هل تنفصل العقيدة التشيع عن التاريخ الأئمة ع

طباعة

 

 

هل تنفصل العقيدة التشيع عن التاريخ الأئمة ع

 


السؤال : هل تنفصل عقيدة التشيع عن تاريخ الأئمة الطاهرين وما جرى عليهم... بحيث يصح القول : أنّ مناقشة أمر الخلافة يجب أن يكون مناقشة للتاريخ لا مناقشة للعقيدة... كذلك بالنسبة لمظلومية الزهراء عليها السلام ، هل هناك إشكال في فصلها عن العقيدة الحقة باعتبارها حدث تاريخي وروائي لا يلزم منه أي ضروري... بل لا يلزم عنه نفع ... لأنّها قضايا تاريخية نقاشية ؟ ودمتم ذخراً.

 

 الجواب: من  سماحة السيد علي الشهرستاني

 

لا تنفصل العقيدة عن التاريخ ، إذ لا يمكننا معرفة ظلامة الزهراء ، أو حقيقة الغدير ، أو سيرة النبي إلا بالتأريخ ؛ فالتأريخ فيه الصحيح والضعيف كما في الحديث ، فلا يمكن الأخذ بالنصوص التأريخية أوالحديثية منفردة، بل يلزم دارسة الأخبار والتاريخ كوحدات موضوعية متكاملة ، وأنّ مناقشة نص أو نصين لحدثٍ ليس له مساس بالعقائد لا يعني بالضرورة أنّ العقيدة منفصلة عن التاريخ وما جرى على الأئمة الاطهار عليهم السلام.
أمّا التركيز على تخطئة الوقائع المخالفة لتواتر الاُمّة ، والمخطّئة للأعلام ؛ والداعية لتشكيك المؤمنين في المعتقدات « باعتبارها حدثاً تأريخياً وروائياً مجرداً لا يلزم منه أي ضروري بل لا يلزم عنه أي نفع » لمدعاة للاسف الشديد ؛ لأنّ مَن يقول بهذا القول يكاد لا يفقه من التلازم بين العقائد والأحداث شيئاً ، وعليه فالمعطيات العقائدية لا تتأتى كاملة إلا على ضوء معرفة التأريخ، وبذلك لا يمكن فصل ظلامة الزهراء عن العقيدة الحقة وان روايات الأئمة تزيدنا اطمئناناً ووثوقاً بصحة المنقول تأريخياً حول ماساة الزهراء وما جرى عليها.
وبهذا فالقضايا التأريخية لم تكن نقاشية بحتة، بل انّ مناقشة التأريخ هو مناقشة للعقيدة ، وإن سلوكية الفرد يدل على مدى اعتقاده أو كفره ؛ فقد كفرت الاُمّة يزيد بن معاوية لقتله الحسين ولاباحته المدينة ولهدمه الكعبة ، مع أنّه يشهد أن لا إله إلا الله ، ويصلي الصلوات الخمس بحسب الظاهر ، وهذا أو غيره ليدلان على أنّ التأريخ والعقائد جزءان متلازمان لا يمكن التفكيك بينهما بحال.