لماذا تنكرون تقديم الرسول لأبي بكر بالصلاة في مرضه ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

معصومهم معترف في اُمّهات كتبهم وهم ينكرون تقديم الرسول لأبي بكر بالصلاة في مرض موته.

قول أبو الحسن علي بن أبي طالب : وإنا نرى أبا بكر أحقّ الناس بها ، إنّه لصاحب الغار وثاني اثنين ، و إنا لنعرف له سنّه ، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي. [ شرح النهج لابن أبي الحديد 1 / 332 ]

الجواب :

غاية ما هنالك ان هذا حديث مرسل منسوب إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام ، والمرسل ليس حجّة ولا يثبت به شيء ، مضافاً إلى معارضته لروايات وأحاديث عديدة حتّى من طرق أهل السنّة.

إنّ النبي صلّى الله عليه وآله حينما علم بأن أبا بكر يريد أن يصلّي بالناس قام واتّكأ على علي والفضل بن العبّاس وجاء إلى المسجد ونحّى أبا بكر وصلّى بالناس.

ثمّ إنّ النبي صلّى الله عليه وآله لم يأمر أبا بكر بالصلاة أصلاً ، وإنّما طلبت عائشة بدون إذن النبي صلّى الله عليه وآله من أبيها ليصلّي بالناس ، لكن النبي صلّى الله عليه وآله علم بذلك وذهب بنفسه للصلاة مع شدّة مرضه.

مضافاً إلى أن مجرّد الصلاة بالناس لا يدلّ على أفضليّة الشخص من غيره وأحقيّته بالخلافة ، كيف والحال انّه لا يشترط عند أهل السنّة في إمام الجماعة حتّى العدالة ويجوز الإقتداء عندهم بالفاسق الفاجر.

وقد صلّى المسلمون خلف الوليد بن عقبة في مسجد الكوفة وهو سكران ، قاء الخمر في المحراب.

وقد صلّى الناس خلف يزيد بن الوليد بن عبد الملك وكان لا يعقل من سكره ، فصلّى صلاة الفجر أربع ركعات ثمّ قال للناس : انّي أجد في نفسي حقّة فلو شئت لأزيدنّكم.

ثمّ لو كان أمر النبي صلّى الله عليه وآله بالصلاة دليلاً على الاولويّة بالخلافة ، فلماذا لا يكون عبد الرحمن بن عوف هو الخليفة ؟ فقد صحّ عند العامة أنّ النبي صلّى الله عليه وآله أمره بأن يصلّي مع الناس.

مع انّ روايات صلاة أبي بكر متضاربة ومتعارضة :

بعضها تدلّ على انّ النبي صلّى الله عليه وآله لم يأمر أبا بكر بالصلاة ، وانّما عائشة هي التي أمرته.

وبعضها يدلّ على انّ النبي حينما علم بذلك خرج يتهادى بين علي والفضل بن العباس ، وصلّى بالناس.

وبعضها يدلّ على انّ أبا بكر صلّى مقتدياً بالناس ، وصلّى المسلمون بصلاة النبي صلّى الله عليه وآله. وهل يمكن ان يكون المصلّى إماماً ومأموماً في نفس الوقت ؟!

ثمّ على فرض انّ النبي صلّى الله عليه وآله أمر أبا بكر بالصلاة ، فكيف لا يكون أمره هذا هذيانا من شدّة المرض ، لكن أمره بإتيان كتاب ومداد يكتب لهم ما لا يضلّوا بعده أبداً هذياناً ، كما قال عمر : انّ الرجل ليهجر ، أو على الأقلّ انّ النبي غلبه الوجع ؟!

 
 

أضف تعليق

صلاة أبي بكر

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية