ما الدليل على العدل الإلهي؟
السؤال : السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
ما الدليل على العدل ، والذي هو من أصول الدين؟ حيث لدي شبهة من أنّه عندما تعلم بصواب العمل الذي تفعله أو بخطأه هذا مجرد العلم ، لكن عندما لا تكون هناك قوة فوق قوتك فإنك تستطيع أن تفعل ما تريد ولو كان لديك العلم والحكمة؟ حيث لا أحد يحكمك ولا قوة فوق قوتك؟
ما الدليل على العدل ، والذي هو من أصول الدين؟ حيث لدي شبهة من أنّه عندما تعلم بصواب العمل الذي تفعله أو بخطأه هذا مجرد العلم ، لكن عندما لا تكون هناك قوة فوق قوتك فإنك تستطيع أن تفعل ما تريد ولو كان لديك العلم والحكمة؟ حيث لا أحد يحكمك ولا قوة فوق قوتك؟
الجواب من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
معنى العدل : هو أن لايصدر الظلم والتعدّي والتجاوز من الفاعل القادر ، فوجود القدرة الكاملة لايتنافى مع الظلم بأن لايبالي حقوق الآخرين .
فالمولى الذي له قدرة كاملة على العبد يكون ظالماً للعبد إذا منعه من الأكل والشرب والنوم ، ويكون أشدّ ظلماً أن قتله مع أنّه قادر على كلّ فعل بالنسبة لعبده ، ولا يعترض عليه أحد.
بل الظلم مناف للحكمة والعلم ؛ فإنّ الحكمة تقتضي أن يضع الحكيم كلّ شيء في موضعه المناسب ، ولا يفعل ماهو قبيح في نظر العقل ، فمهما كان للشخص قدرة لا تفوقه قدرة ، فحكمته تقتضي أن لا يصدر منه الظلم ؛ لأنّه من قبيل وضع الشيء في غير محلّه .
فمثلاً : من الظلم هو تعذيب المطيع ، وتكريم العاصي ؛ لأنّ المطيع يستحق الثواب والأجر ، والعذاب في غير محلّه ، والعاصي يستحقّ الذمّ والعذاب ، وتكريمه لأجل عصيانه في غير محلّه ، فيستحيل صدوره من الحكيم ، بل الظلم يتنافى مع القدرة الكاملة , والظالم في الحقيقة له نوع من العجز حيث يكون مضطراً إلى الظلم لدفع ذلك العجز والضعف ، ولذا ورد في الدعاء (ليالي الجمعة) : « وقد علمت أنّه ليس في حكمك ظلم ، ولا في نقمتك عجلة ، وإنّما يعجل من يخاف الفوت ، وإنّما يحتاج إلى الظلم الضعيف ، وقد تعاليت عن ذلك علواً كبيراً » .
وأمّا جعل العدل : من أصول الدين عند الإمامية ، فلأجل وقوع النزاع في ثبوته لله تعالى بين الأشاعرة وبين غيرهم من المعتزلة والإمامية ، وإلّا فالعدل كغيره من صفات الله تعالى الكمالية مثل العلم والقدرة والحياة .
والبحث فيها من شؤون البحث عن وجود الله تعالى ووحدانيته ، ولا حاجة إلى جعلها أصلاً في مقابل التوحيد ، وإنّما جعل العدل من الأصول للتأكيد عليه والاهتمام به في مقابل مَن ينكره .
التعليقات
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة