلتكم في السورة التي قال تعالى فيها :{عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى }(عبس/1 ـ 2). قيلت في من ؟ وفي أي مناسبة ؟
الجواب : من سماحة الشيخ حسن الجواهري
أمّا مورد النزول : فقد ورد في روايات الإمامية عن الإمام الصادق عليه السلام إنّ الآية نزلت في رجل من بني أميّة كان عند النبي صلى الله عليه وآله ، فجاء ابن أم مكتوم ، فلما رآه تعذّر منه ، وجمع نفسه ، وعبس وأعرض بوجهه عنه ، فحكى الله سبحانه ذلك وانكره عليه ، وكان عبدالله بن أم مكتوم قد جاء لطلب المعرفة من النبي صلى الله عليه وآله .
أمّا القول : بأنّ الآية نزلت في حق النبي صلى الله عليه وآله، فهو قول أبناء السنّة ، وقد وردت روايات عنهم في ذلك ، وقد طرحها بعض مفسري أهل السنة كالفخر الرازي ؛ لأنّها أخبار آحاد مخالفة للقواعد العقلية.
أقول : إنّ الحق مع الإمامية ؛ لأنّ العبوس ليس من صفات النبي صلى الله عليه وآله مع الأعداء فضلاً عن المؤمنين المسترشدين ، ثمّ إنّ الوصف بأنّ النبي صلى الله عليه وآله يتصدى للأغنياء ، ويتلهى عن الفقراء لا يشبه أخلاق النبي صلى الله عليه وآله الذي قال عنه القرآن الكريم:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(القلم/4).{ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}(آل عمران/159).