قصد النبي من « من كنت مولاه فعلي مولاه » حبّه وموالاته لا خلافته !!

طباعة

السؤال :

يجب المساواة بين الصحابة أساساً ، لم يعلن الرسول أحداً خليفة من بعده ، انّما قصد بـ « من كنت مولاه فعلي مولاه » حبّه و موالاته لا خلافته.

الجواب :

عليك بمطالعة كتاب الغدير للشيخ عبد الحسين الأميني الجزء الأوّل والثاني لأجل معرفة معنى قول النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم « من كنت مولاه فعلي مولاه ». وممّا يضحك الثكلى أن يقال انّ المراد إظهار حبّه وموالاته ، وكيف يمكن دعوى أنّ النبي الأعظم جمع المسلمين بعد حجّة الوداع في غدير خم وهم يبلغون مائة وعشرين ألفاً لكي يظهر لهم انّ علياً يحبّه الله ورسوله صلّى الله عليه وآله ، مع ذلك الإهتمام الشديد الذي أبداه النبي صلّى الله عليه وآله في تبليغ هذا المطلب حيث أمر بإرجاع المسلمين الذي تجاوزا غدير خم في طريقهم إلى بلادهم وصبر إلى ان يلتحق به من تأخّر خروجه من مكّة ثمّ جمع الناس في ذلك الحرّ الشديد وخطب خطبة رائعة ، فهل يعقل انّه فعل ذلك لمجرّد ان يبيّن للناس انّه يحبّ علياً عليه السلام وانّه يجب على الاُمة حبّ علي عليه السلام ، مع انّ القرآن الكريم سبقه في ذلك وأوجب محبّة ذوي القربى ومودّتهم وجعله أجراً للرسالة. قال الله تعالى ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) [ الشورى : 23 ]. وهذا نظير ان يعلن الطيّار للمسافرين أنّه ينوي الهبوط في صحراء ثمّ يهبط بالطائرة إلى ذلك الصحراء ويأمر الركاب بالخروج من الطائرة والإجتماع في موضع تحت وطأة الشمس المحرقة ثمّ يقول لهم لم يكن لي غرض من هذا الفعل إلّا ان أظهر لكم حبّي الشديد لمساعدي وعليكم أن تحبّوه لأننّي أحبّه والآن اركبوا الطائرة لكي تستمرون في سفركم ، فهل تصدّق هذا الكلام أو ترمى الطيّار بنحو من الجنون ، ثمّ هل يسكت الركاب ولا يعترضون على هذا العمل الصادر من الطيّار ؟!

ثمّ انّ الأدلّة على خلافة أمير المؤمنين عليه السلام بعد رسول الله صلّى الله وآله وسلّم ليست منحصرة في حديث « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » بل الآيات والأحاديث النبويّة الدالّة على ذلك كثيرة ومتواترة.