في حديث موسى والعالم عليهما السّلام

البريد الإلكتروني طباعة

في حديث موسى والعالم عليهما السّلام

169 ـ أخبرنا السّيد أبو السّعادات هبة الله بن علي الشّجري ، عن جعفر بن محمّد بن العباس ، عن أبيه ، عن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبي بصير ، عن أحدهما صلوات الله عليهما قال : لمّا كان من أمر موسى الّذي كان اُعطى مكتلاً فيه حوت مالح ، فقيل له : هذا يدلُّك على صاحبك عند عين لا يصيب منها شيء إلّا حُيّ ، فانطلقا حتّى بلغا الصّخرة وجاوزا ثمّ ( قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا ) فقال : الحوت اتّخذ في البحر سرباً ، فاقتصّا الأثر حتّى أتيا صاحبهما (1) في جزيرة في كساء جالساً ، فسلّم عليه وأجاب وتعجّب وهو بأرض ليس بها سلام ، فقال : من أنت ؟ قال موسى : فقال : ابن عمران الّذي كلّمه الله ؟ قال : نعم ، قال : فما جاء بك ؟ قال : أتيتك على أن تعلّمني.

قال : إنّي وكّلت بأمر لا تطيقه ، فحدّثه عن آل محمّد صلى الله عليهم وعن بلائهم وعمّا يصيبهم حتّى اشتدّ بكاؤهما ، وذكر له فضل محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وما اُعطوا وما ابتلوا به ، فجعل يقول : يا ليتني من أمّة محمّد.

وانّ العالم لمّا تبعه موسى خرق السّفينة ، وقتل الغلام ، وأقام الجدار. ثمّ بين له كلّها وقال : ما فعلته عن أمري ؛ يعني لولا أمر ربّي لم أصنعه ، وقال : لو صبر موسى لأراه العالم سبعين أعجوبة.

170 ـ وفي رواية رحم الله موسى عجّل على العالم أما إنّه لو صبر لرآى منه من العجائب ما لم ير (2).

171 ـ وعن ابن بابويه ، حدثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن اسحاق التّاجر ، عن علي بن مهزيار ، وعن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن ابن مسكان عن منذر ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : لمّا لقي موسى العالم عليهما السّلام وكلّمه وساءله نظر إلى خطّاف يصفر ويرتفع في الماء (3) ويسفل (4) في البحر ، فقال العالم لموسى : أتدري ما تقول هذه الخطافة ؟ قال : وما تقول ؟ قال : تقول : وربّ السّماوات والارض وربّ البحر ما علمكما من علم الله إلّا قدر ما أخذت بمنقاري من هذا البحر وأكثر.

ولمّا فارقه موسى قال له موسى : أوصني. فقال الخضر : الزم ما لا يضرك معه شيء ، كما لا ينفعك من غيره شيء. وإيّاك واللّجاجة ، والمشي إلى غير حاجة والضّحك في غير تعجّب ، يا بن عمران لا تعيّرنّ أحداً بخطيئةٍ وابك على خطيئتك (5).

172 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن على ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الصّيرفي (6) ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن الحارث الأعور الهمداني رحمه الله قال : رأيت مع أمير المؤمنين عليه الصّلاة والسّلام شيخاً بالنّخيلة : فقلت : يا أمير المؤمنين من هذا ؟ قال : هذا أخي الخضر جاءني يسألني عمّا بقي من الدّنيا وسألته عمّا مضى من الدّنيا ، فأخبرني وأنا أعلم بما سألته منه ، قال أمير المؤمنين : فأوتينا بطبق رطب من السّماء ، فأمّا الخضر فرمى بالنّوى ، وأمّا أنا فجمعته في كفّي ، قال الحارث : قلت فهبه لي يا أمير المؤمنين ، فوهبه لي فغرسته فخرج منه (7) مشاناً (8) جيّداً بالغاً عجباً (9) لم أر مثله قطّ (10).

173 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمد بن أورمة ، عن عبد الرّحمن بن حمّاد الكوفي ، حدّثنا يوسف بن حمّاد الخزاز ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : لمّا أُسري برسول الله صلى الله عليه وآله بينا هو على البراق وجبرئيل معه إذ (11) نفحته رائحة مسك ، فقال جبرئيل : ما هذا ؟ فقال كان في الزّمان الاوّل ملك له أسوة حسنة في أهل مملكته وكان له ابن رغب عمّا هو فيه ، وتخلّى في بيت يعبد الله تعالى ، فلمّا كبر سنّ الملك مشى إليه خيرة النّاس ، قالوا : أحسنت الولاية علينا وكبر سنّك ولا خلفك إلّا ابنك ، وهو راغب عمّا أنت فيه ، وأنّه لم ينل من الدّنيا ، فلو حملته على النّساء حتّى يصبب لذّة الدّنيا لعاد ، فاخطب كريمة له فأمرهم بذلك ، فزوّجه جاريةً لها أدب وعقل ، فلمّا أتوا بها واجلسُوها حوّلها الى بيته وهو في صلاته ، فلمّا فرغ قال : أيّتها المرأة ليس النّساء من شأني ، فان كنت تحبّين أن تقيمي معي وتصنعين كما أصنع كان لك من الثّواب كذا وكذا ، قالت : فأنا أقيم على ما تريد.

ثمّ إنّ اباه بعث إليها يسائلها هل حبلت ؟ فقالت : إنّ ابنك ما كشف لي عن ثوب ، فأمر بردّها إلى أهلها ، وغضب على ابنه ، وأغلق الباب عليه ، ووضع عليه الحرس فمكثثلاثاً ، ثمّ فتح عنه فلم يوجد في البيت أحد فهو الخضر عليه الصّلاة والسّلام (12).

الهوامش

1. في ق 1 وق 2 وق 4 وق 5 : صاحبها ، الآية 62 : سورة الكهف.

2. بحار الانوار (13 / 301) ، برقم : (21) إلى آخره و (26 / 283 ـ 284) ، برقم : (40) إلى قوله : يا ليتني من أمّة محمد صلّى الله عليه وآله.

3. في ق 1 وق 4 : خطّافة تصفر وترتفع في الماء.

4. في البحار : تستفل.

5. بحار الانوار (13 / 301 ـ 302) ، برقم : (22) ومن قوله : لمّا فارق موسى الخضر ، في الجزء (73 / 386 ـ 387) ، برقم : (7) و (78 / 449) ، برقم : (11).

6. في البحار : عن عمّه عن عليّ الكوفي ، وهو غلط.

7. الزيادة من ق 2 وق 4.

8. الشأن : نوع من الرّطب وهو الأطيب منه.

9. في ق 1 وق 3 : عجيباً ، وفي ق 2 : عجماً.

10. بحار الانوار (39 / 131) ، برقم : (3).

11. في ق 4 : إذا.

12. بحار الانوار (13 / 302 ـ 303) ، برقم : (23).

مقتبس من كتاب : قصص الأنبياء / الصفحة : 156 ـ 158

 

أضف تعليق

الأنبياء عليهم السلام

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية

ثلاثة + سبعة =