ما معنى خلق القرآن ، وما هو موقف الشيعة منه

طباعة

 

 

ما معنى  خلق القرآن ، وما هو موقف الشيعة منه
 

 

السؤال : كثيراً ما نسمع عن خلق القرآن ، فهلا تفضلتم مشكورين ببيان معنى ( خلق القرآن ) ؟ وما هو موقف الشيعة ( حفظهم الله ) من خلق القرآن ؟
 

 

الجواب : من سماحة الشيخ علي الكوراني

 

 عقيدتنا في القرآن أنّه كلام الله تعالى وهو مخلوق لله تعالى ، ولا نقول إنّه جزء من ذاته قديم بقدمه كما يقول المشبّهة ، وقد عبّر علماؤنا بأنّه محدَث ولم يعبّروا بأنّه مخلوق بسبب حساسية تلك الظروف ، لكن المعنى واحد.
قال الشيخ الطوسي أعلى الله مقامه في الخلاف : 6 / 119 : مسألة 12 : « كلام الله تعالى ، فعله ، وهو محدَث ، وامتنع أصحابنا من تسميته بأنّه مخلوق لما فيه من الايهام بكونه منحولاً » .
وفي الخلاف : 6 / 121 : « قال مالك : القرآن غير مخلوق . وبه قال أهل المدينة ، وهو قول الأوزاعي وأهل الشام ، وقول الليث بن سعد ، وأهل مصر ، وعبيد الله ابن الحسن العنبري البصري ، وبه قال من أهل الكوفة ابن أبي ليلى وابن شبرمة . وهو مذهب الشافعي إلا أنّه لم يرو عن واحد من هؤلاء أنّه قال : القرآن قديم ، أو كلام الله قديم .
وأوّل من قال بذلك الأشعري ومن تبعه على مذهبه ، ومن الفقهاء من ذهب مذهبه .
دليلنا على ما قلناه : ما ذكرناه في الكتاب في الأصول ليس هذا موضعها .
فمنها قوله : {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ}(الأنبياء/2). فسمّاه : محدَثاً
وقال:{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}(الزخرف/3). وقال:{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}(الشعراء/195). فسمّاه : عربياً ، والعربية محدَثة .
وقال:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ}(الحجر/9). وقال: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ}(النحل/44). فوصفه بالتنزيل .
وهذه كلها صفات المحدَث ، وذلك ينافي وصفه بالقدم ، ومن وصفه بالقدم فقد أثبت مع الله تعالى قديماً آخر ، وذلك خلاف ما أجمعت عليه الاُمّة في عصر الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم إلى أيام الأشعري ، وليس هذا موضع تقصّي هذه المسألة ، فإنّ الغرض ها هنا الكلام في الفروع
».
 راجع أيضا : الهداية للصدوق أعلى الله مقامه / 148 .