في تواضعه وحيائه صلّى الله عليه وآله وسلّم
في تواضعه وحيائه : عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله (ص) يعود المريض ، ويتبع الجنازة ، ويجيب دعوة المملوك ، ويركب الحمار ، وكان يوم خيبر ويوم قريظة والنضير على حمار مخطوم (1) بحبل من ليف تحته اكاف من ليف.
وعن أنس بن مالك قال : لم يكن شخص أحبّ إليهم من رسول الله ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه لما يعرفون من كراهيّته (2).
وعن ابن عبّاس قال : كان رسول الله (ص) يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ويعتقل الشاة ، ويجيب دعوة المملوك.
وعن أنس بن مالك قال : إن رسول الله صلّى الله عليه وآله مرّ على صبيان فسلّم عليهم وهو مغذ.
عن أسماء بنت يزيد أن النبي صلّى الله عليه وآله مرّ بنسوة فسلّم عليهنّ.
وعن ابن مسعود قال : أتى النبي صلّى الله عليه وآله رجل يكلّمه فأرعد ، فقال : هون عليك ، فلست بملك ، إنّما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد (3).
عن أبي ذر قال : كان رسول الله (ص) يجلس بين ظهراني (4) أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيّهم هو ، حتّى يسأل ، فطلبنا إلى النبي صلّى الله عليه وآله أن يجعل مجلساً يعرفه الغريب إذا أتاه ، فبنينا له دكانا (5) من طين ، وكان يجلس عليه ، ونجلس بجانبيه.
وسئلت عائشة ما كان النبي صلّى الله عليه وآله يصنع إذا خلا ؟ قالت : يخيط ثوبه ، ويخصف نعله ، ويصنع ما يصنع الرجل في أهله.
وعنها : أحبّ العمل إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله الخياطة.
وعن أنس بن مالك قال : خدمت النبي (ص) تسع سنين فما أعلمه قال لي قطّ : هلا فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب عليّ شيئاً قط.
وعن أنس بن مالك قال : صحبت رسول الله (ص) عشر سنين ، وشممت العطر كلّه فلم أشمّ نكهة أطيب من نكهته ، وكان إذا لقيه واحد (6) من أصحابه قام معه ، فلم ينصرف حتّى يكون الرجل ينصرف عنه (7) ، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناولها إيّاه ، فلم ينزع عنه حتّى يكون الرجل هو الذى ينزع عنه ، وما أخرج ركبتيه بين جليس (8) له قطّ ، وما قعد إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله رجل قطّ فقام حتّى يقوم (9).
وعن أنس بن مالك قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وآله أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتّى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلّى الله عليه وآله وقد أثرت به حاشية الرداء من شدّة جبذته ، ثمّ قال له : يا محمّد مرّ لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله صلّى الله عليه وآله فضحك وأمر له بعطاء.
عن أبي سعيد الخدري يقول : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله حييا (10) لا يسأل شيئاً إلّا أعطاه.
وعنه قال : كان رسول الله (ص) أشدّ حياء من العذراء في خدرها ، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه.
وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله (ص) : لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئاً ، فإنّي أحبّ أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر (11).
الهوامش
1. خطمه بالخطام : جعله على أنفه ، والخطام : حبل يجعل في عنق البعير وغيره ويثنى في خطمه وأنفه.
2. في المصدر : كراهيّة لذلك.
3. مكارم الأخلاق : ١٤.
4. ظهراني بالفتح أي وسطهم.
5. الدكان : شيء كالمصطبة يقعد عليه. والمصطبة : مكان ممهد قليل الارتفاع عن الأرض ، يجلس عليه.
6. في نسخة من المصدر : أحد.
7. في المصدر : حتّى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه.
8. في المصدر : بين يدى جليس.
9. مكارم الأخلاق : ١٥.
10. الحيى : ذو الحياء.
11. مكارم الأخلاق : ١٦.
مقتبس من كتاب : [ بحار الأنوار ] / المجلّد : 16 / الصفحة : 229 ـ 231