( باب استحباب زيارة الهادي والعسكري والمهدي ( عليهم السلام ) )
[12187] 1 ـ أبو علي الشيخ الطوسي في أماليه : عن أبيه ، عن أبي محمد الفحّام ، عن أبي الطيب أحمد بن محمد بن بطّة ، وكان لا يزور (1) المشهد ويزور من وراء الشباك ، فقال لي : جئت يوم عاشوراء نصف نهار ظهير والشمس تغلي والطريق خال من أحد ، وأنا فزع من الدّعّار (2) ومن أهل البلد الجفاة (3) ، إلى أن بلغت الحائط الذي أمضي منه إلى الشباك ، فمددت عيني وإذا برجل جالس على الباب ظهره إليّ كأنه ينظر في دفتر ، فقال لي : إلى أين يا أبا الطيّب ؟ بصوت يشبه صوت حسين بن علي بن أبي جعفر بن الرضا ( عليهم السلام ) ، فقلت هذا حسين جاء يزور أخاه ، قلت : يا سيدي أمضي (4) أزور من الشباك وأجيئك فأقضي حقّك ، قال : ولم لا تدخل يا أبا الطيّب ؟ فقلت له : الدار لها مالك لا أدخلها من غير إذنه ، فقال : يا أبا الطيّب تكون مولانا رقاً وتوالينا حقّاً ، ونمنعك تدخل الدار ، أدخل يا أبا الطيّب ، فقلت : أمضي أسلّم عليه (5) ولا أقبل منه ، فجئت إلى الباب وليس عليه أحد ، فتعسر بي فبادرت إلى عند البصري خادم الموضع ففتح لي الباب ، فدخلت فكنا نقول : أليس كنت لا تدخل الدار ؟ فقال : أما أنا فقد أذنوا لي بقيتم أنتم.
[12188] 2 ـ وعن الفحام ، عن المنصوري ، عن عمّ أبيه قال : قلت للإِمام علي بن محمد ( عليهما السلام ) : ( علّمني يا سيدي دعاء اتقرب إلى الله عزّ وجلّ به ) (1) فقال لي : « هذا دعاء كثيراً ما أدعو به ، وقد سألت الله عزّ وجلّ أن لا يخيب من دعا به في مشهدي ، وهو :
يا عدتي عند العدد ، ويا رجائي والمعتمد ، ويا كهفي والسند ، ويا واحد يا أحد ، ويا قل هو الله أحد ، أسألك (2) بحق من خلقته من خلقك ولم تجعل في خلقك مثلهم أحداً ، صلّ على جماعتهم وافعل بي كذا وكذا ».
[12189] 3 ـ جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة : روي عن بعضهم ( صلوات الله عليهم ) قال : « إذا أردت زيارة قبر أبي الحسن عليّ بن محمد وأبي محمد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، تقول بعد الغسل إن وصلت إلى قبريهما ، وإلّا أومأت بالسلام من عند الباب ، الذي على الشارع ـ الشبّاك ـ ».
[12190] 4 ـ الشيخ محمد بن المشهدي في المزار : حدثنا الشيخ الفقيه أبو محمد عربي بن مسافر رضي الله عنه ، بداره بالحلّة ، (1) في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة ، وحدثني الشيخ أبو البقاء هبة الله بن نما بن علي بن حمدون ، قالا جميعاً : حدثنا الشيخ الأمين الحسين بن أحمد بن محمد بن علي طحّال المقدادي رحمه الله ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي رضي الله عنه بالمشهد المذكور ، عن والده أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن أشناس البزّاز ، عن محمد بن أحمد بن يحيى القمّي ، عن محمد بن علي بن رنجويه (2) القمّي ، عن محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، [ قال : قال أبو علي الحسن بن أشناس ، وأخبرنا أبو المفضل محمد بن عبيدالله الشيباني أنّ أبا جعفر محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري أخبره ] (3) وأجاز له جميع ما رواه ، أنه خرج إليه من الناحية المقدسة حرسها الله تعالى [ بعد ] (4) المسائل والصلاة والتوجّه : (5) « بسم الله الرحمن الرحيم ، لا لأمر الله تعقلون ، ولا من أوليائه تقبلون ، حكمة بالغة عن قوم لا يؤمنون ، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فإذا أردتم التوجّه بنا إلى الله تعالى وإلينا ، فقولوا : كما قال الله تعالى : ( سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ ) (6) الزيارة ، ثم قال صاحب المزار : ذكر التوجه إلى الحجّة صاحب الزمان ( صلوات الله عليه ) بالزيارة ، بعد صلاة اثنتي عشر ركعة ، قال أبو علي الحسن بن أشناس ، وأخبرنا أبو محمد عبدالله بن محمد الدعلجي ، قال : أخبرنا أبو الحسين حمزة بن محمد بن الحسن بن شبيب ، قال : عرفنا أبو عبدالله أحمد بن إبراهيم قال : شكوت إلى أبي جعفر محمد بن عثمان شوقي إلى رؤية مولانا ( عليه السلام ) ، فقال لي : مع الشوق تشتهي أن تراه ؟ فقلت : نعم ، فقال لي : شكر الله لك شوقك ، وأراك وجهه في يسر وعافية ، لا تلتمس يا أبا عبدالله أن تراه ، فإنّ أيام الغيبة تشتاق إليه ولا تسأل الاجتماع معه ، إنّها عزائم الله والتسليم لها أولى ، ولكن توجّه إليه بالزيارة ، وأمّا كيف يعمل وما أملاه عند محمد بن علي فانسخوه من عنده ، وهو التوجه إلى الصاحب ( عليه السلام ) بالزيارة بعد صلاه اثنتي عشرة ركعة ، تقرأ قل هو الله أحد في جميعها ركعتين ركعتين ، ثم تصلّي على محمد وآله وتقول ... الزيارة.
الهوامش
الباب 70
1. أمالي الطوسي ج 1 ص 293 ، وعنه في البحار ج 102 ص 60 ح 4.
(1) في المصدر : لا يدخل.
(2) في المخطوط : « الدعاة » ، وفي المصدر « الزعار » ، والظاهر ما أثبتناه هو الصحيح ، والدُّعّار ، جمع داعر : وهو الخبيث المفسد وقاطع الطريق ( لسان العرب ج 4 ص 286 ).
(3) في المصدر : أتخفّى.
(4) في المصدر : أمهلني.
(5) في المخطوط « إليه » وما أثبتناه من المصدر.
2. أمالي الطوسي ج 1 ص 292.
(1) في المصدر : فتعلمني دعاء أختص به من الأدعية.
(2) في المصدر : أسألك اللّهم.
3. كامل الزيارات ص 313.
4. مزار المشهدي ص 820 و 837 وعنه في البحار ج 102 ص 96.
(1) في المصدر زيادة : السيفية.
(2) في المصدر : ذبحوية.
(3 ، 4) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.
(5) في المصدر زيادة : أوله.
(6) الصافات 37 : 130 .
مقتبس من كتاب : [ مستدرك الوسائل ] / المجلّد : 10 / الصفحة : 362 ـ 365