كيف يستدل بروايات الكافي مع ما فيه من السب والشتم ؟
السؤال :
في كتاب الكافي وحديث أنّه كافن فإن كانت عقيدتكم في من ذكرتهم السب والشتم ، فكيف تستدلون وتأخذون بمن يقول بأنّ من سبّهم وشتمهم فهو كافر ؟ فإن كانوا مخطئين في تكفير من يقول بذلك ، فالكفر يرجع لهم ، ومن كانت عقيدته هكذا لا يجوز الاستدلال بكلامه ومروياته .
الجواب : من سماحة الشيخ علي الكوراني
تعجبتَ لأنّك رأيت الشيعة يستدلون بما روته الصحاح الستة وغيرهما من مصادركم ، وسألت عن رأينا في كتاب الكافي ، واليك معنى المصادر المعتمدة عندنا وعندكم : يختلف معنى المصادر المعتمدة في الحديث والتفسير والتاريخ والفقه عندنا عن معناه عند إخواننا السُنّة ، فروايات مصادرنا المعتمدة وفتاواها جميعاً قابلة للبحث العلمي والاجتهاد عندنا .. ولكل رواية في هذه المصادر أو رأي أو فتوىً ، شخصيتها العلمية المستقلة ، ولا بدّ أن تخضع للبحث العلمي .
أمّا إخواننا السنيون فيرون أنّ مصادرهم المعتمدة فوق البحث العلمي ؛ فصحيح البخاري عندهم كتاب معصوم ، كله صحيح من الجلد إلى الجلد ، بل أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى ، ورواياته قطعة واحدة ، فإمّا أن تأخذها وتؤمن بها كلها ، أو تتركها كلها .
وبمجرد أن تحكم بضعف رواية واحدة من البخاري فإنّك ضعّفته كله ، وخرجت عن كونك سنياً .. وصرت مخالفاً للبخاري ، ولأهل السنة والجماعة !
وينتج عن هذا الفرق أنّ الباحث الشيعي يمكن أن يبحث جدياً في رواية من كتاب الكافي ، ويتوصل إلى التوقف في سندها ، أو إلى الاعتقاد بضعف سندها ، فلا يفتي بها ، ولا يضر ذلك في إيمانه وتشيعه .. بينما السني محروم من ذلك ، وإن فعل صدرت فيه فتاوى الخروج عن مذاهب أهل السنة ، وقد يتهم بالرفض ومعاداة الصحابة !
وينتج عنه أنّ الباحث إذا وجد رواية في تحريف القرآن مثلاً في البخاري فإنّ من حقّه أن يلزم السني بأنّ الاعتقاد بتحريف القرآن جزء من مذهبه !
بينما إذا وجد رواية مثلها في الكافي لا يستطيع أن يلزم الشيعي بأنّها جزء من مذهبه حتى يسأله : هل تعتقد بصحتها أم لا ؟ أو هل يعتقد مرجع تقليدك بصحتها أم لا ؟ فإن أجابه : نعم ، ألزمه بها ، وإلا فلا .